على إثر متابعة المدرب الإسباني أنطونيو طابيا فلوريس لقاء كلاسيكو الشمال الأخير بين المغرب التطواني واتحاد طنجة، الذي يستقطب عادة وجوها رياضية ودبلوماسية من الضفة الشمالية للمتوسط. بادرت جريدة "المنتخب" إلى إجراء حوار مع طابيا أحد النماذج المتميزة في الكرة الإسبانية ..
ويعتبر لأندلسي أنطونيو طابيا من بين خيرة المدربين المثقفين الذين أشرفوا طيلة حقب مختلفة على تدريب العديد من الأندية في الدرجة الثانية "أ"، قبل أن يكرس مسارات من التفوق مع فرق القسم الإسباني الأول من قبيل بتيس، تنريفي، بتيس، وإن كانت انعكاسات توجهات وأفكار المدرب المثقف التقنية لطالما رسمت بريقا وأفقا لفريق مدينته مالقا الذي درّبه عدة مرات.
إلى متابعي "المنتخب" نقدم نص الحوار الكامل بالعربية: 
المنتخب: السيد أنطونيو مرحبا بك. في البداية ، كيف خطرت لك فكرة حضور كلاسيكو الشمال بين فريقي المغرب التطواني ونظيره اتحاد طنجة؟  
"الجدير بالذكر، والعادي أيضا أن المدربين يحتاجون إلى تحيين ذواتهم ورؤاهم، وإلى معرفة نشيطة ببطولات أخرى، وإلى متابعة نماذج وأساليب لعب مغايرة، وإلى رصد التألق اللافت المحتمل للاعبين شباب، بالإضافة إلى ضرورة مراكمة معرفة حول المحيط، والبنيات التحتية والتجهيزات الرياضية، والمدينة والثقافة، وأجواء ممارسة الكرة والجماهير. وكل هذه العوامل يجب أن يأخذها بعين الاعتبار وأن يتحكم فيها أي مدرب إن اراد أن يكون متميزا في اشتغاله.  وإلى جانب هذه العوامل الموضوعية لزيارتي، فقد كان صديقي عبد الله بنمبارك/ المعروف بعبد الله مالقا، الذي نشتغل معه في نادي مالقا، ينصحني دائما  بأن أعيش أجواء ديربي الشمال المثيرة والرائعة".
المنتخب: بشكل عام، ما هي ارتساماتك الأولية وانطباعاتك عن الأجواء التي عشتها في الكلاسيكو؟
"أول ما يمكن الحديث عنه، طريقة تعبير الجمهورين التطواني والطنجي عن عشقهما لفريقيهما، فعلا عايشت أجواء حماسية،  وتابعت الشعارات التي يرددها  كل جمهور على حدة .وقد لفت انتباهي أيضا العدد الهائل من الجماهير الشابة التي حضرت اللقاء وشجعت طيلة الديربي". 
المنتخب: هل يمكن أن نقيم مقارنة ما بين كلاسيكو الشمال وأحد الدريبيات الإسبانية؟  أو بعبارة أوضح، في نظرك ما هي المقابلة الشبيهة أجواؤها بديربي الشمال؟  
"بالنسبة لي ديربي شمال المغرب أجواؤه شبيهة ومماثلة لكلاسيكو جنوب إسبانيا بين نادي مالقا وفريق إشبيلية، أو بالأحرى بديربي ريال بتيس إشبيلية، حيث الحضور الجماهيري مكثف، بمشاركة كل أحياء المدينة، وحيث يعاش نفس العشق الذي تابعته بتطوان". 
المنتخب: استنادا إلى معارفك وتوجهاتك التقنية كمدرب معروف. ماهي أهم ملاحظاتك حول  المستوى التقني والجوانب التكتيكية للقاء الكلاسيكو الذي تابعت أطواره؟ 
"مباريات الديربي بطبيعتها لقاءات نمطية، لا تؤمن بالأفضلية المسبقة، ولا تؤثر فيها وضعية ترتيب الفريقين، التي لا تعتبربأي حال من الأحوال عاملا محددا. وهي عموما تكون متكافئة، حيث لا يرغب أي فريق في الخسارة في لقاء ديربي.
وفي نظري، لقد تفوق المدافعون على المهاجمين في هذا اللقاء. وتحكم كل فريق في وضعه الدفاعي، ولم ينتجا معا إلا فرصا قليلة للتسجيل، غابت الانسيابية في اللعب، والمراوغات والدقة والتمريرات الحاسمة في اللعب الهجومي للفريقين، في  الثلث الأخير من الملعب. وكانت مستويات الاندفاع والتعهد والجهد المتكرر مرتفعة طيلة اللقاء وهي مؤشرات تدل على درجة اللياقة البدنية للاعبين. في الشوط الأول من اللقاء، سيطر فريق اتحاد طنجة بتسيده وسط الملعب والهيمنة عليه، مع خلقه فرصة واحدة واضحة للتسجيل. وفي الشوط الثاني من المباراة، قدّم الماط خطوطه إلى الأمام،  وأقحم المدرب في ما بعد مهاجما صريحا، وعليه خلق بعض الفرص المهددة للفريق الخصم. وعلاقة بما شهدته أطوار اللعب، فإن نتيجة التعادل تبقى منصفة". 
المنتخب: بعيدا عن أجواء الديربي، ماذا يعرف أنطونيو طابيا عن الكرة المغربية بشكل عام وعن بطولتها الاحترافية؟ 
"أولى علاقاتي بالكرة المغربية كانت عندما كنت مديرا عاما لأكاديمية نادي مالقا. وذلك من خلال اتفاقيات التعاون مع مدارس وأكاديميات أندية مغربية، حيث لاحظت -على خلفية ذلك - العمل الجيد الذي تنجزه بعضها، وسجلت أيضا عديد الطاقات البشرية الشابة التي تزخر بها الكرة المغربية. ومن ثمار هذه العلاقات واعتبارا لها، وقعنا على سبيل المثال ليوسف النصيري، وعبقار، وبولهرود وغيرهم.. وفي ما يخص البطولة المغربية التي أهتم بها دائما، يمكنني أن أشيد بناديي العاصمة الاقتصادية الوداد والرجاء خاصة، وحسنية أكادير والفتح الرباطي وناديي الشمال .. وفي هذا السياق، يمكن الإعتراف بأن مستوى الكرة المغربية قد تحسن في السنوات الأخيرة.  كانت لي فرصة الحضور في مرحلة الإعداد الصيفي للقاء الرجاء البيضاوي ضد ضيفه ريال بتيس الإسباني بمدينة طنجة. وراقني مستوى الرجاء الذي نافس في هذا اللقاء في مستوى عال، ناديا يعتبر متميزا في البطولة الإسبانية. ينضاف إلى تطور الكرة المغربية الملحوظ ، الدور الجيد للفرق المغربية في الميابقات الإفريقية والعربية، وفي هذا الإطار تابعت تفوق الرجاء في نهاية الأسبوع الماضي على شبيببة القبايل الجزائري.   
ويذكر أيضا، أن البنيات التحتية والتجهيزات الرياضية قد تحسنت كثيرا بالمغرب، حيث الوضع الراهن للملاعب الرسمية وللملاعب الخاصة بالتداريب والقاعات الموازية أصبح أكثر ملاءمة وعصرنة". 
المنتخب: ختاما، في نظرك كيف يمكننا إرساء علاقات أفضل بين الكرتين المغربية والإسبانية؟
"علينا تعزيز اتفاقات التعاون، حتى يتسنى لنا تبادل الخبرات والمعارف والتجارب واللاعبين والمدربين. وفي مسار آخر ممكن وأكيد يمكننا تنظيم منافسات رياضية ودوريات على صعيد كافة الفئات الصغرى للأندية بالمغرب وإسبانيا.  بما  في ذلك الطموح إلى التنظيم المشترك لكأس العالم مما سيعزز أيضا روابط الاتحاد بين عالمينا الكرويين".