بعد الأجنحة الملكية التي ألبسها المغرب للنسخة المنتظرة من كأس إفريقيا للأمم، حضرت المملكة بقطاراتها السريعة لتأخذ هذا الكان إلى رحاب يعجب من جمالها هذا الزمان، وبين هذا وذاك، كان الدكتور باتريس موتسيبي رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يذيل بتوقيعاته عديد الشراكات التي سترفع من قدر هذه النسخة لتزيدها سحرا وجمالا وجاذبية وأيضا ذرا لعائدات مالية قياسية.
تعبئة كبيرة دخلتها المدن الست المحتضنة لمسارح التباري الست، وقد تعددت الإجتماعات حتى أن من يوكل إليهم تأمين كافة الأمور المرتبطة بالتنظيم، يصلون الليل بالنهار، من أجل الوصول لأعلى نسبة من الجاهزية.
عندما قال موتسيبي في كل خرجاته الصحفية، مجيبا على عديد الأسئلة التي كانت تطرح عليه، بخصوص النسخة 35 لكأس إفريقيا للأمم التي تفتتح رسميا يوم الأحد 21 دجنبر، بأن المغرب سيهدي إفريقيا نسخة إستثنائية، فإنه أحال نفسه بشكل منطقي لكل ما رأته عينه في كل الزيارات التي قام بها، إما مترئسا لختام مسابقات قارية، نظمت هنا بالمغرب، وإما متابعا للفخامة التي يحيط بها المغرب تنظيماته للأحداث الكبرى، ومستوعبا أيضا للطابع المونديالي الذي يضفيه المغرب، على تنظيمه تحديدا لهذه النسخة، التي ستطلق بلا شك جيلا جديدا من التنظيمات للمونديال القاري.
لكن ما يكتشفه الجنوب إفريقي اليوم، شيء آخر تجاوز المتوقع، وهو أن المؤسسات المغربية الكبرى، تنزل بكل ثقلها، لكي تساهم عبر شراكات من الجيل الجديد في دعم جاذبية البطولة والرفع أيضا من عائداتها الإشهارية والترويجية.
لن تكون الخطوط الملكية المغربية، مستشهرا عاديا ولا شريكا تقليديا، فمع حضورها الوازن، بمد جسور جوية مع عديد العواصم الإفريقية وأحيانا بأثمنة تفضيلية، فإنها بذلك، تعطي للنسخة المنتظرة، تدفقا بشريا من عمق القارة، تجسيدا لرؤية مملكة تجعل من إفريقيا عاصمتها وروحها، وهو ما سيثري بلا شك هذه النسخة.
وعندما يضع المكتب الوطني للسكك الحديدية قطارات تصل مفاصل البطولة ببعضها، وتنقل بدقة متناهية الجماهير من المغرب ومن خارجه، عبر المدن المحتضنة للمباريات، فإنها تحقق للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ما كانت تحلم به زمنا طويلا، أن تكون بطولتها بهذه الألفة الجميلة، ملاعب متباعدة ولكنها متقاربة، زمان ومكان يرويان معا حكاية واحدة، حكاية كأس إفريقية تخرج من رحم التاريخ، لتكتب التاريخ، كأس تسافر على أجنحة السلامة وتركب قطارات الخير في مملكة السلام لتصل إلى مسك الختام، أن تكون كأس ولا في الأحلام.