تعود مسابقة عصبة أبطال أوروبا في كرة القدم إلى الواجهة اليوم الثلاثاء بمباراتي قمة: الأولى بين باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر يونايتد الانكليزي، والثانية بين تشلسي الانكليزي واشبيلية الاسباني في اولى جولات دور المجموعات بعد نحو شهرين من إسدال الستار على نسخة الموسم الماضي الماراطوني والاستثنائي بسبب فيروس كورونا المستجد.

وتشهد الجولة الاولى أيضا قمة لا تخلو من أهمية تجمع بين لازيو الايطالي وضيفه بوروسيا دورتموند الالماني، فيما يخوض كل من برشلونة الاسباني ويوفنتوس الايطالي اختبارا سهلا نسبيا أمام فرنتسفاروش المجري ودينامو كييف الأوكراني في سعيهما إلى حسم بطاقتي المجموعة السابعة.

يملك باريس سان جرمان فرصة التخلص من صدمة الإقصاء الصادم الذي تعرض له أمام مانشستر يونايتد في ثمن نهائي الموسم قبل الماضي عندما يستضيفه الثلاثاء على ملعب بارك دي برانس.

وكان سان جرمان تلقى صدمة رهيبة من الشياطين الحمر عندما بدا في طريقه الى بلوغ ربع النهائي بعدما تغلب عليهم 2-صفر ذهابا في مانشستر، بيد أنه صدم إيابا بريمونطادا ضيوفه الذين فازوا 3-1 من ثلاثة أخطاء دفاعية، بينها ضربة جزاء جدلية في الوقت بدل الضائع تسبب بها مدافعه بريسنيل كيمبيبي بعدما لمست الكرة يده داخل المنطقة.

وفي العام الحالي، أكد سان جرمان الذي خرج من الدور ذاته أيضا بريمونطادا تاريخية أمام برشلونة الاسباني في عام 2017 (فاز 4-صفر ذهابا وخسر 1-6 ايابا)، أنه استفاد من دروس قلب النتيجة، وأذاق بوروسيا دورتموند الألماني (1-2 ذهابا و2-صفر إيابا في ثمن النهائي) وأتالانتا الإيطالي (قلب تخلفه صفر-1 الى فوز 2-1 في ربع النهائي) من الكأس ذاتها في طريقه إلى المباراة النهائية الأولى في تاريخ مشاركاته والتي خسرها بصعوبة أمام بايرن ميونيخ الألماني صفر-1 في 23 غشت الماضي.

وكان القائد البرازيلي ماركينيوس علق عقب القرعة التي أوقعت الفريق في مجموعة ثامنة صعبة لضمها لايبزيغ الألماني الذي بلغ دور الاربعة إلى باشاك شهير التركي، قائلا "إذا أراد اللاعبون تحفيز أنفسهم من خلال اتخاذ هذه المباراة (ضد يونايتد) ثأرية لخوض مباراة جيدة، فيمكنهم فعل ذلك".

ويعول سان جرمان على أسلحته الهجومية بقيادة كيليان مبابي والبرازيلي نيمار، بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام يونايتد الذي استعاد توازنه في الدوري بفوز كبير على مضيفه نيوكاسل 4-1 السبت، لاسيما في ظل غياب العديد من لاعبي نادي العاصمة الفرنسية أبرزهم الظهير الأيسر الإسباني خوان برناط والارجنتينيين لياندرو باريديس وماورو ايكاردي، الالماني تيلو كيهرر ولاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي.

وسيعاني يونايتد أيضا من غيابات عدة، أبرزها الاوروغوياني إديسنون كافاني المنتقل حديثا من سان جرمان بالذات، إضافة إلى المدافع هاري ماغواير، مايسون غرينوود، جيسي لينغارد والمدافع العاجي اريك بايي.

يخوض تشلسي مباراة لا تخلو من صعوبة أمام ضيفه إشبيلية بطل مسابقة "اوروبا ليغ" في قمة المجموعة الخامسة.

وسيكون الدفاع اللندني الهاجس الأكبر لمدربه فرانك لامبارد بعدما اهتزت شباكه تسع مرات في المباريات الخمس التي خاضها حتى الان بمعدل 1,8 هدفا في المباراة، بينها ثلاثية في تعادله المخيب امام ضيفه ساوثمبتون (3-3) عندما فشل في الحفاظ على تقدمه 2-صفر.

وأعرب لامبارد عن استيائه من الاهداف الكثيرة التي تدخل مرمى فريقه، وقال "نشهد الكثير من الأهداف عبر البطولة ولا يوجد مدرب سعيد"، مضيفا "لا أعرف سبب ذلك. ربما الاستعدادات غير الكافية قبل بداية الموسم وقلة وقت العمل تلعب دورا في ذلك. لكن علينا أن نتحسن في المجال الدفاعي".

ولم ينجح لامبارد حتى الآن في وضع فريقه على سكة الانتصارات رغم التعاقدات الكثيرة التي قام بها هذا الصيف في جميع الخطوط وبلغت قيمتها 242 مليون اورو بدءا من الحارس السنغالي إدوار مندي مرورا بالمدافعين بن تشيلويل والبرازيلي تياغو سيلفا ولاعبي خط الوسط المغربي حكيم زياش والألماني كاي هافيرتس وصولا الى مواطن الأخير المهاجم تيمو فيرنر.

واستعاد لامبارد خدمات لاعبي وسطه الاميركي كريستيان بوليزيتش والمغربي حكيم زياش بعد تعافيهما من الاصابة، حيث خاض الأول 87 دقيقة من المباراة ضد ساوثمبتون، فيما لعب الثاني دقائقها الـ20 الأخيرة.

والاكيد أن لامبارد سيعمل على تصحيح أخطاء خط دفاعه كون إشبيلية يملك أسلحة فتاكة في خط الهجوم بقيادة الهولندي لوك دي يونغ والمغربيين منير الحدادي ويوسف النصيري والارجنتيني لوكاس أوكامبوس.

يحل يوفنتوس ضيفا على دينامو كييف ضمن المجموعة السابعة، في غياب نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو المصاب بفيروس كورونا المستجد.

وتم الاعلان عن إصابة رونالدو بـ"كوفيد-19" خلال تواجده في معسكر منتخب بلاده الأسبوع الماضي في إطار المشاركة في عصبة الأمم الاوروبية، وهو ما قد يحول دون مشاركته في الجولة الثانية ضد برشلونة الذي يستضيف فرنتسفاروش.

وستكون المباراة أول تجربة لمدرب "بيانكونيري" أندريا بيرلو قاريا، كما ستكون مواجهة مع مدربه السابق الروماني المخضرم ميرتشيا لوتشيسكو الذي منحه اول فرصة للمشاركة في البطولة الإيطالية عندما كان في السادسة عشرة من عمره فقط لدى استلامه الادارة التقنية لفريق بريشيا.

وقال لوتشيسكو عن بيرلو "كان مذهلا، ناضجا مثل ما هو الآن".

ويدخل يوفنتوس المباراة بعد تعثره أمام مضيفه كروطوني الوافد حديثا لبطولة الاضواء 1-1 السبت، لكنه يدرك جيدا أن إهدار أي نقطة أمام الفريق الأوكراني قد يصعب مهمته في منافسة النادي الكاطالوني على صدارة المجموعة.

من جهته، سيحاول برشلونة مصالحة جماهيره بتحقيق انطلاقة قوية في المسابقة التي استعصت عليه في الاعوام الخمسة الاخيرة والتي ودعها المسوم الماضي بخسارة مذلة وتاريخية أمام بايرن ميونيخ 2-8 في ربع النهائي.

وأدى الخروج المذل إلى إقالة مدربه كيكي سيتيين والتعاقد مع الهولندي رونالدو كومان الذي قام مع الادارة بثورة في التشكيلة باستبعاد نجوم مخضرمين كانوا الى حدود الموسم الماضي سببا في الانجازات التي حققها النادي الكاطالوني محليا، في مقدمتهم الاوروغوياني لويس سواريز، الكرواتي ايفان راكيتيتش، التشيلي ارتورو فيدال والبرتغالي نيلسون سيميدو.

ويسعى برشلونة ايضا الى العودة الى سكة الانتصارات بعدما مني بخسارته الاولى هذا الموسم امام مضيفه خيطافي صفر-1 السبت في الليغا.

في المجموعة السادسة، يحل بوروسيا دورتموند ضيفا على لازيو العائد إلى المسابقة القارية العريقة بعد غياب 12 عاما.

ويستكمل المدرب السويسري المخضرم لوسيان فافر ما بدأه في الموسم المنصرم مع لاعبه الشاب النرويجي إرلينغ هالاند عند وصوله إلى ثمن النهائي في خطة رامية الى ما هو أبعد من ذلك.

ويواصل ابن العشرين عاما تميزه التهديفي، فبعد انهائه الموسم الماضي بـ44 هدفا مع ناديي ريد بول سالزبورغ النمساوي ودورتموند في جميع المسابقات، استهل موسمه الحالي بخمسة أهداف في مسابقتي الدوري والكأس عدا عن ستة اهداف سجلها لبلاده في مسابقة عصبة الأمم.

ولا يبدو لازيو بالصورة التي كان عليها في الموسم الماضي عندما أنهاه رابعا مع هدافه تشييرو إيموبيلي صاحب الحذاء الذهبي الأوروبي برصيد 36 هدفا، كونه يعاني بعد فوزه في مباراة واحدة فقط مقابل خسارتين وتعادل واحد، كما ان نجمه لم يسجل سوى هدفا واحدا.