مصارع بميزة جلاد وهادئ بشخصية العناد
البنفسجي سحره وخطفه من أنتر ونابولي

هو حامل المشعل في وسط الميدان الدفاعي للفريق الوطني، وخليفة المحراث المعتزل كريم الأحمدي، والركيزة الأساسية في تشكيلة الناخب وحيد خاليلوزيتش.
سفيان أمرابط أو تلك الكاسحة التي لا ترحم، أصبح في ظرف وجيز معشوق الجماهير ومحبوب الطاليان، إثر موسمه العجيب والرهيب بالكالشيو، والذي بوأه القمة بين النجوم وعجل بإنتقاله المضمون إلى قلعة فيرونتينا في صفقة مميزة.

نور الدين قدوة في الطفولة
نشأ سفيان في وسط كروي بإمتياز وتشبع بالفكر الرياضي لأشقائه خاصة شقيقه الأكبر نور الدين، والذي كان لاعبا محترفا في مجموعة من الأندية بالإيرديفيزي، في وقت كان فيه الطفل يحبو فيه خطواته الأولى بفريق الحي دي زويدفوجيل ضواحي مدينة أوتريخت، والذي مر منه أيضا نور الدين كأول نادي صغير هاو في مدرسة الكرة.
وكان سفيان ينظر في طفولته بإعجاب شديد لنور الدين ويتخذه قدوة ويتمنى أن يسير على دربه، وعقد العزم وهو صبي على أن تقتسم عائلة أمرابط نجمين في وسطها يحترفان على أعلى مستوى ويشرفان إسمها، وشرع في رسم خطوط حلمه رسميا سنة 2006.

بأوتريخت بدأت الحكاية
خلال عام 2006 ذهب سفيان لإجراء إختبارات تقنية مع نادي أوتريخت وسنه لا يتجاوز العاشرة، ليبهر الجميع وينجح بتفوق، ويتمكن من ولوج أكاديمية الفريق التي تدرج بجميع فئاتها، حتى وصل إلى فئة الكبار ويوقع أول عقد إحترافي سنة 2014، بحضور نور الدين كضيف خاص في حفل توقيع العقد.
وأظهر سفيان منذ البداية صلابة بدنية إستثنائية وأسلوب لعب صارم كمتوسط ميدان إرتدادي، وكان يشبه كثيرا في القوة البدنية شقيقه نور الدين مع إختلاف في مركز اللعب، ونجح في لعب ثلاثة مواسم متتالية مع أوتريخت بالإيرديفيزي أفضلها موسم 2016-2017، لينتقل بعدها إلى العملاق فاينورد.

فاينورد يخطف المقاتل
صار الشاب مشهورا في سماء الأراضي المنخفضة وإسما وازنا في ساحة لاعبي وسط الميدان الدفاعي، وزادت قيمته بدخول قلعة روتردام والزعيم فاينورد في صفقة بلغت 4 ملايين أورو، ليلتحق بمواطنه وعميد الفريق كريم الأحمدي، والذي إستفاد منه الشيء الكثير، رغم أنه كان يشاغب ويحاول منافسته على الرسمية.
ولأن المنافسة على المراكز ضارية بفريق كبير كفاينورد، وجد سفيان صعوبات جمة ليلعب أساسيا، فلم يكن ثابتا في تشكيلة المدرب فان بروكهوست وظل ورقة بديلة تارة وورقة للطوارئ تارة أخرى، خصوصا في الشطر الثاني من الموسم الذي تعذب فيه كثيرا، رغم أنه كان يبلي البلاء الحسن في كل مرة يأخذ فيها فرصته.

سخط ورحيل مستعجل
أفضل ما عاشه سفيان في موسمه الأول والأخير مع فاينورد هو تتويجه بكأس هولندا وكأس السوبر المحلي، وتذوقه لأول مرة حلاوة المشاركة في عصبة الأبطال الأوروبية ومقارعة عمالقة القارة العجوز مثل مانشستير سيتي وشاخطار ونابولي، وإكتساب تجارب مهمة ومباريات تاريخية ومواجهات مع نجوم العالم وسنه تجاوز 20 بقليل.
لكن اللاعب كان مستعجلا ولم يصبر ليفرض نفسه داخل تشكيلة فاينورد، خصوصا بتواجد لاعبين مخضرمين وثوابت أساسية ككريم الأحمدي، ولم يمر على مقامه بروتردام سوى أشهر معدودات، حتى طلب فجأة من إدارة الفريق بيعه لأنه غير مرتاح ولا يريد البقاء بفاينورد.

بروج لم يستثمر موهبته
بعد رجوعه من المشاركة في كأس العالم 2018 بروسيا مع المنتخب المغربي، قرر سفيان الرحيل عن فاينورد وهولندا وخوض تجربة جديدة، وكان يعتقد أن الطريق معبدة للإلتحاق بفريق أوروبي كبير في بطولة مشهورة، لكنه إصطدم بصدمة غياب العروض الجدية، وإنتظر آخر أيام ميركاطو صيف 2018، ليعلن عن إنتقاله الغريب والمفاجئ إلى كلوب بروج، في صفقة بخسة لم تتجاوز مليوني أورو.
ولأنه إنضم إلى بروج متأخرا فعاني كثيرا ليلعب كرسمي، ومن سوء حظه أن مركزه كان يشغله عميد الفريق، مما دفع بالمدرب للدفع به كبديل أو إطفائي أثناء الحاجة، فتقمص أدوارا دفاعية كظهير وقلب دفاع ولم يتألق قط، وعاش الجحيم داخل الميدان ولم ينل ما يستحقه، ليُدفع نحو الرحيل معارا إلى صفوف هيلاس فيرونا.

فيرونا تنصف سفيان
الغريب أن سفيان كان عنيدا وطلب من بروج تسريحه لفريق آخر غير هيلاس فيرونا، والذي لم يكن متحمسا لمجاورته ورفض الإنتقال إليه في البداية، قبل أن يقتنع بعد تدخل أسرته وخاصة شقيقه نور الدين، ليقبل بالتحدي ويطير بصورة متأخرة كالعادة وفي آخر أيام صيف 2019 إلى الكالشيو كمعار.
وبمدينة فيرونا حدث ما لم يكن في الحسبان، بعدما وجد سفيان راحته الكاملة والتقدير الذي كان يبحث عنه طويلا، ومعه الرسمية الثابتة والتنافسية العالية، الشيء الذي إنعكس إيجابا على مردوده بأرض الطاليان، ليصبح حديث الجميع والمحراث الذي تهلل له الصحافة المحلية، والحاجز الذي أوقف نجوم اليوفي وميلان ونابولي، ليتحول في ظرف وجيز إلى معشوق الإيطاليين ونجم فيرونا الأول.

مع "الفيولا" رواية أخرى
عض كلوب بروج أصابع الندم على سفيان ولم يتوقعوا نجاحه بهذه الصورة بالكالشيو، وهم الذين وضعوا بندا في عقد إعارته يمكن هيلاس من شرائه مقابل 3,5 مليون أورو، فما كان للنادي الأصفر إلا أن فعّله سريعا وبعد 4 أشهر فقط، ليبيعه مطلع عام 2020 إلى فيرونتينا مقابل 20 مليون أورو، بعد سباق ماراطوني ضم أيضا أنتر ونابولي.
وكان سفيان يقضي أفضل مواسمه على الإطلاق في مساره قبل أن تفرمله جائحة كورونا، وما أرقامه وإحصائياته وتنقيطه إلا دليل على معدن الرجل الذي إنتزع حقه والمكانة التي كان يبحث عنها، في إنتظار بداية فصل جديد ورواية أخرى الموسم القادم في مدينة فلورانسا الجميلة مع البنفسجي فيرونتينا.