ترك الإسباني خوان كارلوس غاريدو، بصمته واضحة مع الوداد وظهر متفوقا على سلفه الفرنسي دوسابر،فإبن فالنسيا الذي خبر كواليس التدريب بالمغرب والقارة الإفريقية، يظهر جليا بأنه يسير بالفريق الأحمر لمرفئء الأمان بعدما تجاوز معه بعضا من حقول الألغام، في إنتظار ما ستؤول إليه المرحلة المقبلة مع الربان الإيبيري القادر على صناعة تاريخ جديد مع فرسان القلعة الحمراء.

روح المجموعة
في ظرف وجيز، تمكن الإسباني خوان كارلوس غاريدو من تغيير طريقة لعب الوداد البيضاوي، وجعلها ترتكز بالأساس على الأداء الجماعي المقرون بالإنضاط التكتيكي، ما جعل الفريق الأحمر يتمكن من الحفاظ على صدارته في البطولة قبل تجميد نشاطها، والعبور لنصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا لمواجهة الأهلي المصري.
الوداد مع غاريدو تغير كثيرا، عكس مع كان عليه الحال مع الفرنسي سيباستيان دوسابر، في الوقت الذي بات الفريق الأحمر يدافع بشكل جيد ويهاجم بطريقة متنوعة، بالإعتماد على الأطراف حيث يتواجد بديع أووك وإسماعيل الحداد، ناهيك عن أيمن الحسوني الذي بات الربان الإسباني يترك له كامل الحرية في اللعب، ومن ورائه وليد الكرتي ويحيى جبران، وكلها عناصر أظهرت حضورا قويا مع غاريدو الذي حرص على الرفع من لياقة لاعبي الوداد البدنية لمسايرة إيقاع البطولة وعصبة الأبطال، قبل تجميد الكرة، ورغم ذلك ظل الإطار التقني الذي خبر كواليس التدريب في المغرب وبالقارة السمراء يلح على لاعبيه في أيام الحجر الصحي، لبذل مجهود مضاعف في التداريب للحفاظ على الرشاقة والطراوة التي يعتبرها عاملا مهما لخلق الفارق بالملعب.

شخصية البطل 
منح خوان غاريدو الإستقرار لمختلف خطوط الوداد، وكان بإمكانه أن يصلح حتى بعض الأخطاء التي كان قطب الدفاع يسقط فيها بين الفينة والأخرى، بتجريب ثنائية الشيخ كومارا وأسرير، وفي بعض الأحيان عادل رحيلي.
ورغم توفره على محمد النهيري الجوكر المتعدد الأدوار، فإنه كان حريصا على الزج به في المكان الذي يعاني فيه من الخصاص، ما يؤكد ذكاء المدرب الإسباني الذي حاول في ظرف وجيز الرفع من معنويات الحارس أحمد رضا التكناوتي، الذي كان رقما صعبا في بلوغ الوداد لمربع الأبطال بعد الأداء الجيد الذي بصم عليه أمام النجم الرياضي الساحلي بملعب رادس، وبعيدا عن حراسة المرمى ساهم غاريدو أيضا في منح التوازن لخط الوسط بعدما منح كامل الثقة للقائد إبراهيم النقاش ليواصل ربط دفاع الوداد بهجومه،كل هذا في ظل معاناة الوداد طيلة المدة الأخيرة من غياب المدافع الشاب أشرف داري، ومايسترو خط الوسط صلاح الدين السعيدي، الذي ومع عودته سيخفف الضغط كثيرا على جبران.