• عنكبوت فنان أبهر الإسبان ومنح مرمى إشبيلية الإطمئنان 
• كفاح من الوداد صوب المجد في إشبيلية.. هكذا نجح أسد الأطلس
• هداف بالفطرة وماكينة أهداف صنعت بأكاديمية ملكية 
• مهاجم متكامل يخطف الأنظار ويصنع الأفراح

نجح حامي عرين أسود الأطلس ياسين بونو، ومواطنه يوسف النصيري في لفت الأنظار هذا الموسم، رفقة إشبيلية الإسباني بعدما تكمن الحارس والمهاجم من تقديم أوراق إعتمادهما في الليغا الإسبانية، ناهيك عن مساهمتها بشكل كبير في قادة الفريق الأندلسي لنهائي «الأورو ليغ».
المغربيان إستطاعا التغلب على كافة الصعاب، ومع إشبيلية عرفا من أين تؤكل الكتف، فحضرا بشكل فعال، مع كتيبة المجرب جولين لوبتيغي، بعدما مسار رائع لياسين ويوسف مع أندية مختلفة، قبل أن يجمعهما القدر بالأندلس التي خطفا فيها إشعاع الإعلام الإسباني.

• بداية أجمل حلم 
لم يكن يعرف ياسين بونو، الذي إزداد بالديار الكندية، أن القدر يخبئ له أشياء جميلة عندما اختار مجال حراسة المرمى، فمع عودته رفقة والديه للعيش بمدينة الدار  البيضاء، تدرج الشاب الصغير في مدرسة الوداد البيضاوي، رافعا شعار التحدي من أجل تحقيق حلم اللعب رفقة الفريق الأول، في الوقت الذي تنبأ كل من شاهد ياسين في الفئات الصغرى آنذاك بمستقبل زاهر، فكان له  ما أراد بشق مسار إحترافي، بعدما رفض حرق المراحل.
لعب بونو إحتياطيا لنادر لمياغري، وظل على مر سنوات يحضر بصفوف المنتخبات الوطنية، بالموازاة مع نيل فرصته رفقة كبار الوداد، حتى صنع لنفسه شهرة في المغرب، والكثير من المغاربة تحدثوا أنه سيكون الوريث الشرعي للعملاق الزاكي بادو، خاصة بعدما قام ياسين بخطوة عملاقة بالإحتراف في الليغا الإسبانية، مؤمنا أنه سيطور مؤهلاته ببلاد الماطادور.

• في بيت الأتلتيكو 
إختار ياسين اللعب مع أتلتيكو مدريد، والإنتقال للنادي الذي يعتبر واحدا من عمالقة الكرة الإسبانية، ورغم أن الخطوة التي أقدم عليها الشاب صاحب 21 سنة آنذاك، كانت محفوفة بالمخاطر، إلا أنه غامر من أجل صقل موهبته والإستفادة أكثر من نمط التداريب في فريق العاصمة الإسبانية، الذي كان يتدرب مع فريقه الأول، وينزل ليخوض المباريات مع رديفه، وبعد مرور سنتين قرر ياسين الإستفادة من إعارة صوب ريال سرقسطة، الفريق الذي إشتد عوده داخله واكتسب معه تجربة كبيرة في الدرجة الثانية، بعدما بات الحارس المغربي يلعب كأساسي، مع رفع الثقة في نفسه، لكن ومع رغبته في العودة من جديد لصفوف أتلتيكو مدريد، وجد ياسين الحارسين أوبلاك ومويا أمامه، ما جعله يفكر في خوض تجربة جديدة، بعدما إقتنع بإستحالة البقاء في مدريد، وبأنه سيضيع المزيد من الوقت في حال صبر أكثر بالعاصمة.

• إعارة ناجحة
صيف سنة 2016، قرر بونو خوض تجربة اللعب مع جيرونا، بعدما وقع مع الفريق عقدا يمتد لثلاث سنوات، ليواصل الحارس المغربي حضوره القوي في الليغا مقدما أفضل موسم له في البطولة الإسبانية 2018ــ2019.
خطف ياسين الأضواء في إسبانيا، وطيلة المدة التي قضاها مع فريقه الجديد، أشادة الإعلام الإسباني بمؤهلاته، ومع سقوط جيرونا للدرجة الثانية، وجد حامي عرين أسود الأطلس، نفسه مجبرا على مغادرة الفريق، فتوصل بعدة عروض من إسبانيا وخارجها، لكنه فضل الإنتقال إلى إشبيلية، في تجربة جديدة مع الفريق الأندلسي، وكان يدرك ياسين جيدا أنها لن تكون سهلة، لكن قوة شخصيته جعلته يقبل عليها.
ترك ياسين بيت جيرونا، وإلتحق بمنطقة الأندلس منضما على شكل إعارة لإشبيلية، وبعزيمة الرجال وإصرار الأسد الأطلسي الأصيل، ظل الحارس المغربي يتدرب بجدية وانضباط داخل الملعب وخارجه، منتظرا فرصته، دون أن يظهر أي تذمر من مدربه جولين لولبتيغي، كونه يعرف أن فرصته ستأتي في الوقت المناسب.
ظل ياسين حبيس كرسي الإحتياط في مباريات الليغا، مقابل ذلك، كان الطاقم التقني لإشبيلية يشركه في مباريات «الأورو ليغ»، ورغم المباريات الكبيرة التي قدمها إبن المغرب، إلا أن منافسه التشيكي طوماس فاكليك، ظل الحارس الأساسي في البطولة، إلى أن تعرض للإصابة في آخر مباريات البطولة، ليظهر العنكبوت المغربي في شباك إشبيلية بكل خبرته يقف في وجه كل الأندية التي واجهت فريقه، الذي استطاع قيادته لنهائي منافسة «الأورو ليغ» بعد عبور حاجز مانشستر يونايتد في نصف النهاية، لتنهال الإشادات على الحارس المغربي، الذي  ظهرت صوره في كبريات الصحف بعد تألقه  القاري.

• من العاصمة العلمية للأكاديمية
وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره، غادر يوسف النصيري مدينة فاس إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ليقضي إبن العاصمة العلمية 7 سنوات كاملة بالأكاديمية، بحث خلالها عن تطوير إمكانياته التقنية أما البدنية فقد كان متفوقا فيها.
طار النصيري بعد ذلك، في أول رحلة إلى عاصمة الضباب لندن ليحل ضيفا على العملاق تشيلسي لاجتياز فترة إختبار لمدة أسبوع مع شبان البلوز، وقد نجح وتفوق، لكن مشاكل رخصة العمل وقانون القاصرين منعه من الإلتحاق بالفريق الإنجليزي، ليعرج بعدها جنوبا صوب إسبانيا، وتحديدا نحو أكاديمية مالقا التي فتحت له أبوابها دون تردد إثر توقيع إتفاقية بينها وبين أكاديمية محمد السادس.
إنضم النصيري إلى الفريق الثاني لمالقا في صفقة لم تتجاوز 150 ألف أورو، واستطاع أن يفرض ذاته بسرعة ليقرر مدرب فئة الكبار خواندي راموس إشراكه يوم 20 شتنبر 2016 ضد إيبار بالليغا، وهو التاريخ الذي قص فيه شريط الإحتراف بأفضل عنوان، مسجلا هدفه الأول بعد 5 دقائق من دخوله كبديل.

• ليغانيس قنطرة وإشبيلية توهج
أعلن ليغانيس توقيعه مع يوسف قادما من مالقا في صفقة بقيمة مالية تجاوزت 6ملايين أورو صيف 2018، ورغم تواضع ليغانيس، إلا أن إبن فاس وقع على مستويات لافتة ولذغ كبار الإسبان، ودخل تاريخ النادي كأول لاعب يسجل هاتريك بالبطولة، وتفنن في توقيع أهداف ساحرة بالقدم كما بالرأس، أشهرها هدفه العجيب في مرمى الألماني تير شتيغن، ليثير إعجاب كل المحللين ويحصل على تنويه خاص من أشهر الصحف الإسبانية.
تشبت يوسف النصيري بالبقاء والإستمرار في مدريد لمساعدة ليغانيس على التخلص من وحل قعر الترتيب وخطر النزول، وأعلن وفاءه للقنطرة التي عبدت له طريق الشهرة والنجومية وخطف الأضواء، لكنه لم يكن يعلم أن العملاق الأندلسي إشبيلية يخطط في صمت لخطفه، بعدما قرر منذ الوهلة الأولى دفع الشرط الجزائي في عقده والذي لم يتجاوز 20 مليون أورو.
حزم صاحب 22 سنة حقائبه وغادر مدريد في إتجاه إشبيلية، ليجتاز الفحص الطبي ويوقع العقد وينضم إلى زملاء بونو في التداريب، حيث سيكون رأس حربة جديد وجوكر هجومي تحت تصرف المدرب لوبتيغي، ليجد هداف الأسود نفسه في عالم آخر أكثر إحترافية مع الفريق الأندلسي الذي حقق معه حلم الحضور في نهائي «الأورو ليغ».