مصيرينا بين أيدينا ولن ننتظر هدايا من أحد

بتفاؤل وثقة في النفس وطموح كبير تحدث عمر القادوري لـ «المنتخب» بعيد لقاء الأسود ضد الطوغو، ليكشف أسرار الإستقاظة القوية والعودة من بعيد والدنو من عتبة التأهل للدور الثاني شريطة تفادي غضب الفيلة.
المايسترو الأنيق وجندي الطوارئ كان خارج الحسابات قبل أن يستفيد من الإصابات، ليفاجئ الكل بإنتزاعه مكانته الرسمية في أول بطولة قارية كصانع ألعاب وجناح يعوض غياب سفيان بوفال. 

- شاهدنا منتخبا مغربيا بنفس الأداء لكن بفعالية هجومية أكبر ضد الطوغو..
«صحيح وهذا كنا نفتقده ضد الكونغو الديمقراطية، لقد لعبنا المباراة الثانية بأداء أقل وحضور أضعف من المباراة الأولى، لكن الشيء الأهم حضر وهو الأهداف لنحقق فوزا مهما ومستحقا، كرة القدم لا تُقاس بالأداء والفرص بقدر ما تقاس بالنتيجة النهائية وعدد الأهداف المسجلة، الحمد لله تمكنا من الرجوع من بعيد وإحياء آمالنا من أجل التأهل للدور الثاني».
- ما الذي كان ينقص في اللقاء الأول وتداركتموه ضد الصقور؟
«المدرب وضع الأصبع على مكامن الخلل وأصلح بعض العيوب الهجومية التي كانت تحول دون بلوغ الشباك، لقد قام بتغيير محوري في وسط الميدان وركز على دقة تنفيذ الضربات الثابتة ولهذا أشرك فيصل فجر، لعبنا بطريقة واقعية وبحثنا مباشرة عن الأهداف دون البحث عن الكيفية أو العرض، اللمسة الأخيرة حضرت والنجاعة أيضا وحينما تكون هذه الأمور يأتي الإنتصار».
- هل يمكن إعتبار الهدف المبكر الذي سجله الطوغوليون خدمكم للإندفاع هجوميا منذ الدقائق الأولى؟
«أعتقد أننا لعبنا بنفس الطريقة والنهج الهجومي للمباراة الأولى ضد الكونغو الديمقراطية ولم نغير الكثير من أسلوبنا، الهدف المبكر باغثنا لكن حتى ولو لم يُسجل علينا كنا سنلعب بنفس الخطة ونفس الإندفاع الهجومي، لم يكن لدينا من خيار غير البحث عن الأهداف وتفادي الأخطاء على كافة الخطوط، ردة فعلنا كانت قوية والنتيجة إنتصار كبير ومستحق بثلاثية».
- ما هي أسباب ردة الفعل هاته وما هي التوابل التي جعلتهم تظهرون بنجاعة هجومية وقتالية كبيرة من بداية المباراة وحتى صافرة النهاية؟
«هي التضحية والحماس والعزيمة، حينما تجتمع هذه الأشياء يمكن رؤية منتخب للمحاربين وليس اللاعبين، نحن في مهمة لتمثيل الوطن وإسعاد الشعب وبالتالي فوسائل النجاح تتأسس على القتالية داخل الميدان، والبحث بشتى الطرق على توقيع الأهداف لأنها وحدها من تعطي الأفضلية والنقاط، جميع العناصر أعطت ما لديها وعقدت العزم على مواصلة المشوار بكل إصرار لأننا لا نريد العودة سريعا إلى الديار».
- أنتم في المرتبة الثانية حاليا وتنتظركم مواجهة حارقة ومصيرية ضد الكوت ديفوار، ألا تخشون هذا الخصم الذي لن يقبل بالإقصاء المبكر وهو حامل اللقب؟
«المنتخب الإيفواري معروف وله وزن ثقيل في الساحة الإفريقية ونعرفه جيدا، تعادلنا معه سلبا في آخر لقاء جمعنا قبل أزيد من شهرين بمراكش ضمن تصفيات كأس العالم وكنا الأفضل وأحرجناهم، أهم شيء في الجولة الأخيرة لدور المجموعات أن مصيرنا بأيدينا ولن ننتظر هدايا من أحد».
- ما هي الطريقة المثلى لمواجهة هذا العملاق المجروح في أول محطتين؟
«سنلعب اللقاء الثالث بنفس الطريقة التي لعبنا بها المباراة الثانية أي إستغلال أكبر عدد من الفرص والتسجيل، غير مسموح بإضاعة المحاولات التي قد نندم عليها ونتحسر كما حدث ضد الكونغوليين، سنقاتل ونكافح ونصارع على كل الكرات، ولن نلعب من أجل التعادل بل لإنتزاع النقاط الثلاث وخطف تأشيرة العبور إلى ربع النهاية إن شاء الله».
- هل أنتم في موضع قوة وتهديد أقل لمناقشة المباراة بهدوء ورمي الضغط على الإيفواريين؟
«المنتخبان معا سيدخلان المباراة بشعار الفوز والضغط موجود منذ المباراة الأولى، نتفوق على الإيفواريين في التنقيط لكن لم نحسم بعد التأهل والخسارة تعني الإقصاء، لدينا الأسبقية ونريد تأكيدها بفوز ثانٍ سيعني وضع الأقدام في دور الثمن بعد غياب طويل».
- الناخب الوطني فاجأ الجميع وهو يضع ثقته فيك كلاعب رسمي في أول لقاءين بالبطولة، هل توقعت حضورك ضمن التشكيلة الأساسية؟
«تعرفون أنني لم ألعب إلا نادرا ذهاب هذا الموسم مع نابولي وأفتقد للإيقاع والتنافسية، لكن رغم ذلك أظهرت للمدرب أنني متحمس وقادر على اللعب كرسمي وتقديم الإضافة، وقد منحني فرصتي وتأقلمت بسرعة مع الأجواء وإنصهرت داخل المنظومة».
- لكنك تظهر متعبا وبطيئا وغير قادر على الركض في الشوط الثاني وهو ما يفرض على المدرب تغييرك بعد ساعة من اللعب..
«هذا منطقي وشيء عادي لأنني كما قلت لم ألعب كثيرا بالكالشيو هذا الموسم وعداد تنافسيتي لا يتجاوز 40 دقيقة، في وقت لعبت فيه 120 دقيقة هنا بالكان في ظرف 4 أيام وهذا صعب جدا علي، أحاول أن أعطي كل ما لدي خلال المدة التي ألعبها وأن أتطور مباراة بعد مباراة فيما يخص جانب اللياقة البدنية».
- هذه بطولتك القارية الأولى، كيف تعيشها وهل وجدت ما كنت تتوقعه؟
« كنت أشاهد كأس أمم إفريقيا عبر شاشة التلفاز وكنت أتمنى أن ألعبها واليوم أنا محظوظ بتواجدي بالغابون مع الفريق الوطني، ألعب بطولتي الأولى بطعم خاص وأجدها شاقة فيما يخص الجانب البدني وصعبة من الناحية التكتيكية ومفاتيح المباريات، أما فيما يخص الأجواء فهي إفريقية محضة ونعرفها ولا داعي للحديث عنها».
- ألم تزعجكم المشاكل والصعوبات التي تجدونها بالفندق ببيطام وكذا ملعب التداريب وبعد المسافة؟
«إنها إفريقيا وهذا حالها ويجب التأقلم مع طقوسها وأجوائها وعدم الشكوى وإيجاد مبررات وأعذار، جئنا إلى الغابون ونحن نعرف أننا سنكون في الجحيم وليس الرفاهية، وما نركز عليه هو المباريات وليس أين نقطن وكيف نتدرب والطرق التي نسلكها».
- بعيدا عن الكان وأجواء الفريق الوطني، ماذا عن وضعيتك مع نابولي الإيطالي؟
«صعبة، لا ألعب ولا أجد الترحيب ولم أنل فرصتي من المدرب ولا مكونات النادي، لقد خذلوني وهمشوني رغم الوعود التي تلقيتها في الصيف الماضي، طلبت الرحيل قبل أشهر لكنهم قالوا لي إصبر وستنال دقائق أكثر للعب، لكن لا شيء من هذا الحدث، والتجاهل والإقصاء كان مصيري للأسف».
- هل هي حكاية عدم إقتناع أم عنصرية، أم ماذا؟
«لا، ليس مسألة عنصرية ولا يجب أخذ الأشياء من هذه الزاوية، بقدر ما هو إقتناع من المدرب الذي يعتمد على لاعبين ويهمش آخرين، فلكل واحد فلسفته والعناصر التي يضع فيها ثقته».
- وماذا الآن عن مستقبلك مع النادي؟
«سأغادر في أقرب وقت، أريد أن أرحل في الميركاطو الشتوي الحالي وسنرى إن كنا سنتفق على الطلاق، لم يعد لدي ما أفعله في نابولي وسأبحث عن موطئ قدم أخرى أولد فيهه من جديد».