عاد الوداد البيضاوي بفوز مهم (2 – 1) من وادي زم على حساب فريق السريع الذي استضافه عن مؤجل الدورة 14، والذي قاده الحكم رضوان جيد. وسجل للوداد زهير مترجي في الدقيقة 19، ويحيى جبران من ضربة جزاء في الدقيقة 90+1. فيما سجل للسريع إبراهيم البحراوي في الدقيقة 60. وهو الفوز الذي جعل الوداد ينفرد بالصدارة بفارق 4 نقاط عن نهضة بركان مطارده المباشر.

ومثلما كان متوقعا، وجد سريع وادي زم نفسه أمام مواجهة قوية، توخى من خلالها الضيوف تحقيق فوزهم العاشر في البطولة الوطنية، والثالث على التوالي، خصوصا أن قائدهم هذه المرة هو الفرنسي سيباستيان دوسابر الذي يقود الفرسان لأول مرة على صعيد البطولة، لذلك بحث أصحاب الأرض عن الحلول التي يمكن أن يحدوا بواسطتها من قوة وهيمنة الوداد، فكان أهم سلاح أن يؤسسوا فريقهم على شاكلة تعتمد إغلاق كل مناطق الظهر والاعتماد على الضغط المتقدم مع تضييق المساحات في الوسط ما أمكن حتى لا يمنحوا الوداديين الفرصة للبناء بهدوء وتفكير وتركيز.

لكن الوداد بكل قدراته ومرجعيته ليس بالفريق الذي يصعب عليه إيجاد الحلول المناسبة والناجعة مهما كانت قوة الخصم.. وقد برهن الوداديون على ذلك من خلال ردة الفعل التي قاموا بها في الدقيقة 14 ردا على تهديد أصحاب الأرض في الدقيقة 13، ذلك أن سريع وادي زم هدد شباك التكناوتي بضربة خطإ مباشرة سددها هشام العروي واستمات الحارس التكناوتي في صدها، قبل أن يقود الوداديون هجوما قويا كردة فعل سريعة حيث كان كازادي كاسانغو أن يباغت حارس السريع بضربة رأسية مرت محادية إثر تمريرة جانبية من وليد الكرتي.

كما أن الوداديين برهنوا على ماهم قادرين عليه من خلال الثغرة التي عثروا عليها سريعا وسجلوا منها هدف السبق في وقت مبكر، إذ كانت الهجمة السريعة التي قادها رضا التكناوتي في الدقيقة 19 كفيلة بأن تنسف مخطط الصمود الذي كان يبني عليه لاعبو السريع كل الآمال لعرقلة مسار الوداد.. ذلك أن التكناوتي بمجرد أن قطع إحدى الكرات سارع إلى إرسالها طويلة باتجاد كازادي كاسانغو الذي انطلق بدوره سريعا كالسهم نحو منطقة السريع قبل أن يمرر كرة ملائمة لزهير المترجي الذي لم يتردد في أطلاق الزناد، فسدد كرة قوية اخترقت شباك الحارس محمد عقيد مسجلا هدف السبق. وهو الهدف الذي حرر الوداديين كثيرا وجعلهم يلعبون بقية دقائق الشوط الأول بمزيد من الثقة في النفس، في وقت حار فيه أصحاب الأرض كيف يصلون لمرمى التكناوتي وكيف يدركون التعادل.

وخلال الشوط الثاني كان لابد أن يظهر الطرفان مزيدا من الانفعال، السريع من أجل تعديل النتيجة على الأقل، والوداد من أجل إضافة هدف ثان أو الحفاظ على تقدمهم على الأقل أيضا. وظهر أصحاب الأرض أكثر إصرارا على بلوغ مرمى الوداد من خلال انطلاقاتهم التي كانت أكثر قوة وحزما، وسريعا أثمرت تحركات السريع النتيجة المتوخاة وسجل هدف التعادل في الدقيقة 60 عبر سيناريو رائع شارك في تنفيذه ثلاثة أطراف، الطرف الأول رشيد أبو الزهر الذي سدد ضربة زاوية، والطرف الثاني إبراهيم البحراوي الذي هزم حارس السريع بضربة رأسية، والطرف الثالث دفاع الوداد الذي ارتكب خطأ فادحا على مستوى التغطية وترك البحراوي حرا طليقا دون مراقبة.

هدف التعادل كان بمثابة حطب رمى به سريع وادي زم في موقد المباراة لتشتعل أكثر ويلتهب ما بقي من فصولها. فتبادل الطرفان الضغوطات القوية والهجمات الحارقة بحثا عن انتزاع كل نقاط المباراة، وكان سريع وادي زم الأقرب للتسجيل في أكثر من مناسبة لولا يقظة الحارس التكناوتي الذي أنقذ مرماه أمام أكثر من فرصة.

وظل الوداد يترصد الفرصة الملائمة التي يسجل منها هدف الفوز، إلى أن جاءت الدقيقة 90+1 التي منحت ضربة جراء لفسران الوداد سجل من خلالها يحيى جبران هدف الفوز الذي منح النقاط الثلاث كاملة للوداد.