ننفرد بمحاورة هذا اللاعب الفذ بعد عودته للرجاء بيته وحضنه الذي انطلق منه فتى يافعا لعوالم النجومية. متولي ليس أي لاعب، هو الملهم والمايسترو والفنان والهداف وصانع الألعاب ولاعب الربط والعميد... هل حسبتم كم ميزة وصفة يحملها هذا اللاعب الذي يبدو مفردا بصيغة الجمع؟
 متولي يغيب للأسف عن رحلة الرجاء صوب مصر، لن يواجه الدراويش في نصف نهاية ذهاب كأس محمد السادس، يحملكم معه في حواره الصريح هذا لإكتشاف أفكار هذا الفتى المتمرد وهذا اللاعب المثير و«الباطرون» أو المش «كما يحلو لأنصار الخضراء تسميته... تابعوا ولن تندموا...

 ــ المنتخب: تبدو في أفضل نسخة ممكنة لمتولي اللاعب هل توافقني الرأي ؟
 محسن متولي: ممكن أن يكون ما تقوله صحيحا، ولو أني كنت دائما سخيا في مردودي والبعض كانت له نظاراته الخاصة،  الأمر مختلف هذه المرة كون الرجاء يلعب على عدة واجهات والأضواء مسلطة عليه وهو ما مكن الكثيرين من متابعة متولي الذي كانوا يجهلون عنه أشياء كثيرة على ما يبدو.
 رغم ذلك الحمد لله على كل حال لأننا نقول دائنا، «اللهم اجعل آخرنا أفضل من أولنا»  ولو أنه ما زال في جعبتي الكثير لأقدمه وواثق من مواصلة نفس العطاء.

 ــ المنتخب: أعرفك منذ سنوات ورافقتك قبل رحلة إحترافك مرتين واحدة صوب الإمارات والثانية صوب قطر، يغمرني فضول شديد كما يغمر الأكثرية لمعرفة سر هذا الإنفجار في أدائك؟
 محسن متولي: وهل تعتقد أنت كما تعرفني أن هذ ه الأشياء تحدث بالصدفة؟ مستحيل أن يتحصل لاعب ما على ثمار النجاح ما لم يشتغل بتنفاني وتضحيات.
ما أتحصل عليه اليوم هو ثمرة التضحيات و« الفياق بكري» لا شيء يحدث دون أسباب وتألقي هو أكبر رد على من شككوا في متولي وباعوا جلده قبل التيقن من سلخه كما يقولون في المثل.

 ــ المنتخب: معنى هذا أنك حملت معك وأن تعود للرجاء تحديا لجهات ما وهي سر من أسرار هذا المظهر؟
 محسن متولي: تألقي ليس تحديا لأي كان هو تحدي الذات، هو مكافأة لرجل واحد وشخص واحد كان يثق في يرحمه الله رشيد البوصيري، كان يؤمن بقدراتي ويقول لي دائما أني الأفضل.
كان يحارب لأجلي وانتقدوه يرحمه الله إعلاميا حين كان يتحدث عن أحقيتي في حمل قميص الفريق الوطني، كان له دور كبير في عودتي وكان يقول لي « للرجاء دين عليك عد وأثبت للحميع هنا أنك أفضل مما يتوقعون» كلماته ستظل ترن في أذني علي الدوام لذلك إن كان من حافر للتألق كما تقول فهذا هو أقوى حافز يغذيني.

 ــ المنتخب: قبل عودتك كان البعض يشك أنك ستأتي لتعتزل وتلعب بإيقاع المخضرمين، لقد وقع الكس وهو أمر مذهل ما شاء الله؟
 محسن متولي: لم يقولوا هذا فقط، لقد نالوا مني تارة بوصفي بالشيخ الذي جاء ليضحك على الرجاء ويحصل على تقاعد مريح، وتارة بالمراهق وغير المنضبط بل قالوا عني سكيرا وعربيذا وغيرها من الصفات الذميمة سامحهم الله. اليوم أثبت للحميع أني رياضي محترف ولاعب منضبط يلعب بإيقاع شباب اليوم ويجاريهم ودون حرج و هذا من فضل الله.
على كل هؤلاء أن يخجلوا من أنفسهم وأن يعلنوا اعتذارهم ولو أني لا أحتاج لشهادتهم لأن شهادة الرجاويين المحبين تكفيني.

 ــ المنتخب: على ذكر جماهير الرجاء، شعبية محسن اليوم تضاعف الأمس مارأيك ؟
 محسن متولي: هذا أيضا من فضلالله وهي مسألة طبيعية مع غزو مواقع التواصل والتي تزيد من  شعبية اللاعب والنجوم. حين يحبك الله فأنه يحبب فيك خلقه وهذا لا يتحل عليه الحميع ولو بمال الدنيا.
حب جماهير الرجاء و حتى جماهير الفرق المنافسة رأس مال كبير يفوق كل ما أتحصل عليه من مثابل مالي، في مختلف الملاعب وأينما حلت الناس تطلبني للصور والتوقيعات وأعامل ولله الحمد بتقدير يخجلني أحيانا.

 ــ المنتخب: سأظل مركزا معك على الطفرة الكبيرة في أدائك، في هذا السن أنا شخصيا أرى أنك نسخة أفضل من محسن ما قبل 30 سنة هل تختلف معي في هذا التقييم؟
 محسن متولي: هذه شهادة أعتز بها وكل من يقول لي هذا يزيدني فخرا بما أقدم. لأنه ليس سهلا على الإطلاق أن تنال الإعجاب و قد تحاوزت 33 سنة وليس سهلا أن ألعب على كل الواجهات قاريا ومحليا وعربيا بنفس الإيقاع.