لا يختلف اثنان من متتبعي فريق حسنية اكادير ان أداء الفريق السوسي تراجع بشكل نسبي و تدريجي منذ مباراة نهائي كأس العرش عندما خسر الرهان امام الاتحاد البيضاوي أنذاك بقيادة غاموندي و ما عكست النتيجة على مردود اللاعبين بشكل سلبي و أدخلتهم في دائرة الشك و الإنتقاد ؛ بالمقابل الغزالة تحسنت اوضاعها قاريا مع الجنرال محمد فاخر و تجرعت المرارة محليا بعد تعادل مخيب امام تطوان و هزيمتين امام الرجاء و واد زم بالميدان.

تقرير "المنتخب" يكشف بالتفصيل الدقيق أسباب تراجع اداء و مردود لاعبيي الفريق ؛ و كذا النتائج الجد متوسطة التي يقبل عليها رفاق العميد ياسين الرامي في الخمس مباريات الأخيرة : 

الدرس من نكسة الكأس !!

لعل الهزيمة النكراء التي تعرض لها فريق حسنية اكادير امام فريق الإتحاد البيضاوي في نهائي كأس العرش المغربي مازالت ترخي بظلالها على نفسية اللاعبين ؛ بعدما اجتاح التأثر و الصدمة مختلف مكونات الفريق السوسي ؛ في الوقت الذي لم يكن فيه أشد المتشائمين ان يشاهد سنياريو الإنقلاب في مباراة جد بسيطة.

و لعل غاموندي ايضا كان السبب الأساسي بشكل قبلي في ادراج لاعبيه في متاهة الإقصاء و ذلك ما عكسه هؤلاء في رقعة التباري بعد المردود الضعيف الذي اقبلوا عليه طيلة التسعون دقيقة ؛ و المتتبع للشأن الكروي يعلم و يفهم ان الدرس من نكسة الكأس .

بالإجماع ... فقدان الرغبة ام التركيز ؟ 

فقدان الشهية و العقم الهجومي عاملان أساسيان لعبا دورا بارزا في تراجع اداء الفريق السوسي منذ اخر مباريات غاموندي ؛ حيث اصبح الخط الهجومي بقيادة كريم البركاوي عقيما و اصبحت حصة التسجيل جد ضعيفة ؛ بالإضافة إلى التحركات المحتشمة للاعبي خط الوسط و الذين بدورهم فقدو البوصلة و افتقدو الحس الهجومي ؛ ما جعل اغلب الأهداف تسجل عبر الركلات الحرة الثابثة او ركلات الجزاء ؛ و لعل الوسيلة الأجدر لتحريك خيوط شباك الخصوم هي الإعتماد على البركاوي لوحده في خط الهجوم دون اي مساعدة تذكر.

غياب الروح القتالية و الدفاع بشكل جدي على الوان القميص معالم بدت واضحة خاصة من مجموعة من اللاعبين الجد محترمين و الذين اصبحوا مجرد أجسام على رقعة التباري في غياب التركيز و حسن الصناعة ؛ فالجري بالكرة لمدة اطول دون استفادة و حرث الملعب طولا و عرضا و تشتيت الكرات الى ما لا نهاية كلها عوامل غيرت من طريقة لعب الحسنية ولو مؤقتا.

الضغط و البرمجة المرهقة ! 

بشكل اضطراري و استتنائي ؛ يعيش فريق حسنية اكادير احدى اسوأ فتراته بعدما فرضت لجنة البرمجة و المنافسات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ان يخوض الفريق السوسي مباراة مؤجلة كل ثلاث ايام ؛ و هو بالضبط ما ساهم في تراجع مستوى اللاعبين و احساسهم بالتعب و العياء نتيجة عدم قدرتهم تحمل قرارات ضغط لجنة البرمجة و كثرة المباريات.

خمس لقاءات لمحمد فاخر لحد الأن اجريت في ظرف 25 يوما و لم يستطع فيها الفريق التحمل خاصة بعدما اقبل لاعبوه على اداء ضعيف في المقابلة الاخيرة امام سريع واد زم و هو ما يوضح بالملموس البرمجة المرهقة للحسنية محليا و قاريا.


لعنة الإصابات تداهم أبناء فاخر ! 

المصائب لا تأتي فرادى كالجواسيس بل سرايا كالجيش؛ و هذا ما يطبق على فريق حسنية اكادير بشكل واضح ؛ فبعد الإستفاقة و النهضة الايجابية لرفاق الرامي قاريا و في الوقت الذي وجد فيه  فاخر مجبرا على اتمام مسار النتائج الجيدة ؛ الحقت لعنة الإصابات جملة من لاعبيي الفريق بعدما اصيب تامر صيام في مقابلة اجراها رفقة منتخبه الفلسطيني و تطلب ذلك اجراء عملية جراحية كلفت الحسنية الانتظار لمدة تزيد عن شهر ؛ فيما بات عبد الحكيم باساين لحد الان غير جاهز بعد الاصابة في تعرض لها على مستوى الرجل ؛ و بعده يوسف الفحلي و عبد الحفيظ ليركي و زهير الشاوش و ماليك سيسي.

اصابات بالجملة كلفت الطاقم التقني للحسنية الدفع بالبدلاء في مباريات صعبة خاصة امام الرجاء و لو على سبيل التجريب ؛ ففي ظل ضعف دكة البدلاء لن يتمكن الفريق السوسي من مداواة الجراح و تصحيح المسار خاصة في قادم المباريان التي ستكون حاسمة بعد الغيابات و الاصابات المتتالية .

ضغط الجمهور ! 

اصبح الجمهور السوسي يعاتب الطاقم التقني للفريق على كل صغيرة و كبيرة بعدما ألف النتائج الايجابية بشكل كبير رفقة المدرب غاموندي ؛ حيث بات ينتقد الجهاز الفني و اللاعبين و المكتب المسير بأكمله انتقادا شادا و لاذعا ؛ خاصة بعد الهزيمة التي اعترض عليها الجمهور امام فريق سريع واد زم.

الفصيلين المساندين مازالان يواصلان الاحتجاجات امام مقر النادي ؛ مطالبين بتصحيح المسار و العودة بالنادي للسكة الصحيحة في قادم المباريات ؛ حيث عبروا عن اسفهم الشديد للهزيمتين الأخيرتين امام الرجاء و واد زم.