سوء التسيير والتدبير أوصل فارس الرقراق للحضيض
هؤلاء استولوا على فريق مدينة مليونية وعاتوا فيها فسادا

يبقى الحارس عبد اللطيف لعلو واحدا من خيرة من أنجبتهم الكرة السلاوية، وتفتخر بذلك، أمام المستويات التي قدمها، سواء على صعيد الأندية أو مع المنتخب المغربي، فهو واحد من الحراس الأسطوريين الذين عرفتهم كرة القدم الوطنية، 
وبحكم ارتباطه بالجمعية، فإنه وعلى غرار باقي اللاعبين القدامى، يتأسف للحالة التي وصل إليها فارس الرقراق.
يقول لعلو: "مع  الأسف أن جمعية سلا، بتاريخه العريق، حيث أسس وقت الحركة الوطنية، وناضل من أجله رجالات ولاعبون، يصل لهذه الوضعية التي لا يستحقها، عدة رجالات تركوا بصماتهم، وما زالت صفحات النادي تتحدث عنهم، بداية من المؤسس أحمد عواد مرورا برجالات آخرين، كبنغموش، العلمي والحسوني والزعيم وغيرهم.
كان جمعية سلا يشكل الدعامة الأساسية للمنتخبات الوطنية، كل جيل كان يملك 4 إلى 5 لاعبين دوليين، دون استثناء الفئات الصغرى. جمعية سلا بالصورة الباهثة التي أصبح عليها، هو ضحية سوء تدبير وتسيير، وأنا قول أن أشخاصا محددين استولوا عليه، وجعلوه مثل البقرة الحلوب، يستفيدون دون أن يعطوا أي شيء للفريق، بتسيير مزاجي وغير عقلاني، ما جعل ساكنة سلا تستنكر هذا الذي يحدث للجمعية وتهب عبر شبابها مطالبة بالتغيير وإنهاء عهود الإحتكار، لا أعرف كباقي السلاويين ما هي أهداف المسيرين الحليين، لكني أؤكد أن سوء التسيير أوصل الجمعية للحضيض.
رغم أن الأجيال السابقة لم تكن لهم الإمكانيات المادية التي كانت لفرق أخرى، إلا أن المسيرين نجحوا في تكوين فريق سلاوي مهاب الجانب وله قيمته، بل وشرَف المدينة، اليوم انقلب الوضع تماما، ذلك أن مسيري الجمعية لم يستفيدوا من دعم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومن البنيات التحتية وكذا الثورة التي عرفتها الكرة المغربية، وهو ما يثير الإستغراب، حيث يتخبط دائما في المشاكل المالية، ويوقع على مواسم كارثية في الدرجة الثانية.
التخبط والعشوائية في التدبير، كل ذلك انعكس على التدبير التقني، حيث عرفت السنوات العشر الأخيرة رحيل لاعبين وقدوم آخرين، كل موسم يظهر جمعية سلا بمجموعة مختلفة، في غياب الاستقرار البشري وفي غياب تكوين قاعدي ممنهج وعلمي يستثمر في الرأسمال البشري للمدينة، والغرض من ذلك هو استفادة أشخاص معروفين من صفقات انتقالات اللاعبين.
مع الأسف، أن مجموعة من الأشخاص الذي لديهم دراية بالتسيير  والقدرة لدعم الفريق ماليا اضطروا للابتعاد عن التسيير داخل الفريق، لعدم رضاهم على وضعية الجمعية وللارتجال الذي يتسم به التسيير،  دون استثناء أيضا المنخرطين، منهم من آثر أيضا الابتعاد ومنهم من تم رفض ملفه دون سبب، والغرض من ذلك أن تجد مجموعة من الأشخاص، المساحة من أجل تسيير أمور الفريق دون رقيب أو حسيب أو معارض.
أعتقد أن المشهد الذي أثار الانتباه حاليا، هو الشباب السلاوي الذي بدأ يتمرد على الوضعية التي آل إليها الفريق، ويطالب بتغيير  جذري في المكتب المسير، من خلال الوقفات الاحتجاجية التي يقوم بها، والتي أتمنى أن تجد أذانا صاغية من السلطات والمسولين. مع الأسف أن الحديث على جمعية سلا أصبح معجونا بالاستياء، للمستوى المنحط الذي بلغه، لذلك أتمنى يوما أن يعرف فيه هذا الفريق المغلوب على أمره التغيير، ليعود إلى التألق الذي فقده بفعل فاعل".