أمام الفيلة لا خيار سوى الفوز والجمهور مدعو لمساندتنا

كريم الأحمدي واحد من اللاعبين الذين أثبتوا مكانتهم داخل المنتخب الوطني لسنوات، حتى أصبح مألوفا لدى الجمهور المغربي في كثير من المباريات، وهو اللاعب المحوري داخل الأسود، هو أكثر اللاعبين حضورا في المباريات، وظل يعتبر حضوره مع المنتخب فخر واعتزاز له.
في هذا الحوار يتحدث كريم الأحمدي عن مشوار المنتخب الوطني في إقصائيات كأس العالم، وحظوظ المنتخب الوطني الذي كان قد ضمن التأهل لكأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها الغابون 2017، كما جرنا الحديث عن وضعيته مع فريقه فاينورد الهولندي، وطموحاته معه بعد التتويج بكأس هولندا وإختياره في أكثر من مرة كأفضل لاعب بهولندا.
كيف يرى حظوظ الأسود في التأهل لكأس العالم؟ وما رأيه في هذا الجيل الجديد من اللاعبين الذين يحملون القميص الوطني المغربي؟ تابعوا التفاصيل:

«المنتخب»: حقق الفريق الوطني نتيجة التعادل أمام منتخب الغابون، هل يمكن إعتبارها مؤشرا إيجابيا لإنطلاقة صحيحة للأسود في هذه التصفيات؟

ـ الأحمدي: التعادل أمام منتخب الغابون وفي أجواء مشحونة أعتبرها نتيجة إيجابية، خاصة وأن العناصر الوطنية قدمت طيلة المباراة إستماتة كبيرة، وتصدت لكل المحاولات التي أتيحت لمنتخب الغابون، كنا نعرف جيدا صعوبة المباراة وصعوبة الخصم كذلك الذي تعبأ منذ مدة لهذه المواجهة التي كان يعتبرها فرصة مهمة للدخول لهذه الإقصائيات بآمال كبيرة، على إعتبار أن منتخب الغابون لم يسبق له أن تأهل لكأس العالم، المنتخب الوطني كان في كامل الجاهزية في هذا اللقاء، واللاعبون كانوا في مستوى التطلعات، تجاوزنا الرطوبة والحرارة وحتى أرضية الميدان كانت عائقا، المهم هو أننا حققنا نتيجة إيجابية في هذه المباراة وهي بداية موفقة للفريق الوطني المغربي.

«المنتخب»: أجمع الكثيرون على أن المنتخب الوطني ظهر بمستوى جيد في هذه المباراة، كيف حصل ذلك؟

ـ الأحمدي: بكل صراحة المنتخب الوطني أعطى مؤشرات قوية كونه سيعود للواجهة وسيقول كلمته بعد العمل الكبير الذي يقوم به الناخب الوطني هيرفي رونار، وكذلك رغبة اللاعبين في تقديم صورة جديدة عن المنتخب الوطني وزرع آمال كبيرة في صفوف الجماهير المغربية، كان من المفروض أن نعود بقوة بحضور هؤلاء اللاعبين الذين تحذوهم رغبة الذهاب بعيدا مع المنتخب الوطني، لقد لاحظ الجمهور المغربي كيف أن اللاعبين تحدوا الظروف المحيطة بالمباراة واستماتوا حتى نهاية المباراة، المهم هناك عمل كبير يقوم به الناخب الوطني، وأكيد المعسكر الذي خضناه بغينيا الإستوائية كان مفيدا للغاية مكن اللاعبين من التأقلم مع الأدغال الإفريقية وقربهم فيما بينهم وهذا الأمر شكل عاملا إيجابيا في الظهور بهذه الصورة المطمئنة أمام منتخب الغابون.

«المنتخب»: أقحم الناخب الوطني هيرفي رونار عناصر شابة في مباراة الغابون، فهل هذه العناصر قادرة على أن تركب سفينة التحدي؟

ـ الأحمدي: في الواقع أثبت هؤلاء اللاعبين أنهم في مستوى حمل قميص المنتخب الوطني بدليل أنهم أحرجوا المنتخب الغابوني بكامل عناصره المعروفة، شاهدتم كيف تألق أيت بناصر على مستوى الدفاع والناصيري على مستوى خط الهجوم ثم ما يقدمه منديل من مستوى جيد كل هذه المؤشرات تؤكد بأن المنتخب الوطني أصبح يربح عناصر جديدة تعطي القيمة المضافة، شخصيا متفائل بمستقبل هؤلاء اللاعبين مع المنتخب، وقد عشت نفس تجربتهم وكانت الخبرة تنقصني لكنني وجدت كل الدعم من اللاعبين القدامى وهو ما ساعدني وقتها على التأقلم سريعا مع الأجواء.

«المنتخب»: بعد مباراة الغابون ستواجهون منتخب كوت ديفوار، كيف تتوقع أن تكون هذه المواجهة؟

ـ الأحمدي: ستكون مباراة صعبة خاصة وأن منتخب الفيلة فاز على منتخب مالي بثلاثة أهداف لهدف، وأصبح يتصدر المجموعة لذلك علينا أن نبحث عن الفوز في هذه المباراة حتى نتقاسم الصدارة معه لأن الفوز هو الوحيد الذي سيقوي من حظوظ العناصر الوطنية للبحث عن ورقة التأهل للمونديال الذي غبنا عنه منذ 1998، أمامنا فرصة تاريخية لإعادة كتابة هذا التاريخ بهذا الجيل الجديد، ومع الناخب الوطني هيرفي رونار، صحيح المهمة صعبة للغاية على إعتبار أن كل الحظوظ متساوية بين كل المنتخبات في هذه المجموعة، لهذا علينا التحضير بشكل جيد لهذه المواجهة التي لن تكون سهلة وعلى الجمهور المغربي أن يحضر بكثافة لدعم العناصر الوطنية وتحميسها حتى نحقق المبتغى ولي اليقين بأن العناصر الوطنية ستقدم كل ما لديها من إمكانيات لتسعد الجمهور المغربي.

«المنتخب»: كان هناك تخوف كبير من الجمهور المغربي حول المستوى الذي أصبح عليه الفريق الوطني، هل فعلا في نظرك هناك تراجع في أداء المنتخب الوطني؟

ـ الأحمدي: لا أرى أن هناك تراجعا في أداء المنتخب الوطني بقدرما أن هناك مؤشرات جديدة جاء بها الناخب الوطني تتعلق بتطوير أداء المنتخب، وأنتم تعرفون بأن لكل مدرب فلسفته في العمل واللاعبون ينضبطون للنهج الذي يضعه المدرب، وأظن بأن المستوى الذي ظهرنا عليه أمام منتخب الغابون سيمنحنا المزيد من التحفيز لتطوير أدائنا وتحقيق ما يطمح إليه الجمهور المغربي الذي أعرف بأنه عاشق للمنتخب الوطني المغربي، تنتظرنا محطة مهمة في مشوارنا الكروي في هذه التصفيات وعلينا أن نحسن التعامل معها حتى لا نفقد الأمل.
معنويات اللاعبين مرتفعة وهناك أجواء جيدة تسود المنتخب المغربي خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حققناها مع الناخب الوطني هيرفي رونار.

«المنتخب»: منتخب كوت ديفوار حقق الفوز الأول، هل هذا سيشكل ضغطا كبيرا عليكم عند منازلتكم؟

ـ الأحمدي: سيشكل ضغطا في الإتجاه الصحيح من أجل البحث عن الفوز ولا شيء غير الفوز لتصدرالمجموعة والجمهور المغربي سيتعبأ هو الآخرلدعم العناصر الوطنية، نعرف جيدا منتخب كوت ديفوار فهو منتخب ليس بالسهل، لكننا سنواجهه بنية الفوز، قبل ذلك تحدثوا كثيرا عن منتخب الغابون وقالوا إنه أقوى من المنتخب المغربي، بل سيفوز عليه، وعند مواجهتنا له تبين أنه منتخب عادي ولم يصل لشباكنا سوى مرتين أو ثلاثة، لهذا فلا يمكن أن نتحدث عن قوة هذا المنتخب أو ذاك فلكل منتخب أسلوبه، كما أن كل الحظوظ متساوية بين كل المنتخبات، فحتى منتخب مالي الذي إنهزم بثلاثية لهدف يمكن أن يعود للمنافسة، لهذا سنعمل على أن نكون في الموعد وهناك برنامج للتحضيرات لهذه المباراة والناخب الوطني السيد هيرفي رونار يعرف جيدا منتخب الفيلة الذي أشرف على تدريبه وتوج معه باللقب الإفريقي مع الجيل الذهبي، وبالتالي الكلمة ستكون للأسود.

«المنتخب»: حقق المنتخب الوطني التأهل لكأس إفريقيا التي ستقام بالغابون 2017، ماهي حظوظ الفريق الوطني في هذه الكان؟

ـ الأحمدي: تتذكرون جيدا بأن المنتخب الوطني كان قد ضمن التأهل للكان مبكرا، وهذا جاء عن طريق عمل كبيرقام به الناخب الوطني ليحضر مرة أخرى منتخبنا هذا العرس الإفريقي الكبير، وحلمنا بصراحة هو البحث عن التتويج الإفريقي مع الناخب الوطني هيرفي رونار الذي سبق وأن توج باللقب مع منتخبي زامبيا وكوت ديفوار، ونحن نريد تكرار هذا السيناريو معه، فهو يعرف جيدا المنتخبات الإفريقية، كما أن كل اللاعبين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بحكم أن الجمهور المغربي ينتظر منهم الشيء الكثير في هذا الحدث الإفريقي الكبير. 

«المنتخب»: لنتحدث عن فريقك فاينورد، كيف هي وضعيتك معه؟

ـ الأحمدي: الحمد لله كل الأمور تسير بخير، عقدي يمتد معه إلى غاية 2018، فمنذ أت توجنا بكأس هولندا والفريق يسير نحو الأفضل، كما أن تتويجي كأفضل لاعب بهولندا مكنني من مواصلة مشواري بكثير من التحديات، هذا الموسم نحن عازمون على تقديم صورة جيدة والبحث عن مكان جيد في الترتيب العام للبطولة الهولندية.

«المنتخب»: لماذا في نظرك البطولة الهولندية هي التي تعرف الحضور الأفضل للاعب المغربي؟

ـ الأحمدي: لأننا هنا نحظى بفرصنا للعب ولإثبات قدراتنا في الملعب كما أن الفرق هنا تعاملنا جيدا وتحترمنا وكما هو معروف اللاعب المغربي له مهارات فردية  كبيرة، أما اللاعب الهولندي هو لاعب الفريق ونحن نتفوق عليهم باللعب والمهارات الفردية، والحمد لله العديد من اللاعبين المغاربة أثبتوا أنهم الأفضل بالبطولة الهولندية منذ سنوات، كما أن المدن الهولندية تعرف تواجد عدد كبير من الجالية المغربية، وما يسهل عليهم ممارسة كرة القدم وجود عدة أكاديميات تمكنهم من إبراز مهاراتهم، وهناك عدة لاعبين سيقولون كلمتهم مع كل الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية.

«المنتخب»: ماذا تقول في كلمة ختامية؟

ـ الأحمدي: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى أن يعود المنتخب الوطني كما كان في السابق، ولي اليقين بعد التعادل الذي حققناه أمام منتخب الغابون، سيكون المنتخب الوطني في أفضل حالاته بعد أن تمكن اللاعبون الشبان من التأقلم مع الأجواء الإفريقية وطقوسها، وإنشاء الله سنكون في الموعد في مباراة كوت ديفوار التي سنبحث فيها عن الفوز، وأملي أن يحضر الجمهور بكثافة ويساند اللاعبين لتحميسهم لتحقيق الفوز.