من حق وحيد خاليلودزيتش أن يكون سعيدا بفوزه الأول مع أسود الأطلس، برغم أن هذا الفوز الذي أعقب تعادلا مخيبا أمام بوركينا فاسو، جاء مقرونا بأداء مهزوز أمام منتخب نيجري، متواضع في تشكيله وبنيته وخاماته التقنية.
وحتى نكون أمناء، فإن وديتي الأسود أمام خيول البوركينا ومنتخب النيجر، لم ينفعا في شيء الفريق الوطني، بقدر ما كانا مفيدين لوحيد الذي شاهد بالعين المجردة على أرضية التباري ما لا يقل عن 50 لاعبا إذا ما أضفنا وديتي المحلي أمام نفس بوركينا والنيجر، وجمع من المعطيات ما يوضح له الرؤية وما يدفعه قبل وديتي أكتوبر إلى الإشتغال على فرز المعطيات التقنية ومقاربة مشروع اللعب مع الخامات التقنية الموجودة ومحاولة تنظيف الأداء من العيوب وأشكال الرتابة التي تسيطر عليه.
صحيح أن مجيء وحيد إلى الفريق الوطني اقترن بنهاية المشوار الدولي لعدد من أعمدة الأسود، كما اقترنت وديتا بوركينا فاسو والنيجر مع عدد من الغيابات الوازنة (سايس، بلهندة، حكيمي، مزراوي النصيري وغيرهم)، إلا أن ذلك لا يبرر حالة العودة إلى نقطة البداية والتي يقول معها دائما الناخبون الوطنيون، ينتظرنا عمل شاق.
عموما سنجيز اعتبار وديتي بوركينا والنيجر، أنهما كانتا مباراتي افتحاص وتجميع للمعطيات، وسننتظر من وحيد أن يقدم خلال شهر أكتوبر القادم ما يجعلنا نقتنع أن الفريق الوطني سيملك هوية لعب تساعده على مزيد من الصعود في السلم القاري، وأنه لم يعد لنقطة الصفر، لأن لاشيء على الإطلاق كان يفرض مع الخروج الصاغر من كأس إفريقيا للأمم بمصر إعادة البناء.