خمسة وجوه مغربية معروفة بأوزان متفاوتة ، تنتظر خط الانطلاق لتزهو في مراتع بلد متعارف عليه أن كل الطرق تؤدي الى روما، بينما الأسود جميعا في مراتع مختلفة الهويات على روما، ولكن تبقى كل الطرق تؤدي إلى إنتير ميلانو وإلى فيورنتينا في قمة الأجواء الساخنة، الخماسي المغربي مدعو الموسم المقبل إلى سرقة الأضواء لاستكمال طريق الخالدات التي رسمها المهدي بنعطية بالالقاب.

*أسماء من الماضي 
باستقراء ماضي نجوم المغرب التي عبرت الكالشيو الايطالي من بابه الواسع، تبدأ ذاكرة البداية من الدولي المغربي رشيد نكروز الوجدي المسقط والهوية الكروية الذي قدم أوراق اعتماده بنادي "باري" قبل 23 سنة مضت، ولفترات دامت ست سنوات متقطعة من 1997 الى 2002 قبل أن يعرج إلى باليرمو لموسم واحد عام 2015 – 2016، وهي الصحوة التي مهدت لإقلاع المغاربة كل من موقعه الخاص ولو أن الغالبية الساحقة من المغاربة الذين يعيشون في المهجر اكتسحوا حضورهم الإستراتيجي بالأندية الإيطالية، فيما أقلع كل من رشيد نكروز الوجدي وجواد يميق من المغرب صوب إيطاليا كثنائي وحيد من رعيل المحترفين المغاربة المتواجدين في دول أوروبية منهم من ولدوا بإيطاليا ومنهم من ولدوا بدول أوروبية أغلبها طبعا من فرنسا، وهذه الأسماء التي ستجدونها في هذه الصفحة غنية عن التعريف ويعرفها الجمهور المغربي عن قرب منها من قدم إنجازات رائعة حضورا وألقابا، ومنها من يواصل المشوار إلى اليوم، ومنها أيضا من خلق لنفسه سطوة بهوية النجومية العالمية للفتى الصاعد أشرف حكيمي، والماضي القريب يؤثث المشهد بأسماء كان لها وزنها من قبيل نكروز وعبد الإله صابر وعادل رمزي وخرجة وابراهيم المعروفي وبنعطية وفضال وعمر القادوري وسفيان بيداوي وأشرف لزعر ونبيل الجعدي ووسيم بوي واسماعيل حميدات، مثلما يؤسس اليوم لجيل جديد من النجوم الصاعدة بقوى الدولية والعالمية لسفيان أمرابط وأشرف حكيمي وقس عليهما حتى المهدي بوربيعة وجواد يميق بدرجات أقل.

*بنعطية.. ذاكرة بطل
الدولي المغربي المهدي بنعطية هو النجم الوحيد من أسطول الاسود التي لعبت بالكالشيو الذي حاز الألقاب من بابه الواسع ومع أعظم الأندية الإيطالية التي ظلت متمسكة بلقب البطولة من 2013 إلى اليوم، ومعها تمكن بنعطية الوافد يومها من باييرن ميونيخ، من جذب الأنظار إليه بعد نيله لقبي ألمانيا لموسمين متتاليين 2014 و2015 وكأس ألمانيا وكأس السوبر، وهو نفس العنوان الذي سيربطه باليوفي في حلقة رائعة من الإنجازات الخالدة عندما توج بطلا لموسمين متواليين، ولقب كأس إيطاليا في مناسبتين وكأس السوبر أيضا، وهو ما يعني أن الرجل حقق مواعيد كبرى بألمانيا وإيطاليا وعانق أقوى الأحلام التي يرجوها أي مغربي في الساحة الأوروبية، وهذه الصورة هي التي ارتبطت فقط مع بنعطية رجل الألقاب التي لم يحصل عليها أي دولي بعد بنعطية أو حتى من سبقوه.

*حكيمي.. نحو الخالدات
على الرغم من أن بنعطية يعتبر المصنف الأول على مستوى الإنجازات، ولكن هناك أيضا أسماء تطل اليوم من بابه الواسع وفي مقام سامي على مستوى الكوطة العالية في المقال والمقام ، ويظهر اشرف حكيمي الوافد من أهرام الملكي الإسباني وبروسيا دورتموند الألماني في سطوة الأحلام الثانية لمقال رجل تعاقد مع إنتير ميلانو في أقوى اختيار مرسوم على مقام سنه الصغير، طبعا يعتبر ريال مدريد أفضل ناد عملاق أساسا، ولكن حكيمي آثر قلب الصفحة العملاقة إلى الطليان لسبب واضح هو إرادة الرجل في اللعب وليس للجلوس في كرسي إحتياط ممل، ولعل في إنتير ميلانو قوة ظاهرية للتعامل مع الموسم المقبل برؤى العودة إلى الألقاب ومسح سيطرة جوفنتوس طيلة ثماني سنوات مسترسلة, أكثر من ذلك، سيكون حكيمي من الخالدات أيضا من خلال الرقم القياسي الذي انتقل به إلى إنتير ميلانو وبسعر فاق بنعطية بالملايير من السنتيمات خلال الميركاطو الصيفي وفي ظل جائحة وباء كورونا وفي عز الأزمة المالية التي عاشتها الأندية الأوروبية، ولذلك ننتظر شكلا جديدا من المعاملات الكروية بإيطاليا على وأن حكيمي كأغلى صفقة مغربية في تاريخ الإحتراف، وبقوة الأهداف التي أتى من أجلها، وكما قلت هي عودة الإنتير إلى واجهة التحدي والمنافسة على اللقب.

*أمرابط.. عملاق ثاني 
وفي الوجهة الثانية، يبرق الدولي سفيان أمرابط رسالة عاجلة إلى أنصاره في كل مكان، وبخاصة في إيطاليا التي عانق فيها عشاق هيلاس فيرونا بوداعة الحب والتلقائية في تجسيد المطالب التي أتى من أجلها، بل وصاغها على الأرض بسرعة لم تخطر على بال أي فريق إلا نابولي وفيورنتينا اللذين دخلا منفذ اللاعب وطالبا بضمه خلال الميركاطو الشتوي الماضي، وما حدث أن أمرابط غير الخريطة بسرعة كبيرة، وحول فريقه إلى منعش عقاري بعد أن ربحه من وراء أمرابط أضعاف وأضعاف ما أتى به عندما وقع واختار طريق فيورنتينا بأمان اللعب رسميا عوض اختيار نابولي من دون أن يكون رسميا، ولهذه الغاية، اعتبر أمرابط قائدا بامتياز ونجما ثانيا بعد حكيمي في الهوية والسعر أيضا، بالنظر إلى القيمة التي رفعته من 5 مليون أورو أو أقل الى 20 مليون أورو، لذلك يظهر مطمح أمرابط مع فيورنتينا هو الصراع الإضافي مع الإنتير على مواقع البطولة، وسنشهد تحولا جديدا لهذين النجمين على واجهة الكالشيو.

*ثلاثي على المقاس 
وعلى بوابة المقدمة التي يظهر فيها لازيو روما داخل دائرة الأقوياء، يطل المغربي سفيان كيين العائد من الإعارة والخبرة من الإحتكاك بالدرجة الثانية، ولكن بأي طموح وأي إرادة وأي قناعات بالنسبة للمدرب إنزاغي على الرغم من أن المدرب كان هو من مهد لإعارة سفيان الموسم الماضي إلى ساليرنيطانا بالدرجة الثانية؟ طبعا يبقى السؤال غامضا لأن عودة سفيان كيين إلى لازيو رسمتها إحصائيات رائعة مع فريقه السابق، وعلى إثرها أعيد إلى لازيو. ولكن تبقى مؤشرات بقاء سفيان كيين ضعيفة من خلال ردود الفعل التي تقول أن مكانه غير موجود بالفريق ولربما وضع في قائمة المعارين مجددا.
أما الدولي المهدي بوربيعة الذي شكل حجر الزاوية لفريق ساسولو خلال الحجر الصحي السابق وكان من أقوى اللاعبين جدية، فالحديث عنه يبدو عاديا لأنه متحكم في عقده مع الفريق ولم يبق أمامه سوى موسم واحد وأخير لتوديع النادي في أفق تغيير الأجواء، ولو أن بوربيعة أساسا كان موضوعا في لائحة الإنتقالات قبل الجائحة. 
بينما يعود جواد يميق إلى عرين جينوا المعروف لديه أنه خارج التصنيف من خلال ما لعبه مع الفريق سابقا قبل الإعارة إلى بيروجيا أو إلى سرقسطة، إلا أن ما قدمه جواد بالفريق الأندلسي، وما تفاعل به جينوا على مستوى المتابعة والإحصائيات مكنته من استعادته إلى العرين، ولو أن شائعات توضع جواد في لائحة المغادرين تبدو مطروحة إلى الآن من دون معرفة سياقات المرحلة والسرية المفروضة، علما أن جواد يتدرب بشكل عادي مع فريقه الإيطالي.