ما يشغلني هو الحفاظ على الرابط العاطفي بين اللاعبين
سنخرج من الأزمة منتصرين


إلى بيته الأخضر، عاد جمال السلامي مستجيبا بشكل طوعي لنداء القلب والواجب..
أنهى الراحة الطوعية التي دخلها منذ انتهاء مهامه على  رأس المنتخب المحلي الذي قاده سنة 2018 للظفر ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ودخل غرفة القيادة للنسور الخضر في توقيت حرج ودقيق، غير آبه بخطورة التحدي وبمنعرجات الطريق..
لا يحمل السلامي في كل النجاحات التي حققها وهو يرتدي عباءة المدرب، وصفة سحرية، إنه رجل يؤمن بأن روح الفريق هي كلمة السر في النجاح، ويؤمن بأن الرجاء إن تطابق مع نفسه، تقدم إلى ما هو مؤهل له من ألقاب ليعيد للرجاء زمنها الجميل..
هذا الحوار مع جمال السلامي، إستثنائي في ظرفيته.. إستثنائي في سيناريوهاته.. واستثنائي في تحليقاته.. خذوا نفسا وانطلقوا في الإبحار الجميل..

- المنتخب: جمال أنت مثل كل المغاربة في حجر صحي، كيف تتواصل مع لاعبيك؟ وما نوعية الخطاب الذي توصله إليهم؟
السلامي: نحن في حالة طوارئ صحية تفرض العزل، وأعتقد أننا كمدربين نصحنا اللاعبين منذ أن صدر قرار تعليق التداريب والمباريات بالتزام البيوت، واتباع الحمية الغذائية والقيام بتداريب منزلية، وهو ما يطبقه اللاعبون بحذافيره ونحن على اطلاع به.
طبعا أتواصل بشكل مستمر مع اللاعبين للرفع من معنوياتهم، فأنتم تعرفون أن اللاعبين عندما يحرمون من الحركة ويبعدون عن التداريب وعن التواصل فيما بينهم، فإن ذلك ينعكس على نفسياتهم، لذا أحرص بقدر معقول على الإقتراب منهم من دون أن أضغط عليهم.
يعرفون أن ما أصابنا قضاء وقدر، ولابد من التعامل مع الوضعية بكثير من الإحترافية والوطنية، والحمد لله فهم جميعًا يتمتعون بمعنويات مرتفعة.

- المنتخب: كيف هي نفسيتك وأنت تعيش الحجر الصحي؟
السلامي: الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعمة الإيمان، لذا نحن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، هذا ابتلاء وامتحان، نحن نختبر في صبرنا وفي قدرتنا على تحمل الصعاب.
ما نعيشه اليوم غمة وستفرج بمشيئة الله، وفي مثل هذه الشدائد تظهر معادن المغاربة، وقد أكدنا كمغاربة أننا أهل لكل التحديات، وسنهزم "كورونا" إن شاء الله بالإرادة والعزيمة والإلتزام بالتعليمات والبقاء في البيوت واحترام الحجر الصحي، عافانا الله جميعًا.

- المنتخب: في زمن الجائحة العالمية فيروس "كورونا المستجد"، وتطبيق الحجر الصحي كأفضل وسيلة وقائية، يعيش مدربو الأندية قلقا كبيرا بخصوص اتباع لاعبيهم داخل حجرهم الصحي للحميات وللأنظمة الوقائية، وأيضا للبرامج البدنية التي تقدم لهم أسبوعيا، فكيف يتواصل السلامي مع لاعبيه؟
السلامي: طبعا هي وضعية صعبة واستثنائية غير مسبوقة، ولكن يجب أن نتعايش معها.
اللاعبون يعرفون أنهم ليسوا ملكًا لأنفسهم أو لعائلاتهم فقط، بل هم أيضا ملك للجماهير، وعندما يحين موعد العودة إلى الملاعب لنستأنف نشاطنا، يجب أن يكون اللاعبون بلياقة نفسية عالية وهذا هو الأهم.
بالنسبة لنا، كنا قبل التوقف نعيش على إيقاع دينامية رائعة بفعل الإحتكاك اليومي، وقد كان ذلك من أسباب تفوقنا ونجاحنا، بل وبفضل ذلك الصفاء الذي كان يسود حياتنا الجماعية وبخاصة مستودع الملابس، تمكنا من قهر الظروف الصعبة.
عندما تنقطع الصلة بيننا كجهاز تقني وبين اللاعبين فهذا يحدث مشكلة، لذلك أحاول قدر المستطاع أن أبقي على الرابط العاطفي بين اللاعبين، ونحن في طريقنا لاستحداث طريقة نؤمن بها لقاءات يومية جماعية، نتحدث فيها إلى بعضنا لنحافظ على تلك الوشائج، ولنتمكن من إخراج اللاعبين من عزلتهم، فالحجر الصحي له بطبيعة الحالة تداعيات سلبية على نفسيات اللاعبين.
نمد اللاعبين أسبوعيا ببرنامج تأهيلي في حدود ما هو متاح لكل منهم، ونتواصل معهم لنعرف ما يقومون به في حجرهم الصحي، ولكن هذا لا يكفي، هناك حاجة لأن نبدع فضاء افتراضيا نلتقي فيه ونتحدث لبعضنا، وهذا ما نحن بصدده.