• خاليلودزيتش إستشارني قبل القدوم لبلدكم وهكذا أتوقع نهائي الأبطال
• الأندية الجزائرية ضعيفة وهذه وصفة نجاح بلماضي مع الخضر

أوضح الإعلامي الجزائري، حفيظ دراجي بأن المنتخب المغربي، تنقصه بعض الجزئيات البسيطة، من أجل فرض قوته على المستوى الإفريقي، والتواجد بقوة داخل القارة السمراء، بالنظر لما يتوفر عليه من لاعبين مميزين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، شأنه في ذلك شأن المنتخب الجزائري.
وتحدث الإعلامي المشهور، في شبكة «بي إن سبورت»، في حوار مباشر على حساب «المنتخب» بمنصة التواصل الإجتماعي «إنستغرام» جمعه برئيس التحرير الزميل بدر الدين الإدريسي، كون أسود الأطلس يتوفرون على كافة الإمكانيات من أجل التألق على المستوى القاري، وفي هذا الصدد تحدث قائلا: «المنتخب المغربي تنقصه فقط بعض الجزئيات البسيطة للحضور بشكل قوي في المنافسات الأفريقية، يجب الإهتمام أكثر بأمور لها علاقة بنفسية اللاعبين وذهنيتهم، وبعدها تأتي الأمور التكتيكية»، وأضاف: «كل ما ذكرت كان متوفرا عند المنتخب الجزائري، رفقة المدرب جمال بلماضي، لذلك نجح الأخير في ربح رهان كأس إفريقيا بمصر، بعدما استطاع تكوين مجموعة بخطوط قوية ومنسجمة، أضاف لمسته الخاصة لمعانقة النجاح القاري»، وتابع: «هناك تشابه بين كرة القدم الجزائرية ونظيرتها المغربية، وأظن بأن المنتخب المغربي سينجح إن توفرت كل الشروط التي ذكرت، مادام أن هناك لاعبين مغاربة يبدعون في أوروبا رفقة أندية كبيرة».

واستطرد دراجي: «الأهم من كل هذا هو الإستمراية في العمل، لا يجب التوقف، فظفر المنتخب الجزائري بلقب كأس إفريقيا بمصر، لا يجب أن يكون آخر تتويج، بل يجب مواصلة العمل، بعدما ظلت الكرة الجزائرية تعاني لسنوات ولا تستطيع مقاومة باقي الأفارقة، أذكر واقعة أحد اللاعبين البارزين داخل المنتخب الجزائري، الذي قال لي ذات يوم بأنه لم يعد قادرا على الحضور لمعسكرات المنتخب الجزائري، بفعل الضغط الممارس عليه من قبل بعض الصحفيين وعدم نظافة الأجواء، صديقي اللاعب الذي لا داعي لذكر إسمه، كان يقول لي بأنه كان متحمسا دوما للحضور من أوروبا للجزائر، لكنه وبعدما أصبحت الأجواء مشحونة بات اللاعبون يجدون صعوبة في اللعب مع المنتخب، أظن أن أعداء النجاح موجودون في كل مكان، ويجب مواجهتهم بذكاء».
وفي معرض جوابه عن رأيه في حضور الرجاء والوداد إلى جانب الزمالك والأهلي في نصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا، تحدث الوجه المعروف في الصحافة العربية قائلا: «أظن بأن الرباعي العربي، إستحق التواجد في نصف النهاية، ومن الصعب أن أتحدث عن الأندية التي بإمكانها العبور للدور النهائي، لو طلبتم رأيي قبل وباء كورونا كنت أستطيع الجواب، لكن في الفترة الحالية بعد كل هذا التوقف لا أعرف مستوى الأندية». وأضاف الدراجي: «عندي إحساس أن النهائي سيكون مغربيا بتأهل الرجاء والوداد، أو مصريا بتأهل الزمالك والأهلي».

ونوه دراجي أيضا بحضور الأندية المغربية المتواصل في السنوات الأخيرة في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حيث يحضر في نسخة هذا الموسم نهضة بركان وحسنية أكادير في نصف النهاية، وقال: «أظن بأن الأندية المغربية، أصبحت تكتسب هذه الثقافة الإفريقية، سواء في منافسة عصبة أبطال إفريقيا أو كأس الكاف، وهذا الأمر سيساعدها كثيرا على التواجد دوما في الأدوار النهائية، وهذا ما نلمسه حاليا من خلال حضور أندية المغرب في كأس الكاف، وهذا بكل تأكيد يعود للعمل المنجز على مستوى الأندية، بدعم من الجامعة لبلوغ مستوى جيد في القارة الإفريقية».
إلى ذلك كشف حفيظ دراجي، بأن الأندية الجزائرية باتت ضعيفة على المستوى القاري، بالمقارنة مع ما تقدمه الأندية المغربية والتونسية وكذلك المصرية، وفي هذا الصدد تحدث قائلا: «الأندية الجزائرية ضعيفة، واللاعب الجزائري المحلي لا يفكر في تطوير مؤهلاته بالإحتراف في الخارج مثلما فعله بعض اللاعبين كعطال وبن سبعيني، وآخرون». وأضاف: «اللاعب المحلي ما زال يفكر فقط في الراتب الشهري ومنح التوقيع، ولا يهتم كثيرا بالمردود الذي يقدمه، وهذا الأمر موجود في أندية نقول عنها كبيرة كإتحاد العاصمة والمولودية، وحتى وفاق سطيف ولو أنه الفريق الوحيد الذي أراه قادرا على العودة للواجهة القارية».

ولم يترك دراجي أيضا الفرصة تمر دون الحديث عن اللاعبين المحترفين بأوروبا داخل المنتخبين المغربي والجزائري، حيث يحضر رفقة أسود الأطلس والخضر، أكثر من 95 في المائة، من اللاعبين المحترفين بأوروبا، وقال: «على اللاعب المحلي أن يثبت حضوره في أوروبا إن أراد اللعب مع المنتخب المغربي أو الجزائري، من غير المقبول أن نقول على الأقل في الفترة الحالية أن بطولاتنا أحسن من البطولات الأوروبية، لذلك باب المنتخب يجب أن يظل مفتوحا أمام محترفي أوروبا، لأنهم في اعتقادي الشخصي هم القادرون على تقديم الإضافة».
وأوضح دراجي الذي راكم تجربة سنوات في مجال الإعلام الرياضي، بأن وحيد إستشاره قبل الإشراف على تدريب المنتخب المغربي، وفي هذا الصدد تحدث قائلا: «وحيد إستشارني قبل قدومه لتدريب المنتخب المغربي، وقلت له بأن المنتخب المغربي تطور كثيرا، بالمقارنة مع ما كان عليه في فترة التسعينات إبان إشرافه على الرجاء البيضاوي».

وعن رأيه فى مدى إمكانية نجاح المدرب البوسني من عدمه، وهو الذي سبق له الإشراف على المنتخب الجزائري، تابع حفيظ: «برأيي إن مرت السنة الأولى مع وحيد بشكل جيد، ستمر الأمور بما سيخدم مصلحة المدرب والمنتخب المغربي، عموما هو مدرب له تجربة طويلة، ولا أظن أنه لا يحسب الأشياء جيدا، أظن بأن الإستمرار في الحكم على مستواه كان سيتواصل خلال شهر مارس، لكن أزمة «كورونا» أوقفت نشاط الكرة، وأتمنى صادقا أن يحقق المنتخب المغربي نتائج جيدة مع وحيد، لأن نجاح المغرب هو نجاح الجزائر، التي لن ينسى أهلها كيف خرج المغاربة للإحتفال بعد تتويجهم بكأس إفريقيا للأمم، وهذا نابع من أواصر المحبة والأخوة التي تجمع بين الشعبين».
وتحدث دراجي أيضا عن إرتباطه بالمغرب، كحال أي جزائري، مؤكدا بأنه فخور بالصداقة التي تربطه بالعديد من زملائه المغاربة، سواء في مجال الإعلام أو في مجالات بعيدة عن الصحافة.

وعاد دراجي بالذاكرة للوراء، من خلال إستحضار أول زيارة قام بها للمغرب، رفقة ثلة من ألمع الإعلاميين الجزائريين سنة 1989، وفي هذا الصدد قال: «فخور بالصداقة التي تجمعني بالعديد من المغاربة، سواء من داخل مجال الإعلام أو خارجه، أذكر جيدا أول زيارة قمت بها للمغرب سنة 89، ووجدت في أهل المغرب كل الصدق في حب الجزائريين، لذلك تكررت زيارتي لبلدكم الذي أحظى داخله بكل الإحترام، وأخجل صراحة من تقدير المغاربة لشخصي».
وعن الأندية المغربية تابع دراجي: «الأندية المغربية عادت لتفرض حضورها القوي على الساحة الإفريقية، وأظن بأن الشيء الطبيعي هو التواجد الدائم للرجاء والوداد في الأدوار النهائية للمسابقات الخارجية، إن لم يصل الفريقان آنذاك يمكن الحديث عن خلل»، وأضاف: «الرجاء والوداد من أقطاب الكرة المغربية، وما تابعناه في ديربي العرب كان مشرفا، صدقا لم يسبق لي وأن حضرت أي ديربي بشكل مباشر من الملعب، لكن ما شاهدناه في الديربي العربي كان لوحة رائعة سواء فوق الملعب أو بالمدرجات».