تؤمن إفريقيا قاطعة، من أن ما سيشهده مونديالها الكروي الذي يجمع كل سنتين شباب إفريقيا على حلم يتجدد، نسخة إستثنائية وتاريخية بكل المقاييس، لأن ما رتبه المغرب للطبعة 35 من كأس إفريقيا للأمم، شيء يقول أن عارضة التنظيم ارتفعت كثيرا في مؤشر الجودة والإتقان.
هي إذا نسخة إستثنائية، لأن ما سيتوافر لها من عناصر النجاح التنظيمي، يجعلها ترتقي إلى المستويات التي تشجع على الإبداع وصناعة الإحتفال الجماعي، فالمغرب سينظم هذه المسابقة القارية بمواصفات عالمية، بمعنى أن كثيرا من العناصر اللوجيستية في التنظيم، توافق المعيار المونديالي أكثر منه المعيار الإفريقي، وهذا أمر سيشعر كل المنتخبات الإفريقية 23 التي ستشارك المنتخب المغربي لحظة الإحتفال وكتابة ملحمة كروية جديدة للقارة، بالراحة الذهنية والنفسية، حيث لم يُترك شيء في التنظيم للصدفة.
وهي نسخة فارقة في تاريخ كأس إفريقيا للأمم، لأنها ستصنع لمونديال القارة زمنا جديدا تكون فيه الجودة المتناهية عنصرا لا يجب التفريط فيه مستقبلا، وتلك مسؤولية ثقيلة سيضعها المغرب على عاتق الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فلا تسمح بعد اليوم أيا كانت الإعتبارات والسياقات وحتى الأعذار المصطنعة، بالرجوع إلى الوراء، والتنازل عن المكتسبات التي ستنالها هذه الكأس وهي تنظم بأبهى وأجمل حلة بالمغرب.
فلماذا إفريقيا هي واثقة فينا لكي نمنحها النسخة الأجمل والأمتع لكأس الحلم والأمل والمستقبل؟ 
الثقة مصدرها ما يشاهده الأفارقة من المغرب، في إلتزامه الكامل بمسؤولياته التاريخية اتجاه إفريقيا، عنوانا للإرتباط ودليلا على الإلتزام بالمصير المشترك، وتعبيرا عن إرادة النهوض الجماعي بالقارة لكي تسود وتتسيد.
والثقة مصدرها ما يقدمه المغرب لإفريقيا نموذجا حيا لممكنات القارة لتنطلق بأجنحة الحلم والتحدي لكسب رهان العالمية، فما نجح المغرب في تقديمه لوجيستيا من مركبات ومرافق وبنى تحتية بعضها تفوق على بنى تحتية رياضية من القارة العجوز، وما تحصل عليه أسود الأطلس من حظوة تاريخية وهم يكسرون الحاجز المانع لوصول منتخب إفريقي للمربع الذهبي لكأس العالم، كلها أشياء تلهب فكر الأفارقة وتلهمهم، بل وتدلهم على طريق المجد ومولدات النبوغ، فما سيفعله المغرب، لما لا تفعله دول إفريقيا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. 
عندما قال موتسيبي في كل خرجاته الصحفية، مجيبا على عديد الأسئلة التي كانت تطرح عليه، بخصوص النسخة 35 لكأس إفريقيا للأمم التي تفتتح رسميا يوم الأحد 21 دجنبر، بأن المغرب سيهدي إفريقيا نسخة إستثنائية، فإنه أحال نفسه بشكل منطقي، على كل ما رأته عينه في كل الزيارات التي قام بها، إما مترئسا لختام مسابقات قارية، نظمت هنا بالمغرب، وإما متابعا للفخامة التي يحيط به المغرب تنظيماته للأحداث الكبرى، ومستوعبا أيضا للطابع المونديالي الذي يضفيه المغرب، على تنظيمه تحديدا لهذه النسخة، التي ستطلق بلا شك جيلا جديدا من التنظيمات للمونديال القاري.
إفريقيا تثق في المغرب لأنها تدرك ما لديه من ثبات على الإلتزام بالعهود، والكاف تثق في المغرب ليمنحها النسخة الأفضل للمسابقة الأكبر، لأنها واثقة بقوة ما تراكم لديها من تجارب، من أنه يملك الأدوات التي بها يرفع الكان لمستويات عالية من الجودة.
المغرب يشكركم على الثقة..
أخيرا، عندما يصمم المغرب للنسخة 35 من كأس إفريقيا الأمم، أجنحة ملكية بها تحلق لسماء الإتقان والإبداع، وعندما يضع لها براقا يسافر بها إلى مدارات الدهشة، فإنه يحقق للكونفدرالية الإفريقبة لكرة القدم، ما كانت تحلم به زمنا طويلا، أن تكون بطولتها بهذه الألفة الجميلة، ملاعب متباعدة ولكنها متقاربة، زمان ومكان يرويان معا حكاية واحدة، حكاية كأس إفريقية تخرج من رحم التاريخ، لتكتب التاريخ.. كأس تسافر  على أجنحة السلامة وتركب قطارات الخير في مملكة السلام لتصل إلى مسك الختام، أن تكون نسخة ولا في الأحلام.