بعد أن رفعت جماهير الوداد والرجاء الستار على ديربي العرب في إيابه الفاصل والحاسم بلوحات فنية تعجز كل وصف وبأناشيد حلوة العزف وبتيفوهات أرسلت أجمل وأبهى الصور، جاء الدور على الفرسان الخضر والنسور الخضر لتأثيث فضاء هذه الإحتفالية الكروية العربية الجميلة.
 
هكذا غطى زوران على الغيابات
لم يحتر زوران مدرب الوداد في التغطية على الغيابات وإن كانت وازنة، فقد استقر على تشكيل يتطابق مع مخططه التكتيكي بالإعتماد على التكناوتي حارسا للمرمى وبتشكيل الخط الدفاعي من العملود، محمد نهيري، الشيخ كومارا، أشرف داري، وبإسناد خط الوسط لكل من كادارين، النقاش، وبابا توندي، على أن الخط الأمامي تشكل من بديع أوك، إسماعيل الحداد وأيوب الكعبي.
في المقابل لم يحدث جمال السلامي المدرب الجديد للرجاء الكثير من التغييرات على تشكيل الخضر، إذ اعتمد على الزنيتي حارسا للعرين، وعلى الدويك، فابريس نغا، سند الورفلي وبدر بانون لخط الدفاع وعبد الرحيم الشاكير ونغوما وأيوب نناح لخط الوسط، على أن جبهة الهجوم تشكلت من محسن متولي وسفيان رحيمي مولونغو.

ضغط رجاوي وهدف ودادي
من دون مقدمات وبلا حاجة لجس النبض جاء الشوط الأولى مشتعلة، باستحواذ كبير للاعبي الرجاء الذين ستتاح لهم فرصتان الأولى في الدقيقة السابعة، من ركنية تصل الكرة إلى العميد بانون الذي يغمزها لكن حارس الوداد التكناوتي يبعد الكرة بمساعدة مدافعيه عن خط المرمى والثانية في الدقيقة التاسعة، كرة ترسل في العمق لسفيان رحيمي الذي يسدد جانبا.
هذا الضغط الرجاوي الذي لم يثمر شيئا، سيرد عليه الوداد بصورة قوية، من أول مرتد سريع سيتلاعب إسماعيل الحداد بمدافعي الرجاء ليسقط من الدويك ويشير الحكم المصري البنا لنقطة الجزاء التي سيتقدم منها ناهيري للوداد بهدف جميل في الدقيقة الثانية عشرة.
ما جاء بعد تقدم الوداد، انتشار كبير للرجاء وضغط قوي أثمر مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل.
نناح ينهي حملة رجاوية منظمة بتسديدة في يد التكناوتي الذي يعود ليبعد ببراعة إلى الزاوية تسديدة قوية لفابريس نغوما.
اللجوء للتسديد من بعيد سيكون هو خيار لاعبي الرجاء للقفز على الجدارات الدفاعية للوداد، ومحسن متولي يرسل في الدقيقة 34 قذيفة يبرع التكناوتي رجل الشوط الأول في ابعاد الكرة للزاوية التي لم تأت كغيرها بأي ومضة خضراء، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم الوداد بهدف نهيري.

شوط هيتشكوكي
على نفس منوال الشوط الأول، جاء الشوط الثاني باندفاع رجاوي رهيب، وبالوصول للدقيقة 49 سينجح الرجاء في إيجاد الطريق للمرمى، متولي العميد ينفذ لمنطقة العمليات ويسقط من كومارا ليحتسب الحكم المصري ضربة جزاء واضحة منها تعادل متولي للرجاء لتعود المباراة لنقطة الصفر، إلا أن ما سيأتي بعد ذلك سيكون ضربًا من الجنون.
في أول رد فعل للوداد أيوب الكعبي يهدر فرصة في الدقيقة 52
ثم تلوح فرصة بعدها بدقيقتين لرحيمي الذي يسدد إلا أن التكناوتي نجح في إبعاد الكرة عن مرماه.
الدقيقة 56 سيبرز نجم العائد أيمن الحسوني الذي عوض المكوك الحداد، إذ سيتمكن من استعادة التقدم للوداد برأسية جميلة لم تترك أي حظ للحارس الرنيتي.
 الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ذلك أن الوداد سيواصل إتقانه للمرتد، الدقيقة 58 الحسوني يهدي كرة جميلة لأيوب الكعبي الذي يتلاعب بمدافع الرجاء الورفلي ويسجل الهدف الثالث للوداد..
ويواصل التكناوتي عروضه المميزة ويجهض فرصة لجبرون في الدقيقة 69.
وبعقاب سريع من الوداد على إهدار الرجاء للفرص سيسجل الوداد هدفا رابعا في الدقيقة 72 بواسطة بديع أوك بعد تمريرة حاسمة من أيمن الحسوني.
هل تظنون أن الأمور حسمت وأن هيتشكوك اختفى عن الأنظار؟ قطعًا لأن ما سيأتي سيخلد هذا الديربي في الذاكرة، إذ أن الرجاء سيحقق ريمونطادا تاريخية في أقل من 20 دقيقة.
الدقيقة 74 الرجاء يقلص الفارق بتوقيع هدف ثان بواسطة البديل حميد أحداد الذي أكمل الكرة للمرمى من تمريرة ميليمترية لأنس جبرون.
الدقيقة 88 الشيخ كومارا يتسبب في ضربة جزاء ثانية منها وقع متولي بطريقة بانينكا الهدف الثالث للخضر والهدف الشخصي الثاني له.
وكاد الزنيتي يقضي على آمال فريقه الرجاء في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، كرة يفتكها منه الكعبي إلا أنه لا يفلح في التسجيل.
الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع خطأ جانبي للرجاء متولي يرفع الكرة ورأس مالونغو يسجل الهدف الرابع هدف التأهل لدور الربع لينتهي إياب العرب، الإياب الجنوني والملتهب بدموع الفرح والندم.