إنتهى ذهاب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية بين الوداد البيضاوي والترجي التونسي بالتعادل الإيجابي 1-1 بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في ديربي مشحون ومثير للجدل بقرارات تحكيمية مؤثرة.
المباراة وكبقية المباريات النهائية وفت لنهجها التكتيكي المغلق والصرامة من الجانبين، فلم تعرف الدقائق الأولى غير الصراع الثنائي في وسط الميدان وغياب الحلول من الطرفين، مع تسجيل ضغط عال للوداد وسط كماشة تونسية بسبعة لاعبين سدت جميع المنافذ.
الخصم لعب بثقة عالية في النفس وذكاء المواعيد الكبرى بينما سقط زملاء الحداد في فخ التسرع والتمريرات الخاطئة، ولم يظهر الحارس معز بن شريفية إلا في الدقيقة 31 حينما رأى رأسية أوناجم وهي تمر جانبية، ليعود بعدها الإختناق للمباراة في ظل التنظيم الدفاعي والإنتشار الجيد للترجي، قبل أن تأتي أول فرصة للتونسيين من ضربة جانبية نفذها العميد الشمام وأنهاها الإيفواري كوليبالي في الشباك في غياب تام للرقابة من أشرف داري د44، وسط دهشة الجميع وعكس مجريات اللعب، لكن مباشرة بعدها فك باباتوندي طلاسيم الدفاع ومرر هدية للعملود الذي وقع هدف التعادل د45+1، إلا أن الحكم المصري جريشة رفضه بعد اللجوء للفار بحجة أن الكرة لمست يد الحداد قبل وصولها إلى باباتوندي، ليهيج الوداديون إحتجاجا على التحكيم ويخرجوا من الشوط الأول بأسوء سيناريو.
السوء إزداد مع إنطلاق الشوط الثاني بأربع دقائق حينما لم يتردد الحكم جريشة في إشهار البطاقة الصفراء الثانية والطرد في وجه العميد النقاش، ليتعرض الوداديون لطعنة ثانية وينهاروا ذهنيا للحظات، الشيء الذي إستغله الترجي ليأخذ بزمام الأمور ويندفع ويهدد بتسديدتين للكاميروني نكوم.
وحاول الفرسان الحمر الإستفاقة وكادوا أن يعدلوا الكفة لولا الحكم المصري المثير للجدل، والذي رفض إحتساب ضربة جزاء بعد لمسة يد الشمام د56، حيث إستنجد بالفار مجددا وأخذ وقتا طويلا في التفكير والتردد ليصدم الكل ويأمر بمواصلة اللعب، فكان قراره بمثابة الضربة النفسية القاضية التي شلت حركة الوداد وشحنت الترجي، ودفعته للهجوم والمبادرة بغية مضاعفة الغلة، فأتيحت للشعلالي والبدري تواليا فرصتين من ذهب للتسجيل لكن تسديدتهما خانهما الحظ د73 و77.
وكعادته في الضيق والشدة إنبعث المدافع كومارا من رحم المعاناة ولبس ثوب المنقذ والهداف، وإنبرى لضربة خطأ جانبية للحداد برأسية لا ترد منحت التعادل للوداد والذي لم يرفضه الحكم هذه المرة د79، ليرتفع الإيقاع ويزداد ضغط الأعصاب بشدة في آخر عشر دقائق، حيث خلق الفريقان أكثر من محاولة بعدما تحررا من القيود، لكن فرصة المباراة والربح أهدرها ببشاعة أوناجم في الوقت بدل الضائع أمام المرمى الفارغة، لينتهي النصف الأول من المعركة النهائية الحارقة بالتعادل المر وغير المستحق للوداد، والذي سيحتاج لخوض لقاء العمر والتاريخ يوم الجمعة المقبل برادس، لقلب الطاولة والعودة من تونس بأغلى الألقاب.