العودة المجنونة للبطولة

كي لا يفهم سياق «العودة المجنونة» ويحمل على غير القصد والسياق المراد له، فهي مجنونة في سياقها الزمني «صيفا» وبرمجة «البوكسينغ داي» غير المسبوقة وعلى شاكلة ما نتابعه اليوم بالليغا والبريمير ليغ، أي دورة كل 3 أيام وبشكل لم تألفه الفرق في السابق. 
عودة مجنونة وضع لها لقجع جدولة زمنية تنطلق في الأسبوع الأخير من يوليوز بتصفية المؤجلات وتنتهي منتصف شتنبر وهذا هو التحدي الصعب والشاق الذي أتمنى أن تكسبه الجامعة والعصبة، لأن هناك تداخلا في هذا الشهر لمواعيد المسابقات القارية  التي قررتها الـ«كاف». 
وعودة مجنونة ستضع مدربي الفرق ولاعبيهم ومدربي اللياقة في اختبار ومحك تاريخي، وما إن كان منتوجنا المحلي الهاوي قادرا على مواكبة هذا النسق المضطرد والقوي . 
المهم من هذا كله وبغض النظر عن فصول الجنون المحمول عليها الثلث الباقي من البطولة، هو أنه كما كنا نصر لا بد من قرار ينهي مشقة الإنتظار المكلف ذهنيا بل كان مستنزفا للطاقة، وبالتالي حسم الشك باليقين وإنهاء الجدل المرتبط بهذا الورش هو صحي للغاية. 
وحين ينبري لقجع في مداخلته ليؤكد على أنه لا مرونة في التعامل مع البرمجة الحارقة المتبقية، وعلى أن الإستئناف لابد  وأن ينطلق بتصفية المؤجلات، فهنا يكون رئيس الجامعة قد إستلم قلمه الأحمر ليصحح الإختلالات السابقة التي طبعت بطولة هذا الموسم وتسببت في اختلال ميزان العدل وتكافؤ الفرص، وتسبب في حالة من الإحتقان غير المسبوق والتراشق الكبير بين عديد الفرق . 
الآن الكرة في معترك الفرق والمدربين، لأن التوقف الذي استغرق أكثر من 100يوما هي حالة لم تألفها سيقان وأقدام لاعبي البطولة المترهلة، وسيكون نظام التدوير حاسما بلا شك ليحسم المستفيد من الذي سيطاله الضرر، لأنه بجانب البرمجة الحارقة في الصيف الحارق، هناك تنقلات مكوكية لبعض الفرق يلزم وضعها في الحسبان، كون البروطوكول السابق الذي كان يتأسس على جمع الفرق في مدار جغرافي مغلق بين الرباط والدار البيضاء صار لاغيا. 
وبين الإختلاف بين مختلف المتداخلين بشأن الحيز الزمني الذي تحتاجه الفرق من أجل التحضير و«الروسيكلاج»، كي يجهز لاعبوها لصراط المباريات المتبقية، هل هو شهر أو أكثر فما على الجميع حاليا سوى قبول الأمر الواقع ليجهزوا لموعد الإنطلاقة سيما الفرق التي ليس لديها مؤجلات كونها ستستفيد من تحضيرات تفوق 40 ولكم أن تحسبوها بين قرار العودة للتدريبات الذي هو اليوم و أول دورة 21 .
كما يلزم الجامعة وكي لا تكرر خطأها السابق، في أن تضغط  علىلجنة التأديب كي تمدها بملف مبارتي الدفاع الجديدي والرجاد والمغرب الفاسي وشباب الحسيمة الموضوع لدى لجنة الإستئناف، لأنه ما  تقرر بشأن تصفية المؤجلات لا بد وأن يطال هذه المباراة المعلقة المجهولة المصير كي يستهل الجميع عودتهم علي نفس قدم المساواة. 
لذلك لا يسع المرء سوى أن يحمد الله على كل حال، كون عودة الكرة والبالون للدوران هو من بين إشارات عودة نمط الحياة الطبيعية أيضا، كما عادت قطاعات وأنشطة بعثت الأمل في النفوس منجديد بعد أشهر من التكلس والإحتباس والسجن والقهر وغيرها من المظاهر التي شلت الكرة الأرضية وغطتها بالسواد والبؤس فاللهم لك الحمد..