دفاعنا أصبح مثاليا وهجومنا سيتحسن عمليا

يعد مروان داكوسطا صمام أمان دفاع الفريق الوطني والجلاد الذي لا يرحم المهاجمين، وعنصر الثقة داخل العرين الذي أصبح فيها الحامل الثاني لشارة العمادة بعد القائد المهدي بنعطية.
قيصر أولمبياكوس تحدث لـ «المنتخب» عن المباارتين الأخيرتين للأسود أمام الغابون وكندا، ويركز على اللقاء المصيري القادم أمام كوت ديفوار، دون إغفال طموحاته الكبيرة التي تتجلى في المنافسة على كأس أمم إفريقيا والتأهل لكأس العالم بروسيا.

- المنتخب: ماذا إستخلصتم من المباراة الودية الأخيرة ضد كندا؟

داكوسطا: المباراة الودية التي جمعتنا بمنتخب كندا بمراكش كانت مفيدة من بعض الجوانب، والغاية منها قياس جاهزية بعض العناصر الإحتياطية حتى يعول عليها الناخب الوطني خلال المباريات المقبلة في حال حدوث طوارئ، أظن أن البدلاء أعطوا البرهان وقدموا مستوى متميزا وساهموا في العرض الجيد للفريق الوطني أمام كندا، حيث تفوقنا أداءا ونتيجة ولعل حصة 4ـ0 تحمل كل دلالات ومعاني الفوز العريض.

- المنتخب: وهل تعتقد أن الخصم كان ندا قويا لقياس الجاهزية؟

داكوسطا: لم نترك للخصم المبادرة حتى يسيطر ويشكل الخطورة وهو ما أظهره بصورة ضعيفة، والذي يهمنا بشكل كبير هو التحضير وخلق الإنسجام وتجريب بعض الخطط التي يضعها المدرب تأهبا للمباراة الهامة أمام المنتخب الإيفواري يوم 12 نونبر القادم بمراكش والتي تهمنا بشكل أساسي وتحدد مصيرنا في التصفيات المونديالية، أتمنى أن يكون جميع اللاعبين في أتم الجاهزية البدنية وأن لا نعاني من الغيابات كما حدث أمام الغابون، فالجاهزية البدنية والذهنية واجبة قبيل مباراة الفيلة، وأدعو الجماهير المغربية للحضور بكثافة والتشجيع لأنها ستكون مفتاح الفوز.

- المنتخب: ما هي الوصفة التي تظن أنها ستقود حتما إلى إسقاط الفيلة بمراكش؟

داكوسطا: هذه المباراة ستحدد مصير الفريق الوطني في الإقصائيات المونديالية، الإنتصار فيها سيعزز الحظوظ أو الإنسحاب مبكرا من السباق، الفوز يعني الإنقضاض على الصدارة وإزاحة الإيفواريين، وأي نتيجة غير الإنتصار ستعقد المأمورية وتمنح الأفضلية للخصم، لهذا فتواجد كل نقاط قوتنا وتلاحم خطوطنا والضغط الهجومي مع الحفاظ على اليقظة الدفاعية توابل ستربك الخصم وستعطي الأفضلية لنا، شريطة الدعم الجماهيري المطلق منذ صافرة البداية حتى النهاية.

- المنتخب: إلى أي معدل وصل الإنسجام بينكم وبين الناخب الوطني هيرفي رونار؟

داكوسطا: مع الناخب الوطني رونار نتواصل بشكل جيد ويجمعنا الإحترام والإحترافية، كما لمسنا تجاوبا كبيرا بين اللاعبين والطاقم التقني، بحيث هناك طريقة عمل إحترافية مع تقسيم المهام فيما بيننا، الكل يعرف ما له وما عليه ولا أحد يتجرأ على تجاوز حدود إختصاصاته، هذا بالإضافة إلى دور الجامعة الملكية التي باتت توفر لنا كافة الظروف المادية واللوجستيكية وتسهر على كل صغيرة وكبيرة من أجل راحة اللاعبين وحتى يكون الفريق الوطني في أحسن أحواله، وكل هذا يجعل الكرة في معتركنا نحن بقيادة الطاقم التقني قصد تحقيق حلم التأهل لمونديال روسيا.

- المنتخب: هل تعتقد أنه حان وقت الحصاد بالنسبة للفريق الوطني؟

داكوسطا: شخصيا ومنذ إلتحاقي بالفريق الوطني لم نحقق أي إنجاز وجميع النتائج كانت مخيبة، الآن حان وقت جني الثمار وتحقيق شيء ما للكرة المغربية والجماهير المتعطشة للإفراح، فهذا الجيل الجديد من اللاعبين الذي يجمع المخضرمين بالشباب قادر على رفع التحدي وتحقيق أمل المغاربة، وأكبر رهان هو العودة إلى الساحة الدولية من بوابة روسيا بعد غياب دام 20 سنة.

- المنتخب: ما هي نقطة قوة الأسود حاليا حسب رأيك؟

داكوسطا: ليس رأيي فحسب، وإنما رأي الكثير من المتتبعين والنقاد الذين أجمعوا على أن نقطة قوة الفريق الوطني أصبحت تتركز بالأساس على الدفاع، فبالأمس القريب كنا ضعفاء شيئا ما في المنظومة الدفاعية وكانت الكرة تصل إلى معتركنا بسهولة وبسرعة، الآن أمسينا نتوفر على لاعبين لهم تجربة إفريقية مهمة ومدافعين جيدين، كما أن الناخب الوطني رونار وضع لمسته على المنظومة لتصبح بمناعة أقوى، والشيء المهم أنه ورغم بعض الغيابات الأساسية لم يعد هناك تأثير كبير بالخط الدفاعي، بحيث تكون العناصر البديلة في مستوى التعويض، وخير دليل على ذلك خلال المباراة التي كانت بمثابة القفل أمام منتخب الرأس الأخضر ببرايا ثم بمراكش، حيث تأهلنا خلالها مبكرا لكأس إفريقيا للأمم وكنت حاضرا حينها رفقة زميلي غانم سايس في قطب الدفاع ونجحنا في تحقيق إنتصارين وحافظنا على شباكنا، نفس الشيء بالنسبة لمباراة الغابون الأخيرة التي صمدنا فيها ولم تهتز مرمانا، وهذا لا ينقص شيئا من قيمة المدافع الغائب الكبير المهدي بنعطية الذي تبقى مكانته أساسية في الدفاع، ويظل عميدنا وقائدنا بتجربته الطويلة.

- المنتخب: وماذا عن الخط الهجومي الذي يعاب عليه قلة النجاعة؟

داكوسطا: طيلة المباريات الأخيرة لم نلعب بخط هجومي ثابت ففي كل لقاء كان ينقص عنصر من عناصر الخط الهجومي، ولعل غياب سفيان بوفال لمدة طويلة ترك شرخا لا يمكن جبره بسهولة، كما أن الناخب الوطني كان مضطرا لتجريب عناصر جديدة وشباب صاعدين أظهروا علو كعبهم لكنهم يفتقدون للتجربة وبحاجة للوقت، الفعالية ستأتي مع الوقت والنجاعة، والأهداف ستتحقق عمليا بمرور المباريات وعودة جميع اللاعبين الأساسيين في كل الخطوط.

- المنتخب: لاحظنا غياب الجمهور في ودية كندا الأخيرة، هل تعتقد أنه رد فعل منه كونه غير راض عنكم؟

داكوسطا: لا أظن ذلك، فنحن لم ننهزم منذ قدوم رونار ولم نستقبل سوى هدفا واحدا في جميع المناسبات الرسمية والودية، والغياب الأخير للجمهور أمام كندا أعزيه لتوقيت المباراة وسط الأسبوع وعدم قدرة الجماهير على القدوم ليلا خصوصا من المدن المجاورة لمراكش، لكن الذي جاء لمشاهدة المباراة إستمتع وشجع وخرج راضيا عنا، وبهذه المناسبة أناشد الجمهور ليحضر بكثافة خلال لقاء كوت ديفوار، حيث لا مبررات من أجل التواجد بشكل كبير بالملعب والتشجيع، فنحن بحاجة ماسة إلى أنصارنا لأننا نتحمس أكثر بوجودهم، والمواجهة أمام الفوز تتطلب سندا قويا للضغط بغية تحقيق المبتغى وهو ربح النقاط الثلاث.

- المنتخب: هل يرهبكم منتخب الكوت ديفوار ومماذا تتخوفون بالضبط؟

داكوسطا: لا نهاب أحدا ونحترم جميع الخصوم، والمنتخب الإيفواري بإعتباره بطل إفريقيا ومن بين أقوى المنتخبات الإفريقية يبقى خصما من نوع خاص وجب التحضير له جيدا وعدم التهاون في آي لحظة أمامه، فالفيلة حضروا آخر 3 نسخ من كأس العالم ويتوفرون على نجوم ولاعبين بسمعة دولية كبيرة، كما أن تجربتهم مميزة فيما يخص التظاهرات الكبرى والمباريات الحاسمة، ولعل كل هذه المعطيات توضح بالملموس أن مهمتنا لن تكون سهلة أمام هذا الضلع الإفريقي العتيد، لكن لنا القدرة على إسقاطه لكوننا نعرف الشيء الكثير عنه والتغيرات العميقة التي طرأت على صفوفه في الأشهر الماضية، وسيساعدنا في التأطير والتوجيه الناخب الوطني هيرفي رونار الذي دربه قبل عامين ويعلم خبايا أموره ونقط ضعفه وقوته، سنستفيد بالتأكيد من التعليمات والمعلومات التي سيمدنا بها حتى نتزود ونتسلح جيدا لدخول هذه المعركة الحاسمة في طريق المونديال.

- المنتخب: أي توليفة وجب توظيفها للوقوف في وجه الفيلة؟

داكوسطا: أعتقد بأن عودة كل من المهدي بنعطية وسفيان بوفال ونبيل درار ومنير عوبادي سيغيرون المعطيات وسيتركون هامشا كبيرا من الأريحية لرونار، فهم من ركائز الفريق الوطني وسيقدمون الإضافة ويعطون اللمسة في هكذا لقاءات قوية تحتاج للنضج والخبرة والفعالية، فالمباراة الماضية أمام الغابون بفرانس فيل أكدت أن الخط الهجومي يحتاج للإنتعاشة ومن يقلب الطاولة من أنصاف الفرص، بوفال يتوفر على تقنيات عالية ويملك حلولا عديدة هجوميا وقادر لوحده أن يفعل العجب بدفاع الخصوم، وقد تابع الجمهور المغربي بأن غيابه ومعه بعض اللاعبين إضافة إلى طبيعة المباراة وأجوائها الصعبة بالغابون فرض علينا اللعب بتكتيك مغلق ودفاع صامد، وقد أفلحنا في العودة بنقطة ثمينة، علما أننا كنا قريبين من الفوز في بعض لحظات المباراة.

- المنتخب: التعادل بالغابون يعود فيه الفضل أيضا للحارس المحمدي الذي أبى دخول الكرة إلى مرماه في أكثر من محاولة بتصديات رائعة..

داكوسطا: الحارس المحمدي يعتبر من خيرة الحراس البارزين في الوقت الراهن على الصعيد الإفريقي، وعودتنا بالتعادل من الغابون يعود الفضل فيه إليه بتدخلاته الناجحة، إنه عنصر إطمئنان يعطينا الأمل ونثق فيه، لقد أثبت في أكثر من مباراة أنه بطل وله بصمة في التأهل لكأس إفريقيا بعد لقائه البطولي ببرايا أمام الرأس الأخضر، حيث عدنا بانتصار ثمين، وإلى جانبه يوجد حارس ثان جيد ومجتهد هو ياسين بونو الذي يتوفر هو الآخر على مؤهلات عالية أظهرها أمام منتخب كندا، بحيث أنقذ شباك الأسود من ثلاثة أهداف محققة، لذلك فلا خوف على مرمى الفريق الوطني المغربي الذي لا يشكو من أي نقص على مستوى حراسة المرمى أو الدفاع، ويبقى أمام الناخب الوطني الإشتغال أكثر على صناعة اللعب والخط الهجومي.

- المنتخب: أنت معروف بكثرة تنقلاتك بين الأندية الأوروبية، حيث تلعب عادة موسما واحدا وتغادر لوجهة أخرى، لماذا تواصل المغامرة مع أولمبياكوس للموسم الثاني تواليا؟

داكوسطا: مع أولمبياكوس تسير الأمور بشكل جيد وأحتفظ دائما بمكانتي الرسمية رفقة الفريق سواء في البطولة المحلية أو المسابقات الأوروبية، ورغم أنني تلقيت بعض العروض من البطولتين الفرنسية والإنجليزية خلال الصيف الماضي إلا أنني فضلت مواصلة المشوار بأثينا مع النادي اليوناني، والذي وجدت فيه راحتي، كما تربطني علاقة جيدة مع مدرب الفريق وجميع مكوناته، وألامس الحب والود وأتبادل الإحترام مع الجمهور الذي يخصني بتقدير خاص.

- المنتخب: ما هي طموحاتك الشخصية؟

داكوسطا: أنا من نوعية اللاعبين المتعطشين وغير القنوعين، بحيث أملك طموحات كبيرة وأسعى دائما للرقي والبحث عن الأفضل، وحاليا لا يشغل همي غير الفريق الوطني الذي أُعد أحد المدافعين عن قميصه ومن ركائزه الأساسية وعميده، أطمح أولا لقيادته للعب أدوار متقدمة ولما لا المنافسة على اللقب في كأس أمم إفريقيا بالغابون، حيث البحث عن إنجاز جديد طال إنتظاره من الجماهير، ثم تحقيق الحلم الأكبر بالعبور إلى كأس العالم بروسيا سنة 2018 للتصالح مع التاريخ والمونديال الذي غبنا عنه 20 سنة كاملة، هما تحديان كبيران وعظيمان سطرتهما مع الفريق الوطني وأتمنى بلوغهما، وأعلم رفقة زملائي والطاقم التقني أن لا شيء مستحيل في كرة القدم، وأن المنطق لم يعد موجودا في اللعبة إن توفرت عوامل النجاح أبرزها الإرادة والحماس والإيمان بالقدرات الشخصية والثقة بالنفس، فبالإرادة سنفوز وبالإرادة يمكننا بلوغ الأهداف.