النهضة البركانية في موسم التحولات الكبرى
سفير فوق العادة للكرة الشاملة بالمغرب..

لم يكن اختيار مسئولي النهضة البركانية للإطار الشاب طارق السكتيوي ليكون بديلا لمنير الجعواني اعتباطيا، بل كان مؤسسا على رؤية استباقية، الغاية منها أن يتطابق المشروع التقني مع المشروع الرياضي، فغير الألقاب التي ينشد الفريق البرتقالي المنافسة عليها محليا وقاريا، فهو يريد أن يحتكم على منظومة لعب تصنع له هوية تكتيكية متسمة بالحداثة، لذلك كان طارق السكتيوي برصيده الأكاديمي وبتجاربه الإحترافية الغنية كلاعب وبخاصة تشبعه بكرة القدم الشاملة التي خرجت من هولندا، هو المدرب المبحوث عنه وهو رجل المرحلة..
وعندما يكون لزاما أن يخضع الفريق البركاني لعملية تحول جذري ليس على مستوى تركيبته البشرية، إنما على مستوى منظومة اللعب فهذا يحتاج لمساحة زمنية تمكن طارق السكتيوي من استدراج لاعبيه للأسلوب الجديد الذي يحتاج للياقة ذهنية وللياقة بدنية وللتطويع أيضا.
لذلك إن سجلنا تقلصا لنتائج النهضة البركانية قبل توقف البطولة بسبب جائحة كورونا، فلأن طارق السكتيوي يعمل بالفعل تحت ضغط رهيب، ليس ضغط الجماهير التي تشعر أن شيئا ما يصنع على مرأى منها وتستطيع أن تصبر قليلا، وليس ضغط المكتب المسير الذي يعرف أن هوية فينة يتم تصميمها ولا يستعجل شيئا، ولكن ضغط المباريات المتلاحقة بشكل جنوني والتي لا تترك له هامشا للتصحيح ولتجاوز الترنح الذي هو من طبيعة مولد الأشياء الجميلة.
هيئة تحرير "المنتخب" تقيم هذه المحاكمة للإطار الشاب طارق السكتيوي..

بدر الدين الإدريسي: ملامح ثورة بلون البرتقال
للحكم على الأشهر التي قضاها الإطار التقني الشاب عبد الهادي السكتيوي على رأس العارضة التقنية للنهضة البركانية، لابد من الفصل بين ما هو تقني وما هو رقمي برغم ما يوجد من روابط بينهما، لطالما أن المدرب يحاكم بنتائجه.
سيكون بالفعل من الظلم أن نحبس أنفسنا، في حالة الإحتباس التي طالت نتائج النهضة في آخر 7 جولات من البطولة والتي يمكن أن تبرر بالضغط الكبير للمباريات، والذي حال بين طارق وبين مواصلة تنزيله لأسلوب اللعب الذي يؤمن به، والمرتكز على كرة القدم الشاملة التي تقوم على الإنتقال السريع والناجع من النسق الدفاعي للنسق الهجومي وعلى الإمتلاك الإيجابي للكرة وسرعة افتكاكها من المنافس.
الذي يشاهد اليوم النهضة البركانية، يدرك فعلا أن عملا كبيرا ينجز لصناعة هذا التحول التكتيكي المبحوث عنه، ويدرك أنه ليس سهلا على اللاعبين أن ينتقلوا من أسلوب لعب لآخر بكل ما يترتب عن ذلك من متغيرات ومتطلبات، لذلك فأنا شخصيا أحاكم طارق السكتيوي بمنأى تماما عن النتائج، وأسجل بأنني أشهد ميلاد نهضة بركانية تقترب ليس فقط لونا، ولكن دما وفلسفة من الثورة البرتقالية التي جاءت بها الكرة الهولندية من كوفاكس إلى يوهان كرويف ومنهما إلى فان خال ملهم طارق السكتيوي.
التنقيط: 7

محمد فؤاد: يطرق أجراس النصر
سيطول الحديث عن المدرب الشاب طارق السكتيوي، إن نحن أدرجنا السياقات التي جاء فيها للبطولة متقمصا لدور المدرب بعد مسار غني كلاعب، ولكن ما يهمنا هو ماذا أنجز لحد الآن مع النهضة البركانية في واحدة من التجارب الكبرى له في مجال التدريب، بغض النظر عن تجربته مع الفريق الأم مع المغرب الفاسي الذي توج معه بكاس العرش، ودور المنقذ  الذي لعبه مع المغرب التطواني خلال الموسم المنصرم. الحقيقة أن ما حققه الرجل منذ تعاقده في شتنبر الماضي مع النهضة البركانية، لا يمكن أن ينظر إليه من زاوية النتائج ولو أنها تتطابق مع الإنتظارات، ولكن يستحسن أن ينظر إليه من زاوية التحولات الكبرى في منظومة اللعب وفي المنظور التكتيكي الذي يؤمن به طارق أحد الملهمين بالمدرب الهولندي الكبير فان خال.
طارق قاد النهضة البركانية إلى تصدر ترتيب البطولة الإحترافية لدورات لولا أن حالة من الإختناق العابر قد حدثت، كما أنه ناجح حتى الآن في رهانه القاري بوصول الفريق لنصف نهائي كاس الكاف، فضلا عن الوجه القتالي الذي يظهره الفريق، ما يعني أن الرجل الذي يؤمن بأفكاره وقدرات التغيير التكتيكي وتوحد المجموعة في تحقيق الأهداف، يراهن على ازدواجية النجاح محليا وقاريا، وعلى تقديم النهضة بصورة الفريق الذي لا يستسلم لليأس.
التنقيط: 7.5 

محمد النابلسي: ما زال يبحث عن نفسه
راهن المكتب المسير لنهضة بركان على طارق السكتيوي، ليواصل ما تدبير تركة المدرب السابق منير الجعواني وما تحقق من نجاحات، عندما فاز الفريق بلقب كأس العرش وخاض نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية وخسرها أمام الزمالك المصري.
طارق تحمل مسؤولية لا تحتمل الفشل، ويبدو اختلاف طريقة العمل بينه وبين الجعواني، من خلال ما أقدم عليه السكتيوي عند تنزيل نهجه المتحرر نسبيا من القيود الدفاعية التي طبقها المدرب السابق على المنظومة التكتيكيةل لنهضة، ويفضل السكتيوي المزاوجة في طريقة لعبه بين الدفاع والهجوم والإعتماد على أسلوب السهل الممتنع، غير أن هذا يتطلب بعض الوقت ليحفظه لاعبو الفريق ويهضموه في أفق أن يصبح لهم أسلوب فرجوي يتميزون به.
والنتائج التي حققها طارق السكتيوي لحدود توقف البطولة بسبب جائحة كورونا المستجد، تبقى شيئا ما مقبولة، فقد نجح في بلوغ النهضة نصف نهائي كأس الكاف، حيث سيواجه حسنية أكادير، والمؤمل الوصول لنهائي المنافسة لثاني مرة على التوالي، بينما نتائجه بالبطولة الاحترافية فهي متأرجحة ، ويحتل الفريق البركاني الرتبة الرابعة ب32 نقطة وتنقصه مباراتان، ويبتعد عن الوداد صاحب الصدارة بأربع نقاط.
التنقيط: 6.5

محمد الجزولي: كيف سيدبر مرحلة الفراغ؟ 
لا أحد يجادل في قيمة طارق السكتيوي كمدرب طموح يمتلك فكرا كرويا بمساحات واسعة، ويعتمد على أسلوب فيه الكثير من حواس الإرتقاء بالأداء الجماعي القوي لفريقه والذي يستطيع أن يحسم به الكثير من معاركه، كما أنه يصوغ دائما لنهجه حبكة تكتيكية متوازنة يظهر فيها التشكيل متطابقا مع التوظيف..
لكن للأسف لم تستطع نتائج مبارياته الأخيرة في البطولة الاحترافية، وهو يقود نهضة بركان، أن تكشف عن الوجه الحقيقي الذي يريده هو ونريده فيه نحن أيضا، عكس ما حدث ويحدث في مسابقة كأس "الكاف" التي بلغ دورها نصف النهائي، إذ لم يوفق في طريقة تدبيره لمباريات البطولة الوطنية الأخيرة، كما لم يستطع أن يرفع الإعاقة التي أصابت لاعبيه أحيانا كثيرة.
فقد عجز السكتيوي عن تحقيق أي فوز طيلة مبارياته السبع الأخيرة في البطولة الاحترافية، واكتفى بـ5 تعادلات مع خسارتين.. مع التذكير بأن المباراة التي قصمت ظهره وظهر نهضة بركان كانت أمام نهضة الزمامرة والتي خسرها الفريق البركاني (0 – 5) بحيث لم يستطع في الدورة 12 أن يجعل فريقه عصي عن هزيمة مريرة، كما لم يستطع أن ينأى بنفسه عن خسارة كارثية مهدت لمروره بفترة فراغ مهولة مازال يسعى للخروج منها حتى الآن.
وفي انتظار ما سيحققه نهضة بركان في القادم من مباريات البطولة الاحترافية، وأيضا في ماسابقة كأس "الكاف"، مازال طارق السكتيوي يستطيع أن يمنح فريقه القدرة على أن يستلهم من فكرة ونهجه وثقافته كمدرب الكثير من القوة واللمعان الإبداع  
التنقيط: 6

محمد الجفال: عاشق للكرة الشاملة 
طارق السكتيوي من المدربين المغاربة الشباب المجددين الذي ولج عالم التدريب من أوسع الأبواب،  بعد مسار ناجح كلاعب محترف راكم خلاله تجارب متعدد رفقة مدربين كبار، وأول تجربة في مجال التدريب كانت بأكاديمية محمد السادس ثم عرج على تجربة لا بأس بها رفقة الفريق الأم المغرب الفاسي، وفي أول تجربة له في البطولة الاحترافية الاولى تقلد مسؤولية تدريب نهضة بركان بحمولة افريقية.
وقد كان مطلوبا من طارق السكتيوي الحفاظ على نفس المسار الجيد في البطولة الإحترافية وكأس الكونفدرالية الإفريقية، وبفضل ذكائه وتجاربه التي اكتسبها، نجح طارق في بناء مجموعة بركانية متجانسة تلعب كرة جميلة  من خلال أسلوب لعب منظم يعتمد على اللمسة الواحدة وعلى أساليب تقنية وتكتيكية متنوعة ومتطورة، وهذا ما يؤكد أن طارق متشبع بالمدرسة الهولندية وخاصة مدرسة أجاكس الهولندي التي تعتمد على اللعب الشمولي الممتع، والشيء الجميل أنه تمكن وفي ظرف وجيز من إضفاء هذا الطابع على الفريق، معتمدا في ذلك على العناصر المجربة التي اكتسبت تجربة كبيرة إفريقيا بالإضافة إلى بعض العناصر الشابة التي ساهمت تطرة أداؤها بشكل سريع. 
التنقيط: 7  

منعم بلمقدم: أرقام غير مسبوقة
ولو أنه من السابق لأوانه الحكم على محصلة طارق السكتيوي مع نهضة بركان، إلا أنه بلغة الأرقام تحصل الفريق البرتقالي معه على أرقام غير مسبوقة.
فقد تمكن نهضة بركان من الصمود ل 12 دورة من دون هزيمة في أفضل بداية لفريق بالبطولة الإحترافية منذ  سنوات طويلة، يل هي البداية الأقوى في تاريخ هذا الفريق منذ تواجد في ساحة الكبار. ولغاية 18 دورةو لعبها لم يسبق لنهضة بركان بلوغ 32 نقطة، وكانت أفضل محصلة له لغاية هذه الدورة 24 نقطة في أفضل أحواله ومساراته.
طارق السكتيوي على بعد خطوة من معادلة إنجاز الفريق قاريا ببلوغ نهائي الكونفدرالية، وبعض النظر عن الأرقام المميزة فقد أصبح للفريق البرتقالي معه هوية لعب وشخصية قوية وانضباطا واضحا، علما أنه افتقد هدافه الطوغولي لابا كودجو.
باختصار طارق الذي شرب الإحتراف في هولندا البرتقالية، حمل معه نفس متعة اللعب للفريق البرتقالي المراهن على ثنائية تاريخية معه
التنقيط: 7.5 

جلول التويجر: ناجح  إفريقيا مهلهل محليا 
عندما تقلد طارق السكتيوي مسؤولية تدريب النهضة البركانية خلفا لمنير الجعواني، كان هناك تخوف حول مدى قدرته على قيادة الفريق الذي كان لا يشق له غبار، فاستمر معه الفريق في حصد النتائج الإيجابية خاصة على المستوى الإفريقي حيث وصل معه الفريق البركاني لنصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عن جدارة وإستحقاق عندما قهر الكبار، لكنه يظل عاجزا على إيجاد الوصفة الملائمة للفريق في البطولة الإحترافية حيث لم يتذوق طعم الفوز في 7 مباريات على التوالي.
السكتيوي نجح إفريقيا، لكن على مستوى البطولة الإحترافية هو في كنحنى تنازلي قد يكون من حسنات التوقف أنه سيغيد ترتيب الأمور، ولو أن الفريق البركاني يؤسس مع طارق لهوية لهب مختلفة.
التنقيط: 6.5 

عبد اللطيف أبجاو: بداية مشجعة وانتظارات كبيرة
يدرك طارق السكتيوي أن المدرب السابق منير الجعواني، ترك له إرثا ثقيلا، لذالك فقد كان مطالبا بأن يحافظ على تألق نهضة بركان، قياسا بطموحات وشغف مكونات الفريق..
لمسته التقنية كانت واضحة، من خلال اللعب الهجومي والانفتاح أكثر نحو الأمام، خاصة أنه من المدربين الذين يؤمنون بالأسلوب الهولندي والكرة الشاملة.
وبدا واضحا أن التنظيم التكتيكي كان من سمات نسخة السكتيوي مقارنة بالجعواني، لكن الظاهر أن لاعبي نهضة بركان كانوا بحاجة لبعض الوقت ليتخلصوا من أسلوب الجعواني تقنيا وذهنيا، وينسجموا أكثر مع فلسفة السكتيوي، بدليل التزعزع الذي ضرب الفريق محليا، والتراجع المسجل في البطولة، إذ لم يفز نهضة بركان في آخر 7 مباريات.
 بدايته كانت جيدة، لكن التراجع الأخير يفرض عليه الوقوف على مكامن الخلل، وسبب هذا الإحتباس التقني والتكتيكي الذي حدث، علما أن مساره الإفريقي كان ناجحا بامتياز.
التنقيط: 6.5

أمين المجدوبي: قطع نصف الطريق بنجاح
إن نحن نظرنا لمركز نهضة بركان في البطولة الوطنية، حيث يتواجد الفريق البرتقالي في الصف الرابع ب 32 نقطة من أصل  18 مبارة لعبها، وحضور فرسان الشرق المستحق في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في إنتظار مواجهة حسنية أكادير، يمكن إعتبار طارق السكتوي قد بلغ نصف طريق النجاح،  للحضور في نهائي "الكاف" الذي بلغه سلفه منير الجعواني المسوم الماضي وخسره أمام الزمالك المصري.
طارق ورغم بعض السقطات التي أدخلت الشك لجماهير النهضة سواء في البطولة أو على الواجهة القارية، نجح في تكوين مجموعة منسجمة بعدما حافظ على ثوابت الفريق، ومنح الفرصة لوجوه شابة كعلاء أجراي وجبريل الشيخ وتارا، مع الإعتماد دوما على أصحاب التجربة الذين زرع فيهم السكتيوي الحماس، وحفزهم على التألق بألوان الفريق مستمدا ذلك من صولاته وجولاته في ملاعب أوروبا وإفريقيا كلاعب، قبل أن يشق مساره في التدريب الذي أكد أنه قادر على أن يقول كلمته فيه كإطار تقني بتكوين أكاديمي وبشخصية تواقة للتغيير.
التنقيط: 7

المهدي الحداد: يمشي فوق الألغام
قبل توقيف البطولة الإحترافية، كان طارق السكتيوي يتأهب لمباراة مصيرية مع نهضة بركان خارج الديار ضد إتحاد طنجة، كانت ستحدد معالم طريقه ومدى قدرته على النجاة والإفلات من مقصلة الإقالة، بعدما غابت شمس الإنتصارات عن فريقه في 7 دورات متتالية.
السكتيوي تقلد المهمة وبيده مجموعة مكتملة وجاهزة تحمل وصافة بطل إفريقيا، الشيء الذي لم يترك لديه هامشا للخطأ أو الإختباء وراء الأعذار، فأفلح ذهنيا وتكتيكيا خلال الأشهر الأولى في التوقيع على مسار متميز محليا وقاريا، قبل أن يعيش المعاناة والإحتباس منذ بداية العام الحالي رغم توفر كافة سبل النجاح وتعزيز الصفوف بنجوم مخضرمين كياجور وحذراف.
ومن حسن حظ طارق أن الكرة توقفت في ظرفية كان يمشي فيها فوق الألغام، والتي لن ينجو منها بالتأكيد إلا إذا حقق لقب كأس الكونفدرالية ونافس حتى آخر دقيقة على درع البطولة.
التنقيط: 6