شعر وليد الركراكي مدرب الفتح الرباطي سابقا، بالتورط عندما مني بالخسارة (0 – 1) أمام الريان في أول مهمة له بالبطولة القطرية مدربا لنادي الدحيل المتصدر، وهي الخسارة الأولى على الإطلاق التي لحقت بالدحيل في منافسات البطولة حتى الآن.

ولا تكمن ورطة الركراكي فقط في كونه قاد الدحيل لأول خسارة له هذا الموسم، ولكن أيضا في طريقة اللعب التي خاض بها المباراة، وأكدها من خلال التصريح الذي أدلى به بعد المباراة، حيث قال إن لاعبيه طبقوا جيدا التعليمات التي أوصى بها وهي الاحتياط دفاعا ما أمكن مع ترصد كل سعي للقيام بالهجومات المضادة. وكأن لسان حال الركراكي يقول: "الحمد لله لم نخسر سوى بهدف واحد"!!

وقد عكست أطوار المباراة بالفعل ما قاله الركراكي، لأن الدحيل ظل متمسكا بالدفاع ولم يقم بأي تهديد قوي يذكر طيلة المباراة.

الدحيل الذي يرغب أن يراه مسؤولوه ليس الدحيل الدفاعي المحتشم الذي يتقوقع في الدفاع، ويرتصد الفرص الهجومية التي تجود بها الصدف! فالدحيل كان دائما قويا منذ نشأته، وكان دائم التوهج والاكتساح والسيطرة، لذلك حقق العديد من الإنجازات، ولذلك أيضا تهابه كل الأندية القطرية. وعندما أقال الدحيل مؤخرا المدرب البرتغالي روي فاريا لم يقله بسبب سوء النتائج لأن الدحيل وقت إقالته كان في مركز الصدارة ومن دون أي خسارة، ولعب كأس السوبر كما لعب نهائي كأس قطر، وفاز في الموسم الماضي مع نفس المدرب بكأس الأمير وحل وصيفا لنادي السد بطل الدوري.

إقالة روي فاريا، تمت في المقام الأولى، بسبب شخصية الفريق القوية التي بدأت تهتز، وشعر المسؤولون أنها قد تختفي، فكان لابد من التحرك، لأن الدحيل في قطر بمتابة ريال مدريد أو برشلونة في إسبانيا، أو بمتابة الوداد أو الرجاء في المغرب.    

لكن أن يأتي الركراكي وينتشي بتصريح أكد من خلاله أن لاعبيه طبقوا تعليماته، وأن الفريق لم يستطع تفادي الخسارة لقلة الفرص المتاحة، فهذه إدانة صريحة يعترف من خلالها الركراكي، دون أن يدري، أنه في ورطة حقيقية!!

ورطة الركراكي أن الدحيل ليس في حاجة إلى اللعب الدفاعي، ولكنه في حاجة إلى استعادة شخصيته القوية وهو الذي يرغب في خوض التجربة القارية هذه المرة بغرض التتويج بعصبة الأبطال، ولن يتحقق له ذلك، بالتأكيد، باللعب الهجومي المحتشم الذي يعتمد على ترصد الفرص المحسوبة على رؤوس الأصابع!

الدحيل تعاقد، مؤخرا، مع واحد من كبار مهاجمي البطولات الأوروبية، ويدعى ماريو ماندزوكيتس، ويدرك الركراكي جيدا ما قدمه هذا الهداف لجوفنتوس الإيطالي، فكيف يرمي به معزولا في "المنفى"، ويلعب هو بطريقة دفاعية تلغي مع سبق الإصرار أي خطورة يمكن أن تأتي من هذا المهاجم الهداف؟!