لم أر في تدريب الرجاء أي مجازفة ما قمت به واجب
لو طلبني فريق آخر في نفس الظروف لرفضت
"ديربي الجنون" في كأس محمد السادس قطعة من الخيال

نواصل الحوار الحصري والإسثنائي مع جمال السلامي الربان التقني للرجاء:

- المنتخب: كنتم على بعد ساعات من مباراتكم أمام الإسماعيلي المصري عن إياب الدور نصف النهائي لكأس محمد السادس للأندية الأبطال، وقد تقرر إجراؤها من دون جمهور، ليصدر قرار بتأجيل هذه المباراة، كيف استقبلت القرار؟
السلامي: سأكون صادقا كما هي عادتي معك، قبل صدور القرار صليت ركعتين استخارة لله، طلبا لتأجيل تلك المباراة بالذات، وقد استجاب الله الدعاء وأجلت المباراة بعد أن أخذ المغرب قرارا حكيما بإلغاء كل المنافسات الرياضية للحيلولة دون تفشي الوباء.

- المنتخب: ألهذه الدرجة كانت تخيفك المباراة أمام الإسماعيلي؟
السلامي: لو كنت تظن أنني كنت أخاف مواجهة الإسماعيلي وأخاف الإقصاء، فأنت خاطئ، ليس هذا ما كان يشغلني على الإطلاق.

- المنتخب: وماذا كان يشغلك؟
السلامي: لم أكن أرى مبررا لأن نلعب مباراة لكرة القدم في ظروف كهاته، والإنسانية تعيش حالة من الفزع والهلع بسبب هذه الجائحة، كرة القدم أصلا هي احتفال ومتعة وفرح، فكيف نحتفل نحن، وغيرنا يموت أو يدخل إلى غرف الإنعاش بين حياة وموت.
ثم إنه كان من الصعب تصور أن نلعب مباراتنا هاته، وهي مصيرية، من دون جمهورنا الذي شاركنا كل الأشياء الجميلة التي قمنا بها حتى الآن.

- المنتخب: طيب، لنقم بفلاش باك، ولنعد إلى نقطة البداية إلى اليوم الذي عرض عليك فيه تدريب الرجاء خلفا للفرنسي كارتيرون، هل ترددت في قبول المهمة؟
السلامي: هل تريد الحقيقة؟

- المنتخب: ولا شيء غيرها؟
السلامي: لم أتردد ولو للحظة واحدة، ولدي أسبابي.
أولها أنني إبن الرجاء وأعتبر أن خدمة الرجاء في أي وقت واجب لا يقبل المساومة، حتى لو عرفت أن نسبة النجاح هي 1 بالمائة.
ثانيها أنني كنت على علم بممكنات الرجاء برصيده البشري، وثالثها أن وراء الرجاء جمهور عالمي هو صك الإطمئنان والأمان، ورابعها أنني كنت أعرف أن من سيساعدني على معرفة كنه الأشياء صديقي يوسف سفري، بالنظر إلى أنه عمل مساعدا لكارتيرون، وكان على علاقة قوية بكل اللاعبين، وخامسها أنني من المدربين الذين لا يخافون الغرق إذا ما قرروا ركوب البحر.

- المنتخب: لو كان فريق آخر غير الرجاء طلب منك تدريبه في نفس الظروف التي كان فيها الرجاء، هل كنت ستقبل؟
السلامي: للأمانة لا، الرجاء والفريق الوطني وحدهما من كنت سأقبل العمل معهما في ظروف كالتي طلبني فيها الرجاء، الفريق الوطني لأن تدريبه واجب لا يقبل المزايدة، والرجاء لأنه بيتي الأول.

- المنتخب: واجهتك في أول المشوار مباراة الديربي أمام الوداد برسم إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال، التي ستصبح فيما بعد تحت إسم "الديربي المجنون"، كيف حضرت لها؟
السلامي: شيء مثير حقا أن تجد نفسك من أول وهلة أمام ديربي بهذا الحجم، كما قلت لك من قبل ما ساعدني على الدخول رأسا للمعمعة، هو أنني كنت متابعا للرجاء، كما أن وجود السفري إلى جانبي ساعدني كثيرا، كان علينا أولا أن نعيد قراءة مباراة الذهاب، وثانيا أن ندخل في حوار مباشر مع اللاعبين، وكان الخطاب واضحا، قلنا لهم أنتم تملكون القدرة على صناعة الفارق، آمنوا بقدراتكم هاته، والتزموا بالتعليمات وسترون، وكما شاهدتم فقد قدم الرجاء مباراة رائعة وتاريخية وللأمانة كان ذلك بمعية الوداد، فلا وجود لمباراة كبيرة وجميلة يلعبها فريق واحد.
السلامي: ما نذكره على الخصوص من "ديربي الجنون" هو الريمونتادا القوية للاعبي الرجاء؟
السلامي: هناك من حفر لنا قبرا ودفننا ونحن أحياء بعد أن تأخرنا بأربعة أهداف لهدف، إلا أننا بفعل مجموعة من التحويرات البشرية والتكتيكية تمكنا من قلب المباراة.