كثر الحديث عن الإعاقة التي أصيب بها المنتخب الوطني وهو يتحسس طريقه نحو التشكيلة المثالية التي يبحث عنها المدرب وحيد خاليلودزيتش. وأصيب كثيرون بالدهشة من فلسفة الناخب الجديد في تعامله مع فرديات المنتخب الوطني، وهي الفلسفة التي تاه الفريق جراءها كثيرا، لدرجة أنه فقد "البوصلة والربان"!!

ومشكلة وحيد، وقد خاض حتى الآن 3 مباريات تجريبية، أنه يؤمن بالشرط "الانقلابي" حتى النخاع، لذلك فهو يتعامل مع إعادة صياغة تشكيلة المنتخب الوطني انطلاقا من هذا الشرط الذي جعل منه الركن الأساسي لبناء فريق جديد.. أي أن وحيد آمن بضرورة الانقلاب على تشكيلة المنتخب القديم الذي يرى أنه اتخد شكل "الوثن" ولا بد من محاربته والانقلاب عليه.. بمعنى أن تغيير اللاعبين بالنسبة إليه شرط أساسي لا يمكن التساهل فيه أو المساومة عليه، وإلا فإن التعامل مع نفس الوجوه سيكون عبارة عن إعادة لما هو موجود فعلا، وتأليف لما سبق تأليفه، ونسخ لما سبق نسخه، لذلك فهو يحاول أن يبحث عن فريق جديد كليا في تشكيلته البشرية، وقد أخضع جراء ذلك عشرات اللاعبين، في ثلاث مباريات فقط، للاختبار والتجربة.

ADVERTISEMENTS

هذا الشرط جعل عمل وحيد يبدو غامضا ومضطربا ومقلقا، إلى حد يظهر فيه الفريق الوطني  حائرا بين الحلم وبين الواقع.

 لقد خشي وحيد إن هو اعتمد على ذات الوجوه السابقة أن يكون قد أحدث نسخة ثانية لنسخة الفريق الموجود أصلا من تشكيلة هيرفي رونار. في حين أن الفريق الوطني في حاجة إلى "الإنقلاب" على المضمون وليس على الشكل.. إنه في حاجة إلى "ثورة" على الرسم التكتيكي وعلى عادات اللاعبين وطريقة آدائهم، وليس الثورة على العنصر البشري برمته.

ثورة وحيد عن العنصر البشري، بالشكل الذي يحدث حاليا، قد يؤدي إلى تشكيل نسخة سيئة للمنتخب.. فالمراد ليس الثورة على البشر ولكن بالدرجة الأولى الثورة على الأداء وأسلوب اللعب، وطريقة التعامل مع المباريات.

ADVERTISEMENTS

إننا نريد من وحيد أن يعلن العصيان ليس على اللاعبين، ولكن على كل صيغ التعامل الرديء مع المباريات وعلى كل السلبيات التي اتخدت مع مرور الزمن أشكالا مقدسة!! نريده أن يلغي النظام القائم على المحاباة والمجاملة والتفضيل بين اللاعبين، نريده أن يثير حماسهم بالجدية والحزم والاستماتة. نريده أن يعالج نفس الفريق، بإجراء بعض التغييرات على تركيبته البشرية طبعا، بصياغة نهج يستطيع أن ينسيه ماضيه الأليم ويضع له تصورا لمستقبل مشرق.