لم ينتظر المهاجم الإيفواري جوزيف كنادو كثيرا، من أجل وضع بصمته في البطولة، حيث استطاع في موسمه الأول أن يقدم أوراق اعتماده، ويؤكد أنه من المهاجمين الجيدين، بدليل أنه يحتل المركز الثاني في سباق المنافسة على لقب الهداف بـ 9 أهداف، وبفارق هدف واحد وراء رضى هجهوج مهاجم أولمبيك خريبكة.
ويراهن كنادو على مواصلة التألق وتقديم أفضل المستويات، حيث يسعى تأكيد بدايته القوية، سواء من خلال تحقيق لقب الهداف، أو جماعية، وذلك بقيادة الجيش نحو عودة للواجهة.

ــ المنتخب: بداية، كيف جاء الإرتباط بالجيش؟
جوزيف كنادو: حدثتي وكيل أعمالي عن عرض الجيش، بعد أن أبدى المدرب عبدالرحيم طاليب رغته في انتدابي، وقفت على فريق الجيش وأخذت معلومات عليه، حيث يبقى من الأندية الوازنة في المغرب، لذلك لم أرتدد في الإنتقال إليه وحمل ألوانه، خاصة بعد أن تم الإتفاق على كل شروطي، ووقعت عقدا يمتد لموسمين.

ــ المنتخب: هل توصلت بعروض من أندية أخرى؟
جوزيف كنادو: فعلا، كانت هناك عروضا من كوت ديفوار، بالإضافة إلى فريق جزائري كبير ينافس على الألقاب المحلية والقارية، لكني اخترت في الأخير الجيش، كنت صائبا عندما فضلت الفريق العسكري على العروض الأخرى، وفق الأجواء التي أعيشها، وكذا قيمة هذا الفريق الذي أعرف أنه يبقى من أكبر الأندية المغربية، بل سبق له أن فاز أيضا بالألقاب الإفريقية.

ــ المنتخب: نعرف أن لكل بداية تعتريها بعض الصعوبات، حدثنا عن هذه البداية مع الجيش، هل كانت صعبة؟
جوزيف كنادو: لا بتاتا، الأمور كانت جيدة، ولم أشعر بأي نوع من الغربة، حيث كان طونغارا أول شخص سهل علي جميع الأمور، وانسجمت بسرعة بالأجواء، التي كانت جيدة ومماثلة، فساعتدني لأتأقلم بسرعة من اللاعبين والطاقم التقني، كما أن طريقة تعامل المدرب عبدالرحيم طاليب ساعدتني كثيرا، لأنه شخص منفتح ومتواصل وقريب جدا من اللاعبين، ثم لا أنسى دعم الجمهور.

ــ المنتخب : على ذكر الجمهور، كيف ترى حضوره القوي في المباريات؟
جوزيف كنادو: شخصيا لم يفاجئني حضوره الكبير، سواء خارج الملعب أو داخله، حيث كانت لي فكرة عن الدور الذي يلعبه، لأنني أعرف أن الجيش فريق مرجعي وله قاعدة جماهيرية كبيرة، ولو أني أعرف أنه قادر ليكون بأعداد أكبر، مثلما كان سابقا.

ــ المنتخب: ألا تعتقد أن الجمهور يشكل ضغطا على اللاعبين، خاصة أننا نعرف إلحاحه ليعود فريقه للواجهة والمنافسة على الألقاب؟
جوزيف كنادو: أظن أن من حق أي جمهور أن يطمح ليرى فريقه في القمة، خاصة إذ كان هذا الفريق سبق أن عاش أمجادا وفاز بالألقاب، لذلك لا أرى في الرغبة الحثيثة لجمهورنا أي ضغط، لأننا كلاعبين مطالبون لنأخذ هذا المعطى من الجانب الإيجابي، ونجعل من إلحاح المشجعين نقطة قوة من أجل البحث عن تقديم أفضل النتائج والعودة للمنافسة على الألقاب.

ــ المنتخب: لكن حصيلتكم في المباريات التي أجريتم داخل الملعب غير جيدة؟
جوزيف كنادو: هذا الأمر يعود للخطط التي تلعب بها الضيوف، إذ لأنهم يراهنون على اللعب بأسلوب دفاعي محض، بينما نبحث نحن عن الهجوم، وهو ما يصعب من مهمة تسجيلنا الأهداف، دون استثناء الحظ الذي لم يكن بجانبنا في مجموعة من المباريات التي نستحق فيها الانتصارات.

ــ المنتخب: لكن النتائج تراجعت، حيث سجل في المباريات الأربع الأخيرة، 3 تعادلات وخسارة، ما السبب؟
جوزيف كنادو: فعلا لم نسجل في الدورات الأخيرة نتائج إيجابية، أعتقد أن ذلك يعود لقلة خبرة وتجربة للاعبين، حيث هناك عدد كبير، من يمارس لأول مرة في القسم الأول، لذلك أخذ الضغط مأخذه من فريقنا وأثر علينا، خاصة بعد أن بدأت هناك مطالب من الفريق بالعودة إلى منصات التتويج، إثر النتائج الإيجابية التي سجلناها، لكننا نراهن على العودة سريعا للمصالحة مع النتائج الإيجابية.

ــ المنتخب: بأي طموحات ستواجهون المرحلة المقبلة؟
جوزيف كنادو: هدفنا كما قلت هو العودة للنتائج الإيجابية، والمصالحة معها، لأننا عازمون كل العزم على تخطي هذه المرحلة، خاصة أننا نعرف، أن لدينا الإمكانيات من أجل المصالحة مع الإنتصارات، بقي علينا فقط، أن نتجاوز ذلك الضغط وأن نعيد ثقتنا، خاصة أن الطاقم الطبي يشتغل على الجانب الذهني مع اللاعبين.

ــ المنتخب: لكن الملاحظ أن الجيش أضاع نقاطا مهمة في الدقائق الأخيرة من المباريات، ما السبب؟
جوزيف كنادو: فعلا لم نكن محظوظين في المباريات الأخيرة، حيث انسلت منا انتصارات في الدقائق الأخيرة في المباريات، كما أكدت، فإن الضغط أثر على اللاعبين، والرغبة في إنهاء أي مباراة بانتصار، يزعزع تركيزنا، دون استثناء أيضا بعض الأخطاء التحكيمية التي لم تخدمنا، وأضاعت علينا أيضا نقاطا مهمة.

ــ المنتخب: أين ينحصر طموح الجيش هذا الموسم؟
جوزيف كنادو: كل شيء ما زال ملعوبا، صحيح أننا أضعنا نقاطا ثمينة، على غرار مباراتي أولمبيك أسفي وسريع وادي زم، لكننا قادرون على تداركها في المباريات المقبلة، خاصة أننا استفدنا من الأخطاء التي ارتكبناها في المواجهات الأخيرة، سنحاول التقدم في الترتيب، والبحث عن المشاركة على الأقل في المنافستين الإفريقية أو العربية.

ــ المنتخب: من خلال الشهور التي قضيتها في البطولة، ما رأيك في المنافسة بالمغرب؟
جوزيف كنادو: أولا الكرة المغربية تتوفر على بنيات تحتية في المستوى، المغرب عرف تطورا كبيرا في هذا المجال وهو ما يساعد على ممارسة الكرة في أجواء جيدة، أما فيما يخص الجانب التقني، فإن اللاعب مغربي موهوب، ما يساعد على ارتفاع المستوى التقني للبطولة.

ــ المنتخب: هل كانت لديك معرفة بكرة القدم؟
جوزيف كنادو: فعلا، كنت أعرف بعض الأمور عن الكرة المغربية، خاصة الأندية التي تلعب على مستوى عصبة أبطال إفريقيا، حيث شاهدت بعض المباريات، لأن الكرة المغربية تألقت في السنوات الأخيرة على المستوى الإفريقي، كما أنني أخذت أيضا معلومات من خلال الأنترنيت وبعض الأصدقاء. 
ــ المنتخب : كيف ترى بدايتك مع الجيش، وأنت الذي تلعب لأول مرة في البطولة المغربية؟
جوزيف كنادو: هي بداية جيدة، وأشعر بأنني انسجمت بسرعة مع  أجواء البطولة، بدليل تسجيلي لـ 9 أهداف، لذلك أنا سعيد بهذه البداية، ولو أنني ما زلت أراهن على المزيد في المباريات المقبلة، سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي، كما أراهن للفوز بلقب هداف البطولة، بعد أن ضاع مني في الموسم بكوت ديفوار بفارق هدف واحد.

ــ المنتخب: هل كنت تنتظر انطلاقتك المتوهجة مع الجيش؟
جوزيف كنادو: في الواقع كان هدفي أن أتألق وأقدم أفضل مستوى، حيث كنت عازما على وضع بصمتي مع الجيش والمساهمة في تلميع صورة الفريق، أعتقد أن العزيمة التي تسلحت بها كانت من الأسباب التي ساعدتني لأظهر بهذا المستوى، خاصة أنني كنت أعرف بأني انتقلت لبطولة كمهاجم مجهول، لا أحد يعرفني، لذلك رفعت راية التحدي لأقدم أوراق اعتمادي، وأجعل نفسي لاعبا يذكرني الكل، الآن أنا متأكد أن المدافعين يعرفنني جيدا.

ــ المنتخب: هل تعتبر البطولة المغربية، قنطرة من أجل الإنتقال للإحتراف خارج المغربي، مثلما فعل الكثير من الأجانب؟
جوزيف كنادو: فعلا وكأي لاعب، أتمنى أن أرفع من سقف طموحاتي، وأن أدخل مثلا تجارب أوروبية، لأنني أعرف أن البطولة المغربية هي ملاذا للأندية الأوروبية، وتتابع من طرف العديد منها أو الخليجية، لكني أعرف أن ذك يمر عبر تألقي والإجتهاد أكثر في العمل، لأن الأحلام تتحقق بالمثابرة والعمل، وليس بالكلام.

ــ المنتخب: أي دور يلعبه طاليب تجاهك هذا الموسم؟
جوزيف كنادو: طاليب مدرب له تجارب كبيرة، وسبق أن درب العديد من الأندية، لذلك أستفيد منه كثيرا، إنه يقدم لي، ليس فقط الدعم التقني والتكتيكي، ولكن أيضا الدعم المعنوي، لأنه ساعدني كثيرا على إبراز مواهبي ويمدني دائما بالنصائح، أستطيع أن أقول أن ما أحققه الآن، يعود للطاقم التقني، الذي سيقوم بعمل كبير، مع جميع اللاعبين.

ــ المنتخب: ربما، أصبحت تحمل مسؤولية كبيرة، قياسا بما تقدمه في الهجوم؟
جوزيف كنادو: أعرف أني دائما يجب أن أكون في قمة عطائي، وأن أسجل أيضا الأهداف، لا أريد أن أتراجع، بل أستمر في العطاء، هي مسؤولية في الواقع ليست سهلة، أمام انتظارات الجمهور العسكري أيضا، الذي أتمنى أن أسعده بأهدافي وبانتصارات الجيش.

ــ المنتخب: أصبحت أيضا لاعبا معروفا في البطولة، هذا يزيد من الضغط عليك من الخصوم لمراقبتك؟
جوزيف كنادو: هذا شيء طبيعي، خاصة أن مركزي كقلب هجوم، يفرض أيضا على المدافعين أن يراقبونني وأن يحتاطوا مني، كما أن تسجيلي عددا من  الأهداف المحترمة يزيد من ذلك، لكن دعني أؤكد أني مستعد لهذه المنافسة، من جميع المستويات، ولو أني تعودت على ذلك بحكم مركزي، لأنه نفس  الدور الذي لعبته في تجاربي السابقة، وإن كانت  تجربة الجيش مختلفة، باعتبارها الأولى لي خارج كوت ديفوار.