في وقت يستعد باريس سان جرمان لخوض أول نهائي له في مسابقة عصبة أبطال أوروبا لكرة القدم في العاصمة البرتغالية لشبونة ضد بايرن ميونيخ الألماني، هناك أطفال في قطر من أكاديمية النادي الباريسي، على بعد قرابة 8 آلاف كلم من المباراة الحدث، يتابعون باهتمام ما سيحققه بطل الدوري الفرنسي ضد عملاق بافاريا.

يتوقع ياسين السمان الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره "فوز باريس سان جرمان 3-1 بهاتريك من (البرازيلي) نيمار"، مستطردا "لكن بايرن فريق رائع".

الفوز الذي حققه سان جرمان في دور الأربعة على الفريق الألماني الآخر لايبزيغ بثلاثية نظيفة، جعله أول فريق فرنسي يصل الى نهائي عصبة الأبطال منذ موناكو 2004 الذي خسر امام بورطو البرتغالي، فيما ستكون الفرصة متاحة ليصبح ثاني ناد فرنسي يحقق اللقب بعد مرسيليا عام 1993 الذي منح البلاد لقبها الأول والأخير بفوزه في النهائي على ميلان الإيطالي بهدف لبازيل بولي.

الآن، وبعد أن كان اهتمام هؤلاء الأطفال منصب على الأندية الإنكليزية بشكل خاص على الرغم من أنهم تابعون لأكاديمية سان جرمان في قطر، أصبح النادي الباريسي بفضل نجميه نيمار وكيليان مبابي مثالا يحتذى به بالنسبة لهؤلاء الصغار.

السمان جزء من أكاديمية باريس سان جرمان، وهي مدرسة كروية يتدرب فيها قرابة ألف شاب، ثلثهم قطريون.

ويمكن للفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عاما أن ينتسبوا الى هذه الأكاديمية الموزعة ملاعبها على أربعة مواقع قطرية بتكلفة ألفي ريال (465 يورو) شهريا لكل مشترك.

وافتتحت الأكاديمية في كانون الثاني/يناير 2019 خلال حدث حضره نجم النادي الباريسي نيمار ومدرب الفريق الأول الألماني طوماس توخل.

تعد شبكة باريس سان جرمان التي تضم أكثر من 70 أكاديمية مماثلة في جميع أنحاء العالم، جزءا أساسيا من المشروع الطموح الذي تموله قطر لتوسيع جاذبيتها العالمية وتأمين مكانة لها في أهم المحافل الكروية.

عندما اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية باريس سان جرمان، وعد رئيسها ناصر الخليفي بجعل النادي "فريقا رائعا وعلامة تجارية قوية على الساحة الدولية". ومن دون شك هي نجحت بتحقيق ذلك، حتى لو شكك منتقدو قطر في دوافع الدولة الصغيرة الغنية بالغاز.

احرز فريق العاصمة اخيرا لقبه السابع في الدوري المحلي ونجح بتحقيق الثلاثية المحلية للمرة الرابعة. كما نجح بعد إخفاقه في ست محاولات في المسابقة الأوروبية العريقة من الوصول إلى المباراة النهائية.

وقال الخليفي بعد الفوز الفريق على لايبزيغ 3-صفر في نصف النهائي "منذ وصولنا إلى هنا، عصبة أبطال أوروبا كان حلمنا، ونحن على وشك تحقيق حلمنا الآن".

الرؤية القطرية يعكسها أيضا مدير التقني للأكاديمية سيريل كلوزيك الذي شدد على أهمية "الترويج لعلامتنا التجارية. لكن الأمر ليس محصورا بذلك وحسب، بل إنها أيضا مسألة ق ي م"، مضيفا "يعد باريس سان جرمان من أفضل العلامات التجارية في الصناعة الرياضية، ونحن نعمل على تطوير العلامة التجارية، الترويج وهذه الأكاديميات".

ومع ذلك، فإن مشجعي النادي الباريسي في قطر ليسوا كثيرين ولا يضاهوا عدد مشجعي فرق مثل مانشستر يونايتد أو تشلسي الإنكليزيين.

وأقر السمان ببراءة الطفولة "شاهدت مباراة مع والدي ذات مرة. أخبرني أن هناك ناديا لا يعرفه اسمه باريس سان جرمان. رأيته يلعب بشكل جيد جدا، لذلك قررنا أن نتابعه أكثر".

ويبقى ليفربول الإنكليزي الفريق الأكثر شعبية في قطر، لاسيما أنه يضم في صفوفه النجم المصري محمد صلاح الذي لعب دورا أساسيا في قيادة "الحمر" الى لقب دوري الأبطال الموسم الماضي والى لقب البطولة الممتازة هذا الموسم للمرة الأولى منذ عام 1990.

ويبلغ عدد متابعي صفحة "قطر ريدز" على فيسبوك المخصصة لمشجعي ليفربول في قطر، ضعف "بي أس جي فانز كلوب قطر"، ومعظمهم من المغتربين الذين يجتمعون بانتظام لمشاهدة مباريات ليفربول قبل تفشي فيروس كورونا المستجد.

لكن "من المؤكد أن الفوز بعصبة أبطال أوروبا سيساهم بشكل كبير في زيادة شعبية باريس في معظم أنحاء العالم، وليس في الدوحة وحسب"، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس الصحافي الرياضي حسام نبوي المقيم في قطر.

ورأى أن "حرص باريس سان جرمان على إقامة معسكرات تدريبية في قطر، ساهم في تعزيز شعبيته في الدوحة"، كاشفا "هناك اهتمام كبير جدا في الدوحة بمباراة النهائي وترقب لمن سيكون اللقب في هذا النهائي الصعب".

وأشار الى أن "القطريين اصبحوا يميلون لتشجيع الفريق بعد الاستحواذ عليه من جانب قطر ورئاسة ناصر الخليفي للنادي وهو الذي أبرم تعاقدات كبرى جعلت الفريق يصل لنهائي ابطال اوروبا لاول مرة في تاريخه".

ويبقى أنه بعيدا عن أكاديمية باريس سان جرمان ومتاجره الرسمية في أحد المراكز التجارية البارزة وفي المطار، لا يوجد في الدوحة ما يوحي بأن باريس سان جرمان قد حل مكان فرق مثل ليفربول، لكن التعاقد مع نجوم كبار في صفقات قياسية قد عزز الى حد كبير شعبية النادي الباريسي.

وعندما سئل عن سبب تشجيعه لسان جرمان، أجاب أحد المشجعين الشبان خلال تسوقه في متجر النادي قبيل المباراة النهائية المقررة الأحد، ببساطة: "نيمار" الذي كلف نادي العاصمة الفرنسية 222 مليون اورو لضمه من برشلونة الإسباني في صيف 2017، أي في نفس فترة قدوم مبابي من موناكو مقابل 180 مليون اورو.