البطولة المغربية من أرقى البطولات إفريقيا
يعيش مدافع المنتخب المغربي، غانم سايس حجره الصحي كسائر اللاعبين، يزاوج بين التداريب اليومية، والإعتناء بأسرته لتجاوز ملل الأيام التي تتشابه، ما يجعله حريصا على تنويع نشاطه، لغاية أن تنقشع غمامة وباء كورونا، بعدما إشتاق لاعب وولفرهامبطون لصخب الملاعب.
ومن أجل تسليط الأضواء أكثر على الأسد الأطلسي الأصيل، إتصلت "المنتخب" بشكل حصري بسايس، لتطرح عليه أسئلة المرحلة التي تفاعل معها الشاب البيضاوي، الذي نشأ في فرنسا، وحقق فيها حلمه بإحتراف الكرة ولعبها على أعلى مستوى قبل أن يدخل عرين أسود الأطلس وقلوب المغاربة، لما يتمتع به اللاعب من هدوء وإحترام لنفسه وللآخرين.
المنتخب: بصفتك لاعب مغربي نشأ في أوروبا، هل تتابع البطولة المغربية؟
سايس: من حين لأخر أشاهد بعض المباريات.
المنتخب: كيف تجد المستوى الحالي لبطولتنا الوطنية؟
سايس: البطولة المغربية في الوقت الحالي، من بين أفضل البطولات في إفريقيا ومن بين أكثرها إثارة أيضا، هناك العديد من اللاعبين الأجانب الذين يحضرون للعب في المغرب، لاعبون من دول إفريقية مختلفة يأتون من أجل اللعب وعينهم على أوروبا.
سنة بعد أخرى الأندية المغربية تتألق، كالوداد البيضاوي، نهضة بركان والرجاء ونهضة بركان، إنهم يذهبون لأبعد حد في المنافسات الأفريقية من عصبة الأبطال الإفريقية إلى كأس الكاف، وهذا أمر جيد بالنسبة للمغرب وللبطولة الوطنية من أجل المساهمة في تطويرها.
اليوم يجب أن نكون سعداء بتوفرنا على واحدة من أفضل البطولات في القارة الأفريقية، وبوجود أندية مغربية تشرفنا.
المنتخب: أعرف أنك تنحدر من مدينة الدار البيضاء، يعني قلبك سيكون ميالًا إما للوداد أو الرجاء، من الفريق الذي تشجعه في المدينة؟
سايس: بالفعل أنا من الدار البيضاء، وأفراد عائلتي منذ وقت طويل مشجعون للوداد، إنها عائلة ودادية، وأنا بدوري أحب الوداد، ليس لدي أي شيء ضد الرجاء أو الأندية الأخرى، لكنني تعرفت على الوداد عندما كنت أسافر للمغرب في العطلة، أحس بنفسي قريبا من الوداد على باقي الفرق.
المنتخب: تلعب داخل الملعب، وبالأخص في مباريات المنتخب المغربي بشراسة وقتالية، وهو الأمر الذي يجعل الكثير من الجماهير المغربية تشيد بك؟
سايس: كما قلت سابقا، أريد دوما إعطاء الأفضل داخل الملعب من أجل المنتخب المغربي، فحمل قميص بلدي ليس شيئا عاديا وهو شرف بالنسبة لي، لطالما كنت بعيدا عن المنتخب المغربي في مرحلة صعبة، لكنني كنت أتابع المباريات حتى حان موعدي، للحاق بالمجموعة، ووجدت أمامي لاعبين كبارا إستفدت منهم الشيء الكثير، وهذا الأمر ساعدني كثيرا على التألق.
بكل تأكيد المرحلة المقبلة، لن تكون سهلة مع المنتخب المغربي، ويجب أن نستثمرها على أكمل وجه، من خلال مواصلة تحقيق نتائج إيجابية، بعدما وضع القطار على سكته الصحيحة عقب الفوز الأخير على بوروندي.
للأسف كنا نتطلع لمواجهة إفريقيا الوسطى، قبل أن ينتشر وباء كورونا ويجعلنا نتدرب في المنازل، لذلك أتمنى أن تعود الحياة للنمط السابق، لأن لاعبي كرة القدم مكانهم وعملهم في الملاعب وليس خارجها.
المنتخب: سايس هل هناك سر من وراء حفاظك على ذات المستوى الذي عرفك به الجمهور المغربي؟
سايس: سواء تعلق الأمر في حضوري مع المنتخب المغربي أو فريقي الحالي وولفرهامبطون، أحرص على بذل مجهود كبير في التداريب، لكي أكون دوما في المستوى داخل الملعب.
بالنسبة للاعب كرة قدم محترف، يجب أن يكون جاهزا بدنيا وذهنيا، إن أراد أن يحافظ على مستواه، وهذا الأمر أهتم به كثيرا، فحتى في أيام الحجر الصحي الحالية أتدرب بنفس الطريقة التي كنت أتدرب بها سابقا، صحيح أن الركض يساعد كثيرا للحفاظ على اللياقة، لكن يجب أن نتأقلم مع الوضع ونستأنف التداريب بكل جدية.
المنتخب: هل تذوقت حلاوة القرب من الأسرة، عكس ماكان عليه الأمر في فترة سابقة؟
سايس: بكل تأكيد القرب من أطفالي أمر جيد، لم نتذوق هذا الأمر سابقا لذلك نحرص طيلة اليوم على تنويع النشاطات لتجاوز الملل، ما أتمناه هو أن لايستمر هذا الوضع طويلا.
المنتخب: يتبقى عام على عقدك مع وولفرهامبطون، هل أنت راض على مسارك مع هذا الفريق؟
سايس: بالطبع راض عنه، وقانع بأنني قمت بالإختيار الصائب واستفدت كثيرا بحضوري لإنجلترا.
تمكنا من الصعود من بطولة القسم الثاني وأكثر منه فرضنا أنفسنا في البرميرليغ ونخوض بكثير من الفخر مسابقة اروبا ليع.
المنتخب: وأيضا مع وولفرهامبطون، عددا من مراكز اللعب بين خط الدفاع ووسط الميدان؟
سايس: أنا منضبط لتعليمات المدرب، عندما يريدني أن ألعب في العمق الدفاعي أفعل وعندما يضعني في وسط الميدان ألعب وليس هناك ما يقلقني، على العكس من المفيد جدا تنويع الأدوار لأن ذلك يغني اللاعب.
المنتخب: هل تفكر في البقاء لمواسم أخرى مع الوولفرز؟
سايس: يتبقى لي موسم أخرى، هناك متسع من الوقت للتفكير والوصول للقرار الصائب.