• العشرات يغيرون وجهتهم..ولكن إلى أين؟
• حكيمي على رأس اللائحة والأغلبية في جائحة!!
• الأزمة المالية تؤجل الحسم وتؤخر المفاوضات
لأن الميركاطو الصيفي هذا الموسم سيكون إستثنائيا على جميع الأصعدة بسبب مخلفات جائحة كورونا، فأسود العالم يتأهبون لدخول سوق إنتقالات غامض على غير العادة، في ظل شح العروض وقلة الإغراءات المالية وغياب المضاربات والمزايدات المعتادة، ليكون العديد من المحترفين خاصة أولئك الذين سيصبحون أحرارا بعد أيام قليلة في مفترق الطرق.
الجائحة تغير ملامح الميركاطو
بعد تدخل الفيفا واليويفا لتغيير مواعيد سوق الإنتقالات وتأخيرها في أغلب الدول الأوروبية وتمديدها حتى نهاية شهر شتنبر القادم، فإن المستقبل يبدو مجهولا حاليا لمجموعة من المحترفين المغاربة الذين إستأنف بعضهم حديثا إيقاع التباري مع الأندية، ولا ينشلغون بالميركاطو بقدر حرصهم على إستعادة طراوتهم البدنية بسرعة والعودة إلى سكة التوهج.
ويعلم جل اللاعبين أن الوقت كافٍ لتحديد معالم الطرق ومن السذاجة إستعجال القيام بالإختيار وإتخاذ القرار، خاصة وأن جائحة كورونا متواصلة وقد تحمل الكثير من المستجدات والمتغيرات في قادم الأسابيع والشهور، بعدما عصفت مسبقا بمشاريع كروية ضخمة وملفات وازنة كانت على وشك الحسم.
ونظرا لأن الأزمة المالية متفشية داخل أروقة كل أندية العالم دون إستثناء، فالمصاريف تقلصت وحجم الإنفاق على الصفقات سيكون متدنيا لأدنى المستويات، وبالتالي فالتمويل غائب ونهج سياسية الإقتصاد والإكتفاء بأبناء الدار وخريجي مراكز التكوين قد يكون الحل الأمثل للأندية المتضررة.
حكيمي أول من يشغل العقول
إذا كان من أسد مغربي ينتظر الجميع معرفة ناديه المستقبلي، فهو بالتأكيد أشرف حكيمي الذي يسيل وما يزال مداد الصحف الأوروبية يوميا متحدثة عن عودته إلى ريال مدريد من عدمها، أو تمديد مقامه رفقة دورتموند بعد سنتين كمعار، أو تحليقه نحو فريق أوروبي عملاق وهو المطلوب بقوة في البرمرليغ والكالشيو.
ومنطقيا فأشرف ستنتهي إعارته بنهاية الموسم الجاري صحبة النادي الأصفر وسيعود إلى القلعة البيضاء الملكية، إلا أن المؤشرات والتقارير الإعلامية تقول أن كل شيء ممكن في ملف هذا الصاروخ الذي يشغل عقول الأوروبيين ويجذب إهتماماتهم.
ورغم نوايا ريال مدريد وخرجات بعض ممثليه أو الصحافة المقربة إليه للتأكيد أن صاحب 21 سنة سيلعب بسانتياغو بيرنابيو الموسم المقبل، بيد أن وكيل أعمال اللاعب ما فتئ يرفع منسوب اللبس والغموض بخصوص موكله بالإشارة إعلاميا أن لا شيء محسوم سواء للميرنيغي أو غيره، فاتحا باب التفاوض مع أي فريق يريد المكوك السريع، شريطة نيل شبه ضمانات ليلعب الشاب كرسمي ويحافظ على نفس النسق، مع دفع قيمة مالية تتراوح ما بين 50 و70 مليون أورو.
العشرات يحزمون الحقائب
ستتسع خارطة أسود العالم الذين يُحتمل جدا أن يغيروا أنديتهم الحالية لعدة أسباب، أهمها نهاية عقودهم أو إنتهاء فترة إعاراتهم، أو رغبتهم في تغيير الأجواء لإنعدام التنافسية وعدم التفاهم مع أطقم التقنية والإدارية، أو جذبهم لفضول وأطماع فرق أوروبية وأسيوية.
ومن بين عشرات المحترفين الذين سيستبدلون الألوان نجد ياسين بونو وزهير فضال وأيمن مريد بإسبانيا حيث سيعرجون صوب وجهات جديدة، كما سيغادر فهد موفي البرتغال وناديه الحالي طونديلا، فيما حزم حمزة منديل ويوسف أيت بناصر وإسماعيل عنيبة وعبد الحميد الكوثري حقائبهم بفرنسا، وإمكانية كبيرة ليلتحق بهم نايف أكرد، ياسين بنرحو، عمران لوزا وأمين باسي.
هذا ويبحث منذ شهور المهدي بوربيعة عن فريق يخلصه من جحيم المعاناة داخل ساسولو الإيطالي، كما ستنتهي فترة إعارة سفيان كيين مع ساليرنيطانا ليعود منطقيا إلى لازيو، والشأن نفسه لأشرف لزعر رفقة كوسينزا ليعود إلى نيوكاسطل، بينما الجدل متواصل بشأن طلاق بوفال مع ساوثامبتون الإنجليزي وإلياس الشاعر مع كوينز بارك رانجرز.
وإلى جانب هؤلاء يتواجد في لائحة المرشحين للمغادرة مزراوي ولبيض (أجاكس)، الإدريسي (ألكمار)، بوجلاب (شالك)، كارسيلا وأملاح (سطاندار دولييج)، صبيري (بادربورن)، بلهندة (غلطة سراي)، أبرهون (ريزي سبور)، إضافة إلى مخضرمي الخليج كبوصوفة والأحمدي وأمرابط.
لا عروض رسمية لحد الساعة
هي شائعات وأخبار تتناقلها هنا وهناك الصحف والمواقع في مختلف القارات، حيث مادة الإنتقالات الدسمة والمطلوبة دائما لدى القراء الذين يتهافتون بفضول لمعرفة أسماء اللاعبين المطلوبين والمرشحين للإنتذاب أو المغادرة بهذا الفريق وذاك.
ولأنهم قطعة أساسية من قطع النجوم واللاعبين العالميين الذين يؤثتون فضاء الميركاطو، فالأسود ينتظرون بدورهم ما ستسفر عنهم قادم الأيام والأسابيع بعد نهاية الموسم الجاري أولا في البطولات الملعوبة أو المتأهبة لإستئناف نشاطها، علما أن البعض منهم على تواصل ومفاوضات مبدئية مع عدة أطراف دون التوصل إلى إتفاق نهائي أو عقود شبه محسومة.
وبإستثناء زياش الذي تعاقد مع تشيلسي وسفيان أمرابط المنضم إلى فيرونتينا منذ الميركاطو الشتوي، فالبقية تائهة ولا تعلم مصيرها، في ظل غياب العروض الرسمية والمفاوضات الجدية بين مختلف الأطراف، إذ لا يوجد لاعب مغربي حاليا إقترب من التوقيع في صفوف فريق جديد.
وفيما يخص العروض المبدئية والأولية والإهتمامات الجدية فهي قليلة وتقتصر على سليم أملاح المطلوب فعليا لويست هام، وفهد موفي الموجود تحت ردار أولمبياكوس، وأشرف بنشرقي المرغوب فيه لدى طرابزون سبور، وبلهندة الذي يغري الهلال والنصر السعوديين، وغير ذلك فبقية العروض هي شفهية فقط أو مبنية على معطيات غير كاملة الدقة والتحري من طرف الصحف والمتتبعين الأوروبيين.
إلى أين الوجهة؟
هو السؤال المطروح حاليا وقبل أسابيع من فتح سوق الإنتقالات الأوروبية والعالمية، والإستفهام المتعلق بالوجهات المحتملة جدا أو الشبه محسومة للمحترفين المغاربة المعنيين مباشرة بالميركاطو الصيفي.
فكل يوم تروج شائعات وأخبار زائفة سرعان ما يفنذها اللاعب المعني بالأمر أو وكيل أعماله أو ناديه الحالي أو الفريق الذي يُروج له على أنه متقدم بعرض، وحينما يُسأل اللاعب عن وجهته المستقبلية يجيب بصدق ودون مراوغة: «لا أعرف حقا».
وما يزيد الغموض هو ضعف السيولة المالية لدى جل الفرق سواء الأوروبية أو الخليجية، وتردد المدراء الرياضيين وعدم إندفاعهم نحو المغامرة بضم لاعبين بأموال طائلة قد يهيجون ميزانية الفريق على التصدع والتهديد بالإفلاس، كما أن اللاعبين في حيرة كبرى ولا يستجيبون عادة مع ما تنشره الصحف ولو كانت شهيرة، لإيمانهم بالتحولات والمنعرجات الكثيرة والتقلبات التي تشهدها حلبة الكواليس والإتصالات غير الرسمية.
ويظهر جليا أن وجهات معظم أسود العالم غامضة ومجهولة بإستثناء زياش وأمرابط، وإن كانت ساعة المغادرة قد دقت فإن القطار يقف أمام سكك متعددة ومتباينة، خصوصا في عز العاصفة الصحية ومخلفاتها الكثيرة.