وقبل الاعلان عن هوية الدولة المضيفة للنهائيات المقررة من 15 يونيو الى 13 يوليوز 2019، في التاسع من يناير، حسب تصريحات أدلى بها رئيس الكونفدرالية الإفريقية أحمد أحمد، تلقي فرانس برس نظرة على نقاط التلاقي والاختلاف بين البلدين.

من حيث البنى التحتية، لن تواجه أي من الدولتين مشكلة في استضافة البطولة القارية على أرضها، فبإمكان جنوب إفريقيا أن تعتمد على الملاعب العشرة التي استضافت فيها مونديال 2010 حين أصبحت أول بلد أفريقي تنظم النهائيات العالمية على أرضه، إن كان من بولوكواني في شمال شرق البلاد الى كايب طاون في جنوب غرب أمة نيلسون مانديلا، علما بأن النهائيات القارية بحاجة الى 6 ملاعب فقط.

وبعيدا عن الملاعب، فإن البنى التحتية الموجودة في جنوب إفريقيا تعتبر ممتازة.

أما بالنسبة لمصر، فإن البنى التحتية تشكل أيضا أهم نقاط قوتها، فهي تمتلك الملاعب والطرق والفنادق والمطارات اللازمة لاستقبال المنتخبات الإفريقية والمباريات.

وأعلن رئيس الاتحاد المصري هاني أبو ريدة أن الملاعب التي ستستضيف مباريات المسابقة تم تحديدها في ثمانية هي ملعب القاهرة الدولي، استاد السلام، استاد الدفاع الجوي في شرق القاهرة وملاعب الجيش في برج العرب والاسماعيلية والسويس والاسكندرية.

كما تم تحديد ملاعب التدريب وهي جهاز الرياضة العسكري والملاعب الفرعية في ملعب القاهرة وملعب المقاولون العرب وملعب بتروسبورت في العاصمة.

ويوجد مطاران دوليان في القاهرة وفي برج العرب يمكن استقبال المنتخبات الإفريقية فيهما. كما أن لديها شبكة طرق حديثة يمكن من خلالها انتقال الفرق بين مدينة القاهرة والمدن الأخرى خلال مدة لا تزيد عن ثلاث ساعات فضلا عن توافر الفنادق الراقية في كل المدن المخصصة التي يفترض أن تجرى فيها المباريات.

أعرب العديد من المسؤولين الذين ساهموا سابقا في استضافة جنوب إفريقيا للمسابقة القارية عامي 1993 و2013 وكأس العالم 2010، عن استعدادهم للمساعدة في تنظيم كأس افريقيا الصيف المقبل.

ولدى مصر ايضا خبرة سابقة كذلك اذ سبق أن استضافت كأس الأمم الإفريقية 4 مرات، آخرها في العام 2006.

يعتبر الإنتاج التلفزيوني في جنوب إفريقيا الأفضل في القارة، وهو عامل أساسي في تنظيم حدث سيتابعه العالم بأجمعه.


يعتبر مشجعو كرة القدم في جنوب إفريقيا مزاجيين، وعدد المتفرجين ضعيف بشكل عام في المباريات المحلية، ما يجعل الحضور في الملاعب الصيف المقبل عاملا مجهولا يصعب توقعه، لاسيما في ظل معدل البطالة الهائل الذي يتجاوز 25 بالمئة. وهذا يعني أن العديد من سكان جنوب إفريقيا لن يكونوا قادرين ببساطة على شراء التذاكر.

كما أن الجريمة كانت تشكل ولا تزال وباء في جنوب إفريقيا، حيث تبلغ معدلات القتل أكثر من 50 ضحية يوميا.

على الجانب المصري، فإن العنف المتقطع في الملاعب والمرتبط عادة بالمباريات المحلية، يشكل علامة استفهام. ومنع الجمهور من حضور المباريات في الملاعب منذ ثورة يناير 2011 التي اسقطت حسني مبارك.

وظلت الجماهير خلال السنوات الثماني السابقة ممنوعة من حضور المباريات المحلية باستثناء مباريات قليلة شهدت أعمال عنف وشغب ما أدى الى العودة لقرار منع الجمهور من الحضور.

وفي العام 2015 قتل قرابة 20 من مشجعي النادي الزمالك اثر تدافع على إحدى بوابات ملعب الدفاع الجوي بشرق القاهرة قبيل مباراة في البطولة المحلية بين فريقي الزمالك وانبي.

وتسمح السلطات المصرية بحضور قرابة 70 ألف متفرج في المسابقات الدولية التي يشارك فيها منتخب مصر وتجرى معظمها على ملعب برج العرب (على بعد قرابة 240 كيلومترا شمال غرب القاهرة على البحر المتوسط).

وتثير هذه الاحداث تساؤلات حول جاهزية قوات الأمن المصرية للاشراف على مباريات كرة القدم وقدرتها على السيطرة على أي اعمال شغب محتملة.

عندما تحل النهائيات في يونيو ويوليوز المقبلين، ستكون جنوب إفريقيا في عز فصل الشتاء! درجات الحرارة ستكون باردة جدا في المساء. العديد من لاعبي كرة القدم الإفريقيين الذين يلعبون في أوروبا، متأقلمون مع البرد القارس، خلافا للمتفرجين.

وسيكون العكس تماما في مصر، إذ تقام النهائيات في جو حار جدا خلال هذه الفترة من السنة، خاصة في القاهرة. ما يشكل عائقا كبيرا للاعبين.

خلقت جنوب إفريقيا جدلا عندما دعمت الملف المشترك لكندا والمكسيك والولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم 2026. اتخذت جنوب إفريقيا هذا القرار على حساب جارها المغربي الذي كان مرشحا للاستضافة وخسر السباق في نهاية المطاف. وما حصل يعتبر كافيا من قبل البعض لاعتبار جنوب إفريقيا بلدا معاديا لإفريقيا!

وفي الجهة المقابلة، الوضع معاكس، فقد أكد رئيس الاتحاد المصري أن الدول العربية في القارة يجب أن تدعم ترشيح بلاده، وهذا الأمر كاف لتبيان الاختلاف في وضع "الولاء" بين البلدين.