من مونبوليي إلى إسطنبول 5 محطات رئيسية
إجتهد وضحى فحقق كل الأهداف المسطرة

هو رقم 10 بالفريق الوطني منذ سنوات عديدة، والمايسترو الذي يقسم الجماهير المغربية والأوروبية إلى نصفين، الأول يشيد به ويهتف بإسمه ويعتبره من أفضل مواهب العالم، والثاني يشجب تصرفاته وينتقذ مساره ويعيب عليه المزاجية والطيش وحدة الشخصية. 

مونبوليي تتبنى الموهبة
منذ ظهوره في ملاعب أحياء مدينة أفينيون الفرنسية التي رأى بها النور سنة 1990، تبين للجميع أن الطفل يونس خارق للعادة ولا يملك موهبة إعتيادية، فما كان للكشافة والمنقبين إلا أن سارعوا لمشاهدة هذا الفتى الإستثنائي الذي يفعل العجب بأقرانه في ملاعب التسلية والهواية. 
ولأنه سحر الكل سارعت أكاديميات مارسيليا، ليون، سان إتيان وموناكو لفتح أبوابها في وجه يونس، بيد أن الأسرة تشبتت بطفلها ورفضت مغادرته للبيت في سن 13، وقررت في النهاية السماح له بولوج مركز تكوين مونبوليي أقرب النقاط لمنزل الأبوين، فجاءت البداية سنة  2003. 

مجد وألقاب وشهرة
لعب بلهندة 10 سنوات كاملة مع مونبوليي بداية من مرحلة الصغار إلى فئة الكبار التي صعد إليها عام 2009 حيث أمضى أول عقد إحترافي، لينطلق المجد والشهرة ويكتسح بموهبته وحماسه وقتاليته ساحة الليغ1. 
وخاض المايسترو زهاء 200 مباراة مع النادي وكان أبرز لاعبي جيله الذي صنع الحقبة الذهبية لمونبوليي الفائز بدرع البطولة الفرنسية سنة 2012، وسجل عشرات الأهداف الخرافية ووزع الهدايا بسخاء لزملائه، وتصدر العناوين لسنتين كاملتين وخطف إنتباه كبار القارة العجوز الذين خطبوا وده، خصوصا بعدما عرف بنفسه أكثر في عصبة الأبطال الأوروبية. 

دينامو كييف يفاجئ الجميع
في صيف 2013 أصر يونس على مغادرة مونبوليي بأي ثمن، ولم يقو على الصمود كثيرا في وجه عرض دينامو كييف الأوكراني الذي أغراه بأعلى الأجور وأسمى الإمتيازات، ودفع 14 مليون أورو لمونبوليي لشراء عقده. 
وشكل هذا الإنتقال إلى كييف مفاجأة للكثيرين الذين لم يفهموا كيف صد يونس الباب في وجه عمالقة الكالشيو والبرمرليغ، قبل أن يخبرهم لاحقا بأن أحسن العروض كانت من طرف الزعيم الأوكراني، فأمضى معه 5 سنوات لعب منها 3محققا 3 ألقاب ومواصلا العزف الجميل محليا وأوروبيا، قبل أن يعلن التمرد ويطلب الرحيل بعدما يئس من مناخ المدينة والأجواء التي لم تتأقلم معها أسرته الصغيرة. 

مغامرة قصيرة بشالك
أيقن مسؤولو دينامو كييف أن المايسترو المغربي سيخلق لهم المشاكل إذا لم يتم تسريحه، فآثروا الإستجابة لمطلبه وقرروا السماح له بالذهاب مؤقتا ولمدة 6 أشهر، صوب العملاق الألماني شالك الذي رحب به مطلع عام 2016 وزوده بالثقة والحب والدفء الذي كان يفتقد إليه في أوكرانيا. 
وهكذا لعب يونس إياب الموسم بالبوندسليغا وقدم مستويات جيدة وأقنع الألمان بمؤهلاته التقنية والبدنية، خصوصا في ظل إنضباطه وعدم خروجه قط عن النص، إلا أن المغامرة القصيرة لم يُكتب لها الإستمرار إثر فشل مفاوضات شراء العقد بين شالك ودينامو كييف. 

عودة إلى الليغ1  
أصر اللاعب على أن ينتقل إلى أي فريق سوى العودة مجددا إلى كييف التي أخرجها كليا من حساباته، فإشتدت أعصابه وهو يرى أن الميركاطو الصيفي لسنة 2016 يمضي دون نتيجة، فما كان له إلا أن يتحرك في آخر الساعات ويقبل العودة إلى الليغ1 من بوابة نادي نيس الذي إستعاره لمدة سنة. 
ورغم أن رجوعه إلى فرنسا أسال الكثير من المداد والإنتقاذات، إلا أن يونس لم يكترث وركز كليا على الميدان، فأعطى كل ما لديه لنيس وقاده لعدة نتائج إيجابية بالليغ1 وكذا بمسابقة أوروبا ليغ، وشكل ثنائيا خطيرا مع الإيطالي ماريو بالوتيلي، وأنهى الإعارة راضيا ومقتنعا ومرتاحا على المردود الذي قدمه. 

بإسطنبول أجمل رواية
لم يرغب دينامو كييف في إعارة الدولي المغربي للمرة الثالثة تواليا، وإضطر إلى التخفيض من مطالبه المالية والخسارة في الصفقة، ليتمكن المعني بالأمر من الخروج نهائيا من أوكرانيا وحمل قميص فريق جديد دون رجوع. 
وجاء غلطة سراي كمنقذ ومشتري لعقد بلهندة مقابل 9 ملايين أورو صيف 2017، وبإسطنبول كتب اللاعب فصلا رائعا وساحرا من روايته المثيرة، فكان الموسم الأول والثاني خرافيين بالمساهمة المباشرة في الظفر ب 4 ألقاب محلية، محققا شعبية جارفة ومتحصلا على أعلى الأجور بالنادي، قبل أن تتوثر علاقته مع مكونات الفريق خلال الموسم الثالث بسبب تراجع مستواه ودخوله في ملاسنات حادة مع الجماهير. 

أحلام محققة وشغب لا يتوقف
يُحسب ليونس بلهندة أنه في ظرف 10 سنوات كمحترف في أعلى المستويات، جمع المجد من أطرافه وإغتنى ماليا وحقق الأهداف المخطط لها كرويا، فرفع كل الألقاب الممكنة في فرنسا وأوكرانيا وتركيا، ولعب في أندية أوروبية عريقة وتلذذ حلاوة المنافسة في عصبة الأبطال وأوروبا ليغ عدة مرات بمختلف الألوان، كما بصم على مسار دولي محترم رفقة المنتخب المغربي توجه بالمشاركة في مونديال روسيا والحضور ثلاث مرات كأس أمم إفريقيا. 
لكن هذا المشوار المميز مع الأندية والمنتخبات، شابه الكثير من الزلات والأحداث اللا رياضية، بوقوع اللاعب في المحظور دائما بشجارات مجانية وأوراق حمراء غزيرة مع الأندية، حيث ظل يزيغ عن الهدوء ويستجيب بسرعة للإستفزازات، وهو معروف دوليا بأنه لاعب موهوب ومتمكن، لكنه مزاجي وعصبي ويعشق تحويل ملاعب الكرة إلى حلبات للملاكمة.