الڤار مع الفال وكلاهما وجهان يجوزان من أمريكا الصديقة، اليوم يرمز بالتمام والكمال لنصف قرن على معجزة ما يزال الدارسون في كتب التاريخ يحاولون فك رموزها حين اخترق 350 ألفا من متطوعي هذا الوطن الحدود الوهمية ليصلوا الرحم بإخوانهم في الصحراء... اليوم هو ذكرى المسيرة الخضراء التي تصادف هذه المرة إنهاء أطول مباراة ملعوبة في التاريخ...
نعم، هي مباراة استغرقت 50 عاما، تناوب عليها حكام في زمن الأبيض والأسود  وحسمها الحكم الأمريكي دونالد ترامب في زمن الفار وتويتر  بقرار نهائي معلنا انتصارا ساحقا ماحقا للمغرب، وإعلان حالة «أورجو» فاضح للجيران ولترتد كل الكرات التي سددها فريق المخيمات من العارضة «ضربات فالبوطو وخرجات»...
لو نحن حولنا ما جرى مؤخرا في أروقة الأمم المتحدة بالنصر المبين مثلما تجلى في خطاب عاهل البلاد، لمباراة في كرة القدم فهكذا فعلا سيكون ملخصها...
لقد تناوب حكام فقدوا جرأة إتخاذ القرار، لغاية حضور ترامب مدعوما في غرفة الفار من فرنسا وبريطانيا، وليعلن عن نهاية المباراة بهاتريك  مغربي تاريخي موقع بأحرف الكبار... 
المباراة شهدت تزكية قرار هذه الهيأة من الحكمين الروسي والصيني وقد خلصا العملاقان معا إلى حقيقة «اللي تسحر مع الجزائر يصبح فاطو» ليحدث ولأول مرة في تاريخ هذه الهيأة الأممية وأن توحد الحكام الخمسة الكبار على نفس القرار باحتساب امتناع الروس والشناوة تزكية لقرار الفار الأمريكي بطبيعة الحال... 
وحفلت المباراة بمناوشات بئيسة عدمية من مخيمات العار المدعومة من الجار، الذي أعلن انسحابه في الوقت الإضافي والحاسم مثلما انسحب جارنا اللطيف في القاهرة قبل عامين حين نافسنا على احتضان الكان ولما خلص إلى هزيمته الساحقة لهول الفوارق التي لا تصلح معها  مقارنات، ومثلما انسحب إتحاد الحزائر أمام بركان في قصة قميص الخارطة وانسحبت منتخبات اليد والتكواندو أمامنا...
انسحاب وضع الجزائر في حرج بالغ إذ أقر الفار الأمريكي أنه متسلل «أورجو» يطلب الكرات «الفيطو» في الظهر بالغدر وحين حلت ساعة الجد ليصوت على وليده اللقيط غادر الملعب منسحبا...
هي قصة تشبه الحمل الخادع، مثلما هو وضع يشبه أما حملت سفاحا، فخيرها الطبيب الأمريكي لو نقلنا المباراة من ملاعب الكرة لمصحات الحمقي والمجانين، بين أن تجهض المولود الحرام لأنه يحمل ورما ووباء فتاكا كي تنجو الأم بنفسها أو تحتفظ بحملها فيقضي المولود ومعه الأم نحبهما والأمران أحلاهما مر... 
بعد الڤار نعرج الآن على الفال، وياله من فأل حسن في شهر أكتوبر المجيد، فيه أضرم البعض نيران الفتنة فيما بيننا ليهتفوا «ما بغيناش كأس العالم... وفيه خرج هؤلاء ليهتفوا بأسماء أبطال كأس العالم وفيه طوى أكتوبر صفحاته بخروج شعبي آخر إحتفالا بنصر كبير شهده العالم...
الفال الأمريكي يقول أنه انتظرنا نصف قرن لنغلق هذا الملف ونغلق معه منافذ الوهم على الجار الذي حلم ليتنفس ولو قليلا من المحيط...
بعد نصف قرن من الترقب والتعلق والحلم بغلق ملف الصحراء، اليوم  لنا  أن نحلم بمرور نصف قرن على ملحمة إثيوبيا والكان الوحيد المربوح، ويحق لنا أن نحلم هذه المرة مع «ڤار» باتريس موتسيبي بأن يمنحنا حقا سلبنا منه مرارا بأن نتوج بمشيئة الله تعالى بكأس إفريقيا للأمم...لعلها البشارة التي حملتها قضية الصحراء  لشعب الكرة بأن يحلموا باللقب والكأس الهاربة لتدخل الخزانة، ومعه ينتهي هذا النحس وليغرق الجار في بحور البؤس والكمد مجددا.. وإلى أن يحين ذلك سيذكر التاريخ أن الجار خسر في زمن الڤار، وبحضور 12 شاهد كما يقولون...