"الغرينطا" والروح والتوازن الدفاعي

بعد ارتعاشة فرضتها نتائج الفرنسي كارطيرون محليا وقاريا٬ وتفكك في الخطوط، سيما الدفاع الذي تحول لشوارع مفتوحة أمام مصراعي خصومه ومنافسيه٬ حضر السلامي مطرب الحي ليعيد التوازن للكورال الجماعي وينفخ روحا غابت وقتالية افتقدت مع الربان الفرنسي.

التوازن الدفاعي
لم يكن لائقا بفريق من حجم الرجاء أن يستقبل في بضع مباريات، دزينة أهداف من فرق كان يعدها متوسطة أو هكذا كان ينظر إليها أنصاره، 3 أهداف من بيركاما في عصبة الأبطال ومثلها من الزمامرة في كأس العرش ومثلها من برشيد في البطولة.
بحضور جمال السلامي تحصل النسور على 6 "كلين شيت" من أصل 7 مباريات على التوالي وتزامن ذلك في مصادفة غريبة مع ابتعاد بدر بانون للإصابة واعتماد السلامي ثنائية الشاكير والورفلي أمام الزنيتي.
ولأنه كان لاعب ارتكاز من الطراز الأول٬ فقد انتبه السلامي إلى أن وسط الرجاء يحتاج قشاشا وسقاء ولاعب محور كاسحة ألغام يمسح ما أمكنه أن يمسح بارود الخصوم، ليرسم العرجون في هذا المحور، وبه تحسن دفاع الرجاء الذي صمد في مواعيد كبيرة واختبارات عظيمة أمام شبيبة القبائل وفيطا كلوب وحتى أمام مازيمبي والوداد في الديربي بالبطولة.

الغرينطا والروح
بين رجاء كارطيون ورجاء السلامي٬ لا يحتاج المتتبع لكثير اجتهاد ولا تنبه كي يتلمس جوانب الإصرار والمشاكسة والروح والقتالية والشراسة التي أصبح عليها لاعبوه٬ ولعل إصرارهم على مطاردة التعادل أمام الوداد حتى الهزيع المتأخر من المباراة٫ وصمودهم في مستنقعي رادس ولوبومباتشي تحديدا٬ وما أبان عنه اللاعبون من "غرينطا" خلال موقعتي الجزائر، واحدة في عصبة الأبطال والثانية في كأس محمد السادس، لتدعم حقيقة أن السلامي نقل للاعبيه ما كان يتمتع به من خصال وهو لاعب في السابق.
اليوم مع السلامي لاعبو الرجاء أكثر توحشا وأكثر جماعية وأكثر اندفاعا وسعيا خلف تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وهو ما لم يكن حاضرا من قبل ويعكس إضافة الربان الجديد بكل تأكيد.