ملعب العبدي الذي كان مسرحا لاحتفالية كبيرة نسجتها الجماهبر الدكالية خلال مواجهة الدفاع الجديدي والوداد في البطولة٬ وخلالها رفع الأنصار «تيفو» يطالب بل يستعجل الزاكي وباقي لاعبي الفريق الحصول على لقب ثاني لكأس العرش، هو نفسه الملعب الذي سيحتضن اليوم مباراة ممتعة ورائعة و مفتوحة على كل الإحتمالات بين الفريق الدكالي الأوفر حظا بالتاريخ والأرقام وشباب خنيفرة المفاجأة الكبيرة وحصان الكأس الفضية الأسود.
ربع نهاذي ملتهب ومثير ومفتوح بين طموح بوطهير الجارف وصرامة الزاكي في عدم تفويت فرصة التتويج وليس مجرد التأهل.

- فلاش باك
قبل لقائهما هذا، تأهل الدفاع الجديدي خارج ملعبه في مباراتين حارقتين وهامتين، الأولى أمام أولمبيك آسفي في ديربي جهوي قوي جدا بهدف قرناص وعاد ليقصي الجيش الملكي على الملعب البلدي بالقنيطرة بهدف سيكون مسوفا الطنزاني، على أن شباب خنيفرة فاز داخل الديار أولا على النهضة البركانية حامل اللقب بركلات الترجيح وعاد ليسقط داخل قلعته نادي نهضة الزمامرة صاحب أقوى مفاجأة بالدور السابق أمام الرجاء.
من خلال هذا الإستقراء لطريق التأهل، نلمس القاسم المشترك المتمثل في كون الناديين معا واجها فرقا من البطولة الإحترافية هذا أولا فكان هذا ما جمعهما، أما ما فرقهما فهو أن الدفاع الجديدي لعب مبارتيه بعيدا عن ملعب العبدي والفريق الزياني استفاد من اللعب بميدانه، ولتنقلب الآية في ربع النهائي من خلال استضافة الدفاع لأول مرة هذا الموسم في كأس العرش.

- التاريخ والأرقام
ولئن كانت لغة الأرقام والتاريخ ترجح كفة الدفاع الذي دخل سجل المتوجين الذهبي قبل 4 سنوات تحديدا مع الجزائري عبد الحق بن شيخة في مواجهة الرجاء البيضاوي، وقبلها لعب من النهايات الكثير، فإن شباب خنيفرة على العكس من ذلك تماما لم يتجاوز حاجز المربع الذهبي في مفاجأة كبيرة كان قد وقع عليها سنة 2015 وغير هذا مسار وصاله مع المحطات النهائية للكأس الفضية لا يحمل أي عنوان.
غير أن مسابقة من هذا النوع وهي كأس العرش بالمغرب كما في غيره من البلدان، تفرض علينا عدم الإستناد لا لغة التاريخ ولا لسلطان الأرقام وتوقع اللامنتظر سيما وأن الفريق الخنيفري سيلعب متحررا متخلصا من كل القيود ولم يعد لديه ما يخسره وسيلعب الكل للكل.

- شطرنج المدربين
ما يثير قلق الزاكي وتوجسه هي جبهة هجومه العليلة والتي لم تقو على ترجمة ما يسمح ويتاح لها من فرص، ولعل الأرقام تلخص هذه المعاناة.
الدفاع لعب بداية أمام طنجة في البطولة وبعدها وجدة ثم الوداد ولم يسجل ولا هدف، والهدفان الموقعان كانا في كأس العرش أمام آسفي والجيش الملكي.
فرار طولينغي غير من خطط الزاكي وأربك حساباته بالكامل ومسوفا ليس في أفضل أحواله، وقرناص ليس هدافا، ثم الغيني سيكو كمارا بعيد عن الفورمة.
شباب خنيفرة على العكس من ذلك سجل أهدافا أكثر في مرمى نهضة بركان والزمامرة و في القسم الثاني ومع مدربه بوطهير، وكما عود جماهيره فهو يميل للكرة الهجومية السخية في المردود.
لذلك هو صراع قطع الشطرنج بين المدربين، مع أفضلية تاريخية للزاكي ومناورة متوقعة من بوطهير لسحب السجاد من تحت أقدامه ونسف خططه بالكامل.

البرنامج
الزمن: الخميس 24 أكتوبر 2019
المكان: ملعب العبدي بالجديدة (س19)
الحكم: حمزة الفارق (عصبة تادلة)