في خضم العتمة والظلمة المخيمة على المشهد في الوقت الحالي بعد نكسة الكان الذي تحتضنه مصر، والحديث عن نهاية خدمة الحرس القديم والذين يصل عددهم 7 لاعبين داخل الفريق الوطني، ظهرت في لمح البصر بعض الإشراقات التي تثير التفاؤل في المستقبل بشأن من سيستلمون المشعل داخل الأسود و في مراكز حساسة تنطلق من الدفاع لمركز الرواق الأيسر وانتهاء بالهجوم.
في المتابعة التالية نعرض لهذه الومضات والمحطات التي حطت فيها الرحال وتداعيات هذه الخطوات الرائعة على مستقبل تشكيل الفريق الوطني.
أكوزول المفاجأة السارة
في غفلة من الجميع حط اللاعب سعد أكوزول لاعب الكوكب المراكشي والذي جرى تسريحه رفقة 5 لاعبين آخرين مع الصافرة النهائية للبطولة لشباب المحمدية، الرحال بنادي ليل الفرنسي والذي احتل الوصافة الموسم المنصرم، الوصافة خلف باريس سان جرمان وسيكون معنيا بالمشاركة في أرفع وأمجد الكؤوس الأوروبية عصبة الأبطال، والقرار اتخذ بسرعة فائقة بعد اقتناع مدرب ليل باللاعب المغربي الذي يلعب مدافعا أوسط بالرجل اليسرى ويثير البعض مقارنات بينه وبين بدايات أمين الرباطي، كما يلعب ظهيرا أيسر وكان المستثمر اللوكسمبورغي جيرار لوبيز خلف جلبه بعدما تقلد رئاسة نادي ليل في إطار مشروع جلب المواهب لهذا الفريق من إفريقيا.
تعاقد من 5 مواسم بقيمة مالية مهمة ناهزت 750 مليون سنتيم استفاد منها شباب المحمدية ونسبة مائوية تم تحويلها للكوكب.
اللاعب دخل سريعا أجواء الفريق الفرنسي ويرى فيه المتتبعون مدافع المستقبل لمرافقة رومان سايس في دفاع الأسود وترقبوا هذا جيدا.
كما أن نادي ليل ومسؤوليه تمنوا خلال حفل تقديمه أن يكون نسخة أفضل من مواطنه حمزة منديل الذي غادر لشالك بعد فترة تأرجح خلالها بين الرديف والفريق الأول دون إقناع ومنحوه رقم قميصه.
حشادي مكان بوطيب
هذا اللاعب الذي أنهى الموسم هدافا لفريق أولمبيك خريبكة بـ 12 هدفا ولم ينل فرصته كاملة مع المنتخب الأولمبي تحت إشراف الهولندي مارك فوت، رغم تقديمه بداية الموسم من طرف أمين بنهاشم على أنه سيكون مفاجأة كبيرة في البطولة.
حشادي أدار ظهره عن سن 22 سنة لعرض إمارتي أكبر من الناحية المالية لفريق عجمان، ليختار نادي فيتوريا سيتوبال الذي استفاد من تمويل قدمه سبورتينغ لشبونة الذي يضع مثل هذه المواهب تحت تصرف فيتوريا وبعدها يستفيد منها مختمرة وناضجة.
حشادي دخل أجواء فيتوريا سيتوبال بقوة وسجل له خلال مباراته الودية الأولى ولاعب بمقاساته وسنه وتألقه سيكون تحت الرصد، وهو بذلك خليفة شرعي لبوطيب الذي سيغادر.
عطية الله خيار رائع
قدم نادي فولوس اليوناني اللاعب يحيى عطية اللاعب في مركز ظهير أيسر لتعويض اليوناني ماكناولوبوليس، وهو ما يمثل خيارا ولاعبا جديدا بالتتبع لصغر سنه ولما أظهره خلال البطولة الإحترافية الموسم المنصرم من مؤهلاته جعلت منه أحد أكثر اللاعبين طلبا هنا في سوق الميركاطو.
صغر سن اللاعب وما قد يتمخض عن هذه التجربة وبماركة الفريق اليوناني الأوروبية من شأنها أن تخدم اللاعب وتسهل على الناخب الوطني المقبل مهمة تجريب عطية الله بعدما تحلل من جلبابه المحلي.
مزيان على خطى حكيمي
إبن مليلية محمد مزيان اللاعب الذي وقع لنادي ريال مدريد عقدا مع "الكاستيا" واستفاد من عام كامل من التكوين المتميز بالفالدي ديباس، وبعد أن أيقن باستحالة ربح ثقة زيدان الساعي للمراهنة على "الغالاتيكوس" كي يعيد الريال ليتلسطن أوروبيا، إختار مسلك مواطنه أشرف حكيمي بتوقيع عقد احترافي مع نادي بيتيس.
مزيان المهاجم وفي مركز اشتكى منه رونار في حضوره مع الأسود سيكون عليه تكرار ما فعله حكيمي الذي تمرد بألوان دورتموند وفرض نفسه بقوة ليكون من دعامات الأسود المستقبلي وقبلها ينبغي تأهيله.
بوسفيان منارة أندلسية
بدوره بعدما مارس بعقد هاوي مع نادي مالقا اختار هشام أبو سفيان توقيع عقد احترافي مع النادي الأندلسي إسوة بزميليه منير المحمدي وبدر بولهرود، وما كان له أن يستفيد من هذا الوضع لولا الإقناع وما قدمه من مستويات كبيرة في المباريات التي ظهر فيها مع الفريق.
بوسفيان من الوجوه التي ينبغي وضعها تحت المجهر ليكون من الوجوه الجديدة التي ستؤثث عرين الأسود.
إشراقات مضيئة
بجانب كل هذه الومضات التي لمعت في غمرة الظلمة التي خيمت على الأسود بمصر كما قلنا، تحضر الأسماء التي ذكرنا ومعها وجوه بسن أولمبي قادرة على تقديم الكثير للمنتخب الوطني مستقبلا وهو ما يبدد كل القلق المرتبط بشأن مستقبل الأسود.
أمين حارث، رضا التكناوتي، أنور توهامي، منير شويعر ، سفيان بوفال، أسامة الإدريسي وياسين أيوب وعديد الوجوه التي ينبغي الإشتغال عليها ومن الآن وتتبعها كما ينبغي، وخلق الحافز لديها كي تنجز المطلوب منها، وما هو مؤمل من حضورها مستقبلا لتتحمل رسالة قيادة الأسود للمونديال المقبل بقطر و خاصة العقدة الكبيرة لقب "الكان" الثاني.