كان لا بد من معرفة ما الذي استجد في علاقة الفرنسي باتريس كارطيرون بنادي الرجاء البيضاوي بعدما أنجز الرجل مهمته باقتدار وتوفق في بلوغ الهدفين اللذين جاء من أجلهما.
السوبر ووصافة البطولة التي تقوده للعصبة، رفعت من أسهمه وجعلته مطلبا جماهيريا كي يواصل ويبقى فكان لنا حوار صريح بأسئلة مباشرة لرجل تواصل بمعنى الكلمة.
يواصل أم يرحل؟ صحة ربطه بالأهلي ومنتخب الغابون؟ التعاقدات المقبلة وحكاية اشتراطه رفع الراتب كي يمدد «با» دريس كما صار يلقب في الوازيس يحملكم في هذا التواصل صريح معه لمعرفة أفكاره.

ــ المنتخب: الآن وبعد أن أنجزت المهمة وتوفقت في عقد أهدافك كما سبق وأن كشفت لنا، ما هي تطورات موضوع التمديد؟
بارتيس كارطيرون: مرة أخرى أجدني مضطرا كي أوضح للجماهير الرجاوية على أني حين عرض علي تدريب النادي لم أتردد ولو للحظة ولم أفكر مرتين لما شكلته من أفكار وقناعات عن هذا الفريق الكبير.
لم أكن صاحب مقترح التعاقد لـ 6 أشهر ومع ذلك قبلت بالرهان في فترة صعبة ودقيقة كان الرجاء يمر خلالها من تقلبات خطيرة، دخلت الفرن كما نقول وخضت مباريات متواصلة في جبهات عديدة دون أن نتنفس ولا نحن ركنا للراحة، صحيح صادفتني بعض الصعوبات التي هي طبيعية قد تصادر طموح أي مدرب يرتبط بفريق جديد لكني تغلبت عليها وساهمت في تحسين جودة الأداء والنتائج التي ربما أنكم تملكون معطيات عنها أكثر مني.

ــ المنتخب: أنت عرضت كرونولوجبا الإرتباط وأنا أسألك عن التمديد، الجماهير تترقب الوضع، ما الذي يؤخر حسم القرار؟
باتريس كارطيرون: قبل الديربي تواصلت معك وقلت لك أنه بعد العودة من مراكش ستكون لي جلسة مع رئيس النادي وهو ما كان في نهاية المطاف.
بعدها لو تذكرون لعبنا مباراة مهمة أمام حسنية أكادير مباشرة ومان لنا هامش من الوقت لنخوض في تفاصيل العقد والتجديد كوني أولي أهمية للحاضر والحاضر هو مباريات البطولة، لغاية يوم الأربعاء، حيث اجتمعت مع رئيس النادي من جديد والأمور تسير بشكل جيد للغاية.

ــ المنتخب: هل يقتض تجديدك كل هذه الميارات من التفاوض وكأن التوافق بينكما رهين بأمور وشروط نود معرفتها؟
باتريس كارطيرون: سمعت أشياء تم تداولها على نطاق واسع، منها اشتراطي رفع الراتب والمنح وغيرها من التفاصيل المالية والتي ليست في مقدمة انشغالاتي ولاهي من يتحكم في التجديد.
أنا أضع المشروع أولا وقبل كل شيء، مشروع الموسم المقبل والمواسم التي تليها، كان من المؤسف أن يغيب الرجاء كل هذه السنوات عن عصبة الأبطال، الآن عدنا للمسابقة وكي تنافس في هذه المسابقة يلزمك عتاد وأسلحة طالبت بها لأني خبير في هذه المسابقة وأعلم المتطلبات.

ــ المنتخب: معنى هذا أن التعاقدات هي من تحديد بقائك من عدمه؟
باتريس كارطيرون: أنا لا أمارس ابتزازا ولا أضغط كما قد يتصور البعض بهذه الورقة، أنا قدمت أفكارا وتصورات لرجاء المستقبل٬ قلت للرئيس ومكتبه أن النادي جذب إليه جماهيره من جديد وسيكون حراما لو لم يلعب الرجاء كل موسم على الألقاب.
لقد حظينا بتفاعل رائع بلقب السوبر وقبل هذا رفع المهور اللاعبين لعنان السماء بعد الكونفدرالية، لذلك أرى أنه يلزم الإحتفاظ بالركائز والدعامات وجلب لاعبين مقتدرين لما فيه مصلحة الجميع.

ــ المنتخب: شخصيا رسالتك وصلتني، لكن الجمهور أكثر عاطفة مني ويرغب في جواب واضح تبقى أم ترحل، لقد راجت أخبار عن عرض غابوني ونوسطالجيا تعيدك للأهلي؟
باتريس كارطيرون: يمكنني أن أكشف لك ربما للمرة الرابعة شيئا مهما وهو أن قلبي أخضر، يعني لعاطفة تقودني للبقاء هنا، شعرت بالدفء وخاصة حب الناس والجمهور.
أعدكهم عبر منبركم أني لن أغدرهم و لن أخذل جماهير تناديني في الشارع و المقهى بـ «با دريس»، الأب لا يغدر أبناءه فقط أطلب منهم دعم النادي لغاية نهاية الموسم ولا يكثرتوا لموضوع التجديد سيتم قريبا ولا قلق في هذا الموضوع.
بالنسبة لعرض المنتخب الغابوني إسمي مدرج ضمن المرشحين مع زملاء لي لكني لن أسعى لفرض نفسي ولم أفاوض أحدا، بخصوص الأهلي كانت تحربة مميزة وصلت معهم لنهائي عصبة الأبطال ومسار مميز محليا إرتأوا الإنفصال ولم أعترض وخلافا لما تابعت مؤخرا نقلا عن تقارير صحفية عن عودتي وتفاوضي للعودة، ليس صحيحا هي تجربة وطويت ولا يوجد ما يغريني باستبدال الرجاء بناد آخر.

ــ المنتخب: كيف تفسر هذا التجاوب الذي حدث سريعا بينك وبين جماهير الرجاء؟
باتريس كارطيرون: هذا من فضل الله، حب الناس لا يمكنك أن تشتريه بالمال ولا يمكنك أن تفرض عليهم احترامك وتقديرك، هو شعور متبادل، ربما إستشعروا إخلاصي في عملي وكوني ركبت معهم نفس الموج في فترة كانت سفينة الفريق في عرض الشاطئ، في نهاية المطاف بلغنا سالمين جميعنا وأنا ممتن لهم وكل مشاعرهم النبيلة تجاهي وأضعها تاجا فوق رأسي.

ــ المنتخب: تابعنا أيضا احتضانك لمحمود بنحليب في مواجهة الفتح في واحدة من اللقطات العاطفية، هل لك من تعليق على الواقعة؟
باتريس كارطيرون: بنحليب هو إبن لي كما هم باقي لاعبي الرجاء، وأنا لا أرمي أبنائي للكلاب كي تنهشهم، حين يكونوا معرضين للخطر لا بد وأن أتدخل.
لقد رموا لاعبا بالقارورات وواحدة وصلته وأنا على مقربة منه، كان لابد من حضنه كي يشعر بالحماية وكي لا ينهار، هذا اللاعب له مستقبل كبير وأتحمل مسؤوليتي في هذا القول، إنه فتى موهوب وظروفه صعبة وقبل المحاكمة لا بد من ظروف التخفيف أحيانا وبنحليب يستحق كل ظروف التخفيف الممكنة إن لم يكن لشيء فلكونه نشأ في هذا البيت أولا.

ــ المنتخب: وماذا عن محسن ياجور الذي مدد للفريق؟
بارتيس كارطيرون: ياجور ماكينة أهداف، لاعب منضبط، أرقامه تتحدث عنه أكثر مني، نموذج للاعب الخلوق والمحترف في مهنته، سعيد لقراره بالبقاء معنا لأنه رقم مهم داخل مشروع الرجاء المقبل، وهو عنصر ناضج يساعدنا داخل الملعب وخارجه ويحظى باحترام وتقدير زملائه.

ــ المنتخب: الآن وقد تعرفت على أجواء الكرة المغربية، هل لك أن تحدد لنا سقف الطموحات بافتراض أنك ستبقى؟
باتريس كارطيرون: داخل فريق من حجم الرجاء يحرم عليك أن تقول أننا سنلعب هذا اللقب ولا ننافس على الثاني، سندخل كافة الجبهات على أمل الفوز بها، أعلم جيدا شغف الجماهير باستعادة لقب البطولة الذي صارعوا لنيله منذ سنوات لكني بدوري أجد متعة كبيرة في جبهة عصبة الأبطال الأفريقية، النادي هو الأكثر تتويجا بها داخل المغرب وكسب شهرته العالمية بفضلها وحان الوقت كي يعود كفارس كبير داخل قارته، لا يمكن تصدير الوهم للجماهير، نحتاج لمعدات وأسلحة ودعم كبير منهم كي نحقق كل هذه الأهداف سويا.

ــ المنتخب: في بضع كلمات كيف تلخص أو ترسم بورتري لجماهير الرجاء؟
بارتيس كارطيرون: بزاف هاد الجمهور.. نعم إنهم حالة خاصة وظاهرة إيجابية ورائعة، يشحنون اللاعبين بطاقة إيجابية وهم لاعبنا الأول وليس 12، أشتاق فعلا للعب في مركب محمد الخامس ويساورني شعور أن أشياء خيالية ومجنونة ستكون هناك، تابعتهم في ملعب الأب جيكو يبدعون وتحدثوا لي عنهم كيف يتعملقون أكثر في المركب، أدعوهم للبقاء على مقربة منا ونعدهم بالأفضل، مرة أخرى أؤكد على أن مشروع الرجاء يستهويني ولن أدير ظهري له.