غضبُ يونس بلهندة مساء الثلاثاء الماضي وشجاره الحاد مع جمهور غلطة سراي، يعيد إلى الذاكرة الحوادث الكثيرة لهذا اللاعب منذ بداية مساره الإحترافي، حيث عشرات الملاسنات الكلامية والتي تطور بعضها إلى ضرب ولكم، لتصبح صورة اللاعب لصيقة بالنرفزة وسرعة الإنفعال والإندفاع البدني.

- نشأة وسط المخدرات

في أسوء أحياء مدينة "أفينيون" الفرنسية نشأ يونس بلهندة، في وسط شبابي يدمن المخدرات والتجارة فيها، حيث كان يحس بالنقص والنفور والنظرة الدونية من باقي سكان المدينة.

الطفل عانى من جميع المشاكل الإجتماعية ولم يتلذذ طفولته كأقرانه، ومن حسن حظه أن موهبته الكروية جنبته التطرف والسجون مبكرا، ليلتحق بالفئات السنية لفريق أراموني ثم أفينيون فمونبوليي.

- أعصاب مشتعلة رغم النجاة

رغم إحترافه الكرة وتوقيعه عقدا مع مونبوليي، إلا أن بلهندة ظل مسجونا في عقله ومتوثرا بشكل دائم، حيث لم يستطع التخلص من تبعات حليب النشأة الذي إتسم بالإنفعال والتشنج والإنتقام من الغير.

يونس لم يسلك طريق أصدقائه الذين تطرفوا، إلا أنه ظل مشتعلا من الداخل ومستحضرا للظروف الإجتماعية التي ساهمت في تكوين شخصيته، فكانت سرعة ردود الأفعال والإندفاع البدني السمة الطاغية على تصرفاته داخل الملاعب.

- سلسلة من الإصطدامات

أبهر بلهندة الجميع في فرنسا بموهبته وأهدافه الجميلة مع مونبوليي، لكنه أثار أيضا سخط الكثيرين جراء سلوكاته المتهورة، وعشقه للصراعات والتشابك بالأيدي فور أي سوء تفاهم أو تدخل خشن من أحد لاعبي الخصوم.

اللاعب يملك في سيرته العديد من الإصطدامات منذ موسم 2011- 2012 حينما تلقى بطاقتين حمراوين بالليغ1 بسبب الشجار، لينقل موهبته في فنون الحرب بعدها إلى كييف الأوكراني، ثم العودة بنفس الروح الثأرية لنيس الفرنسية، مع إستثناء وحيد كان مع شالك الألماني بإلتزامه وإنضباطه لمدة 6 أشهر كمعار.

- نقطة سوداء تشوه الصورة

بلهندة تلاسن مع عشرات الزملاء والمدربين كما الخصوم والجماهير في مشواره، وحتى داخل الفريق الوطني لم يتحكم في أعصابه، حيث تبادل اللكم في يناير 2013 مع الحارس لمياغري بجنوب إفريقيا، وتلاسن بعدها بأعوام مع فئة من الجمهور بأكادير بسبب زياش، ثم إحتكاكه الأخير السري والعلني بحمد الله.

وفي تركيا لا يمر ديربي من ديربيات إسطنبول إلا ويكون بلهندة في الواجهة، وما فعله خلال شهري أبريل وماي هذا العام ضد فنرباتشي وباشاكسهير في مباراتين للملاكمة والطرد، غيض من فيض.

صاحب 29 سنة كبر في العمر لكنه لم يبلغ درجات النضج والهدوء والعقلانية كلاعب محترف، ولم يستطع أي مدرب تغيير سلوكه وتهدئته، لتبقى كثرة الشجارات وسرعة الإنفعال والتجاوب مع الصافرات والإستفزازات، نقطة سوداء تشوه صورته كنجم وصانع ألعاب موهوب.