لن أختلف مع كل صوت مشجع او متتبع لفريق حسنية أكادير يطالب بتحقيق نتائج ايجابية في المنافسات التي يخوضها الفريق السوسي محليا او حتى قاريا، ولن اختلف حتى مع الجمهور الذي ينادي بعودة الفريق لأدائه المعهود ومستواه الراقي داخل رقعة التباري، لكن علينا ان نعود للأهم قبل المهم ! دعونا نتطرق الى لب القضية بدلا من النواقص الجانبية، دعونا نتحدث عن الكيفية التي تعاقد بها الفريق مع الإطار محمد فاخر والتي كانت شبيهة بالسرية بعد اقالة غاموندي والتي أفرزت استقالات بالجملة داخل المكتب المسير بعد القرار المنفرد حسبهم الذي اتخده الرئيس الحبيب سيدينو، تلاها مباشرة بعد ذلك تعيين مدرب جديد وفي اقل من 24  ساعة ؛ مدرب صاحب الألقاب و التجارب، جنرال المدربين الوطنيين ؛ صاحب الخمس بطولات وكؤوس العرش، وصاحب الخبرة الكبيرة في بيوت و منازل الفرق الوطنية، لن نبخس او نقلل من حجم القرار، اذ صحيح ان غاموندي فاق التوقعات من حيث تدخلاته اللا مسؤولة وهو الذي أخفق في نهائي كأس العرش الملغوم بمدينة وجدة، لكن بالمقابل علينا ان نحاسب المسؤول الذي تسرع في اتخاذ تعيين قرار المدرب الجديد الذي وجد نفسه في نفق مظلم ووسط أجواء جد مكهربة تخللتها نتائج جد ضعيفة مقارنة مع ماكان يمنيه الجمهور السوسي.

فاخر الذي وافق على عرض المكتب المسير بعد إقالة غاموندي، وجد نفسه مرة أخرى امام محك صعب، وامام تجربة جديدة وبأهداف مختلفة ووسط اجواء اسثثنائية ليست كالتالي عاشها من قبل داخل الرجاء البيضاوي او الجيش الملكي، أبدا ! اذ رغم الماضي المُشرق لعلاقته بـ"الغزالة"، وقيادته الفريق إلى التتويج بلقبيْ "البطولة " في مناسبتيْن مع بداية الألفية الحالية، الا انه قوبل بموجة رفض لازالت مُستمرة من طرف فئة عريضة من الجماهير، قبل ان يفتتح سيناريو تدريبه بحصة تدريبية اولى دون تقديمه لحد الأن للجسم الصحفي، وتوسط السيناريو مشاكل وعقبات بدأت بالإنهيار المحلي من خلال المؤجلات، و التي بدت لمحمد فاخر وكأنها وسيلة للعرقلة، خمس نقاط من أصل ست مقابلات اي ما يعادل 18 نقطة هي الحصيلة التي توفق فيها محمد فاخر مؤقتا داخل البطولة الإحترافي، فيما تنفس الصعداء قاريا من خلال تزعمه المجموعة من فوزين و تعادل واحد .

الإصابات أول لعنة تداهم لاعبيي الحسنية والتي وصل عددها 13 عشر، من بينهم تسع لاعبين يعتبرون القوام الأساس للفريق، ما أجبر العارضة التقنية تستنجد بدكة الإحتياط المتذبذبة و بلاعبيي فريق الأمل، فكيف لفريق يستطيع ان يساير لقاءات البطولة والكونفيدرالية الأفريقية بهؤلاء، في ظل غياب الركائز الأساسية ؟ بالمقابل لم تقف حدة اللعانات هنا فقط بل استمرت حتى انقضت على نفسية اللاعبين بعدما تسرب بشكل سري احدى المقاطع الصوتية المنسوبة لرئيس الفريق والتي دمرت وهدمت نفسية جملة من لاعبيي الفريق بعد ان وصفهم صاحب المقطع الصوتي بجمل تقديحية وتحقيرية لمستوى أداءهم، والذي كان من بينهم اللاعب يوسف الفحلي والذي رد وبشكل مرئي عليهم في لقطة تسجيله الهدف بالكوت ديفوار ؛ بل تواصلت أزمة اللاعبين النفسية بعد الإندحارات المتتالية خارج الميدان والتي عجلت بخروج الجماهير مرة أخرى تحتج على سوء النتائج وضعف مردود مجموعة من اللاعبين.

البرمجة التي كرر الحديث عنها امحمد فاخر في مجموعة من الندوات الصحفية المتتالية كان لها بالفعل تأثير سلبي على تراجع مستوى واداء الفريق، فكيف يمكن لفريق ان يلعب الأربعاء داخل الميدان و يسافر صبيحة الخميس خارج البلاد ليلعب الأحد و يعود للديار الإثنين ويلعب الأربعاء خارج الميدان ثم الأحد ثم الأربعاء ؟ هل لنا لاعبيين قادرون على مسايرة ايقاع البرمجة ؟ هل يتوفر هؤلاء اللاعبين على ثروة بدنية وعلى نفسية جيدة لضبط الإيقاع ؟ وهل لنا جماهير قادرة بالفعل على تكبد عناء السفر مرة خارج البلاد و مرة خارج الديار ؟ أسئلة وأخرى يسطر عليها بالخط الأحمر الغليظ داخل بطولة سميت ب"الإحترافية".

صحيح ان فريق حسنية اكادير يَئِنُّ تحت وطأة الانتكاسات والنتائج المُخيبة لجماهيره في الأسابيع الماضية، و صحيح ايضا ان جماهير الفريق يتصاعد منسوب تذمرها واحتقانها بعدما صاروا أكثر اعتيادا على تحدث لغة التنديد والشجب، وهذا حق مشروع من حيث المبدأ، لكن يتعارض ذلك من حيث المضمون، فهناك من ينهال على الطاقم التقني والمكتب المسير واللاعبين بوابل من السب و الشتم و القدف بالحجارة وبالقنينات وهو ما يتنافى جملة و تفصيلا مع اخلاقيات كرة القدم، نشجع الفريق ونحذره مع توالي الخيبات وتواصل السلبيات، لكن حدة التوتر فاقت لزامها و انقلبت الأية طولا وعرضا.

ليس دفاعا عن فاخر و لكن ارحموا الرجل ! فالنقد الهدام و النفسية المتأزمة و البرمجة السيئة المرهقة و الأعطاب و الإصابات التي تلاحق اللاعبين والاجواء المكهربة التي يعيشها البيت السوسي كانت كلها عوامل أسهمت في ٱضعاف الفريق و تراجع نتائجه و مستواه سواءا محليا و حتى قاريا ؛ فٱسم الفريق يمكن في قوته ؛ ففي الإتحاد قوة، اذ عندما تجتمع العصي معاً لا يقوى أحد على كسرها ولكن عندما تكون منفردة فمن السهل أن تُكسر، وهكذا نحن البشر عندما نتحد لغرض ما فإننا نقوم بإنجازه بكل سهولة ويسر .