ليس عبثا أن يقدم ريال مدريد الإسباني على تمديد عقده مع الدولي المغربي أشرف حكيمي لسنة واحدة لينتهي في 30 يونيو 2023 بدلا من شهر يونيو من عام 2022. 
هذا التمديد يفسر بشيء واحد، هو أن ريال مدريد  الذي يحكمه فكر رياضي وتجاري جد متطور، وأن المدراء الفنيين للفريق الملكي يدركون أن بعودة حكيمي من موسمي الإعارة لبوروسيا دورتموند، سيصبح لهم فريق للسنوات العشر المقبلة، وفي ذلك إشارة إلى أن ريال مدريد ينوي استعادة نجمه المغربي الذي تألق بلا حدود مع دورتموند الألماني بنهاية موسمي الإعارة شهر يونيو القادم، والأكثر منه أنه ينوي قطع الطريق على كبار أوروبا، ومنهم بايرن ميونيخ الألماني واليوفي الإيطالي، الذين أبدوا رغبتهم في ضم الأسد الأطلسي.
وكانت تلك الأندية قد اعتبرت أن نهاية عقد حكيمي مع الريال بعد سنتين سيفتح لهم هامشا من التفاوض بقيم مالية معقولة، إلا أن ما فعله الريال بتمديد عقد حكيمي، هو إعلان مسبق عن أن الريال لن يتنازل عن حكيمي، وإن فتح باب التفاوض، فإن الريال سيكون في موقف جد قوي لفرض شروطه والتي قد تكون تعجيزية ما دام أن حكيمي سيكون في صلب مشروع زين الدين زيدان للموسم الكروي القادم. 
ويدرك ريال مدريد أن لديه لاعباً مهاريا وهاما، بل يمثل واحدا من آمال كرة القدم العالمية، فلا جدال في كونه بات واحدة من أفضل أظهرة العالم وهو لا يتجاوز 22 سنة، ولهذا فكر الريال في الإبقاء عليه للسنوات الثلاث القادمة على الأقل داخل قلعة الملكي. 
وصل أشرف حكيمي إلى ريال مدريد في صيف 2006، ومنذ تلك اللحظة وحتى انتقاله إلى الفريق الألماني معارا، اجتاز جميع فئات الفريق الأبيض، ليلعب مع كبار الريال 9 مباريات في البطولة الإسبانية تحت قيادة زيدان في موسم 2017- 2018.
وللأمانة فقد ساعده وجوده في ألمانيا، بانضمامه على سبيل الإعارة لبروسيا دورتموند، على اكتساب الخبرة وتوسيع مهاراته في اللعب، حيث أنه بالإضافة إلى التقدم على الجانب الأيمن، فقد لعب على الجانب الآخر، وحتى في وسط الملعب. وإلى جانب القوة والسرعة التي كانت معروفة عنه، أصبح لحكيمي المزيد من الرؤية الثاقبة في اللعب وبات يمثل خطرا كبيرا عندما يهاجم دفاعات المنافسين.
وللتدليل على ما أسلفنا، فإن حكيمي على سبيل المثال، نجح خلال الموسم الحالي للبوندسليغا من تسجيل 3 أهداف وصناعة 10 اهداف أخرى في 25 مباراة لعبها لدورتموند، وعلى مستوى عصبة الأبطال الأوروبية لعب 8 مباريات وسجل 4 أهداف، كم أن قيمته في سوق الانتقالات ارتفعت شهر فبراير الماضي إلى 60 مليون أورو بحسب موقع "ترانسفير ماركت".