حدثان بارزان عرفهما بروسيا دورتموند خلال أسبوع واحد كشفا إلى أي حد يبدو أشرف حكيمي لاعبا رزينا وثابتا وجادا.. وإلى أي حد يدفعه نضجه الفكري إلى التصرف بحكمة ومسؤولية، وكيف يحثه سلوكه إلى الالتزام بأداء مهامه وفق واجبه لا وفق هواه.
الحدث الأول أن حكيمي شارك زميله جادون سانشو فكرة مناهضة العنصرية عندما عريا عن قميصيهما خلال إحدى المباريات ليشهرا عبارة "العدالة لجورج فلويد" في إشارة إلى أنهما يدينان القتل الذي تعرض له المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، ويدعوان في نفس الوقت إلى محاربة ونبذ كل ما هو عنصري وفيه ميز واضطهاد وعنف.. وقد لقيت مبادرة حكيمي وسانشو الكثير من الإشادة والتنويه والتقدير.
والموقف الثاني لم يشارك فيه حكيمي وكان بطله سانشو وأربعة لاعبين آخرين من دورتموند، إذ خضعوا لحلاقة جماعية في منزل أحدهم دون مراعاة لأدنى قواعد السلامة والتدابير الاحترازية المعمول للحماية من عدوى وباء كورونا، وهو ما عرضهم لانتقادات عنيفة وحادة، حتى أن بعضهم فرضت عليه العصبة الألمانية غرامات مالية.
وغياب حكيمي عن جلسة "الحلاقة" ليس لأن علاقته بلاعبي دورتموند ليست قوية، وليس فقط لأنه غير مهووس بأنماط الحلاقة الحالية وبقصات الشعر التي تعتبر موضة في الزمن الراهن.. ولكن أيضا لأن الدولي المغربي يؤكد مرة بعد أخرى أنه نضج فكريا بالقدر الذي نضج فيه كرويا، وبات يعرف جيدا كيف يتصرف وكيف يفرق بين المباح والمحظور، ومتى يقول نعم ومتى يقول لا.