كان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الجمعة قاب قوسين أو أدنى من تكرار سيناريو الموسم الماضي وقيادة جوفنتوس الإيطالي الى الدور ربع النهائي لمسابقة عصبة أبطال أوروبا، لكن مجهوده الشخصي لم يكن كافيا هذا المرة لكي يحمل "السيدة العجوز" الى لشبونة من أجل خوض البطولة المصغرة.

انتهى مشوار جوفنتوس مساء الجمعة عند الدور ثمن النهائي على الرغم من فوزه على ضيفه ليون الفرنسي 2-1 خلف أبواب موصدة، وذلك لخسارة تعرض لها قبل أشهر عدة في ملعب منافسه قبل قرار تعليق المنافسات بسبب فيروس كورونا المستجد.

وخسر جوفنتوس لقاء الذهاب صفر-1 في 26 شباط/فبراير الماضي قبل تعليق الموسم، وبدأ لقاء الإياب متأخرا بضربة جزاء نفذها الهولندي ممفيس ديباي (12)، لكنه عاد الى الأجواء بفضل ثنائية للنجم البرتغالي من دون أن ينجح في النهاية بحجز بطاقته الى لشبونة.

وفشل جوفنتوس بالتالي في تكرار انجاز الموسم الماضي حين خسر في ذهاب ثمن النهائي أيضا أمام أتلتيكو مدريد الإسباني صفر-2 ثم فاز إيابا على أرضه 3-صفر بفضل ثلاثية لرونالدو الذي غادر مساء الجمعة ملعب "أليانز سطاديوم" منحني الرأس، إدراكا منه أن الفوز بلقب المسابقة الأعرق قاريا للمرة السادسة في مسيرته والأولى بقميص الفريق الإيطالي أصبح بعيد المنال، لاسيما أنه في الخامسة والثلاثين من عمره.

وكان النجم السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد الإسباني وأفضل هداف في تاريخ المسابقة القارية، يمني النفس بأن ينجح وفريقه في تخطي ليون وخوض البطولة المصغرة (ربع النهائي ونصف النهائي من مباراة واحدة) في مسقط رأسه البرتغال، إلا أنه سيكتفي الآن بالسفر الى لشبونة، حيث بدأ مسيرته الاحترافية مع سبورتينغ، لقضاء العطلة الصيفية على الأرجح، عوضا عن مواجهة مانشستر سيتي الذي أقصى فريقه السابق ريال مدريد بالفوز عليه 2-1 إيابا (2-1 ذهابا أيضا).

وبعد عام وثلاثة أشهر على خيبة الخروج من ربع النهائي على يد أياكس الهولندي بعد السقوط في طورينو 1-2 إيابا (1-1 ذهابا)، عاد رونالدو واختبر الجمعة خيبة قارية جديدة مع جوفنتوس الذي وصل اليه في صيف 2018، لن يعوضها على الإطلاق الفوز بلقب البطولة المحلية للموسم التاسع تواليا.

وعلى رغم الموهبة التي لا يمكن لأحد التشكيك بها والغريزة التهديفية القاتلة التي جعلته أفضل هداف في تاريخ المسابقة (130 هدفا)، عجز رونالدو خلال موسميه مع يوفنتوس عن تخليص "السيدة العجوز" من عقدة دوري الأبطال التي أحرز لقبها عملاق تورينو مرتين فقط عامي 1985 و1996 فيما دخل التاريخ كأول فريق يخسر النهائي في سبع مناسبات، آخرها عامي 2015 على يد برشلونة و2017 على يد البرتغالي بالذات حين كان في صفوف ريال.

ويمكن القول من دون تردد أن رونالدو الذي أصبح الجمعة ثالث لاعب في تاريخ المسابقة يسجل في شباك نفس المنافس مع ثلاثة فرق مختلفة، لم يحظ بالمساندة الكافية في أمسية الجمعة في ظل جلوس الأرجنتيني باولو ديبالا على مقاعد البدلاء بسبب إصابة في فخذه الأيسر تجددت بعد دقائق معدودة على دخوله في أواخر اللقاء.

ومن المؤكد أن الاكتفاء باحراز لقب البطولة المحلي مجددا لا يرتقي الى مستوى طموح رونالدو وجماهير جوفنتوس، على الرغم من التصريح الذي أدلى به قلب الدفاع ليوناردو بونوتشي بعد اللقاء حيث قال أن الهدف الأساسي تحقق هذا الموسم باحراز الـ"سكوديطو".

وفي تقييمه للموسم، رأى رئيس النادي أندريا أنييلي أن "الموسم متوازن بين حلو ومر - اللقب التاسع على التوالي كان نتيجة رائعة لكن النتائج في عصبة أبطال أوروبا مخيبة للآمال. الخروج بهذه الطريقة على يد ليون محبط. نحتاج الى بضعة أيام من أجل تقييم الأمور".

وأوضح "سنضع كل شيء جيد وسيء قمنا به على الطاولة ونتخذ القرارات، لكن ذلك لن يكون بيدي أنا فقط بل بالاشتراك مع بقية المسؤولين"، متحدثا عن "نقص في الشغف داخل الفريق. هل ذلك بسبب كبر سن معظم العناصر؟ ربما، سنحلل كل شيء".

ورأى أنه "يجب على يوفنتوس نيل المكانة التي يستحقها سواء في إيطاليا أو في أوروبا"، لاسيما بوجود رونالدو الذي اعتبره "الافضل في تاريخ البطولة، وقد أثبت هذا مجددا الليلة. يجب أن نجدد حماسنا ونبدأ من جديد".

ودفع المدرب ماوريزيو ساري ثمن هذا الخروج باقالته السبت من منصبه في خطوة كانت متوقعة خلافا لتأكيدات أنييلي، لاسيما أنه لم يقنع جمهور الفريق في موسمه الأول معه رغم قيادته الى لقب البطولة.