على نطاق واسع جرى تداول فيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي، تبرز مظاهر العنف التي استهدفت محيط مركب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، في أعقاب مباراة الكلاسيكو بين الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، والتي انتهت بفوز الجيش بهدف حمل توقيع لاعبه الأجنبي جوزيف.
وأمكن عبر رصد موجة العنف الكبيرة تلك استخلاص العديد من الإصابات في صفوف القوات العمومية وبعض الجماهير بالإضافة إلى تخريب عدد من السيارات والحافلات وتكسير واجهاتها وترهيب وتعنيف مواطنين إما كانوا على متن سياراتهم أو على متن الحافلات العمومية، وهي الإصابات البدنية والمادية التي جردها بلاغ صادر عن الإدارة العامة للأمن الوطني.
وخلال المباراة إياها والتي جرت عصر يوم الأربعاء حولت الفلامات والشهب الإصطناعية الملعب لشبه محرقة، ما كان يعني أن ما تم استعماله من فلامات وشهب فاق التصور، وبات ضروريا البحث عن الطرق التي يتم بها تسريب هذا الكم الهائل من الفلامات المحظورة من قانون مكافحة شغب الملاعب.
وإذا كان البحث الجنائي سيستهدف بالرصد والبحث قرابة 13 ظنينًا تم إلقاء القبض عليهم، فإن هذا الذي حدث، وقد كان مرعبا بالفعل، يعود ليستنفرنا مجددا وأيضا ليحرك السؤال، حول مدى نجاعة المقاربات الأمنية والزجرية والتوعوية التي جرى توظيفها لتطويق ظاهرة العنف في الملاعب وتجفيفها من منابعها.
وكنا في كثير من المناسبات قد طالبنا باتخاذ إجراءات حازمة بخصوص المباريات التي تحمل تلقائيا بذرات العنف، ومنها الكلاسيكوهات بين الجيش وقطبي الدار البيضاء، واقترحنا أن يتم حظر تنقل جماهير الفريق الضيف لملعب المنافس درءا للإحتقان، إلى أن تزول مؤشرات العنف.
ويحتاج هذا الذي حدث خلال كلاسيكو الجيش والرجاء، إلى عودة كل الأطراف المتصلة بظاهرة العنف في الملاعب، لطاولة الحوار والنقاش، لإيجاد حلول أقوى بكثير من تلك التي انبثقت عن تناظرات وندوات سابقة.