عانى حسنية أكادير كثيرا في الموسم المنقضي من الناحيتين المادية والمعنوية وأعني بها النتائج الكارثية التي كان يحصدها والتي وضعته ضمن الأندية التي كانت مهددة بالنزول لولا أن الفريق إستفاق في بعض الدورات وحقق نتائج إيجابية أبعدته من منطقة الخطر، ومع ذلك إستمرت الأزمة المالية ترتب عنها في كثير من الأحيان إضراب اللاعبين عن التداريب بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم المادية، وظل هذا الوضع قائما بالرغم من أن الفريق كان ملتزما على الواجهة الإفريقية وحقق فيها مالم يحققه في البطولة الإحترافية. 
ومباشرة بعد بداية الميركاطو سارع حسنية أكادير إلى تسريح أبرز لاعبيه بغية إيجاد حلول للأزمة المادية التي ضربت أطنابها في بيت الحسنية الذي سيكون مرغما على إيجاد الخلف حتى لا يسقط في ما سقط فيه في الموسم المنتهي. 

أزمة دائمة
بالرغم من كل المجهودات الجبارة التي يبذلها المكتب المسير لحسنية أكادير لتوفير الإمكانيات المادية للفريق وتمكين اللاعبين منها، فإن الأزمة المالية ما زالت تضرب بيت الحسنية بالنظر لغياب الموارد المالية القارة وحتى المجالس المنتخبة كانت قد أغلقت صنابير دعمها للفريق السوسي الذي دخل فعلا أزمة مالية خانقة ترتب عنها دخول اللاعبين في إضرابات متتالية وإمتناعهم عن التداريب حتى يتوصلون بمستحقاتهم المالية وحدث هذا مع بداية شهر أكتوبر المنقضي حيث وجد المكتب المسير للحسنية نفسه في ورطة كبيرة، خاصة وأن الأزمة المالية تزامنت مع وباء «كورونا» الذي زاد من تعميق الأزمة المالية بعد أن «هرب» كل المدعمين عن الفريق السوسي. 

أزمة نتائج وأزمة موارد
لم يكن الموسم الكروي المنتهي جيدا بالنسبة لحسنية أكادير، لقد كان شاقا بمعنى الكلمة، بحيث خيمت الأزمة المالية على نتائج الفريق الذي كان يوجد في المراكز الأخيرة حتى أن الكثيرين رشحوه بالنزول للقسم الثاني، وبالمقابل كان يحصد نتائج باهرة على واجهة إقصائيات كأس الكونفدرالية، ودخل الفريق في دوامة من المشاكل مع المدرب ميخيل غاموندي الذي سيغادر الفريق في عز الأزمة وسيتعاقد الفريق مع الإطار الوطني محمد فاخر الذي لم تسعفه النتائج وأيضا لوجود لوبي كان يطالب بإعادة غاموندي للفريق، وبالمقابل تعرض اللاعبون لهزات نفسية تراجع أداؤهم على إثرها وأصبحت نتائجهم كارثية في البطولة، أفقدت الفريق هويته حتى أصبح مشلولا ومنهارا. 

قطار الكاف توقف في دور النصف
وتوقف قطار حسنية أكادير لكرة القدم على الواجهة الإفريقية عند دور النصف بعد إقصائه من طرف نهضة بركان بهدفين لواحد في لقاء كان فيه التحكيم قاسيا على النادي السوسي ورغم ذلك قدم الفريق السوسي أداء محترما. 
واعتبر عدد من محبي وأنصار الحسنية أن الهزيمة أمام بركان غير مستحقة وأن الفريق كان يستحق أكثر لولا الأخطاء التحكيمية لطاقم التحكيم. 
الحسنية التي ودعت المنافسة الإفريقية بشرف عليها التفكير في الموسم القادم وتقدم على إنتدابات قوية من شأنها أن تعيد الحسنية للواجهة الإفريقية والمنافسة على مستويات عالية في البطولة وكأس العرش. 

المخضرمون يبحثون عن أفاق جديدة
أمام هذا الوضع كان لا بد من إيجاد حل لهذه المعضلة، فتم الإستنجاد بإبن الفريق مصطفى أوشريف الذي وضعت فيه الثقة لإصلاح ذات البين، وتنفس الجميع الصعداء عندما بدأ الفريق ينتعش على مستوى البطولة ويحقق النتائج المرجوة التي أبعدته عن منطقة الخطر، وبدأ اللاعبون يستعيدون ثقتهم التي فقدوها أمام الصراعات الهامشية وحرمانهم من مستحقاتهم المادية، وهنا سيجد الفريق نفسه أمام معضلة جديدة إسمها اللاعبون المخضرمون الذين حان الوقت ليرحلوا ويبحثون عن آفاق جديدة من أبرزهم كريم البركاوي، سفيان البوفتيني، ياسين الرامي، عبد الكريم باعدي، المهدي أوبيلا، وغيرهم من الأسماء التي تشكل الثوابت داخل الفريق السوسي والتي وصلت لمرحلة عنوانها الرحيل.

الرحيل المؤثر
بكل تأكيد سيكون رحيل بعض أعمدة وثوابت الفريق له تداعياته وتأثيره على مسار الفريق خاصة عندما يتعلق الأمر بلاعبين من طينة عبد الكريم باعدي الذي إنتقل للنهضة البركانية لكونه يحمل الصفة الدولية، وكريم البركاوي الذي إنتقل للبطولة السعودية وبالضبط بنادي الرائد وإدريس بناني الذي تعاقد مع نهضة الزمامرة، ورضا العطاسي لوجهة غير معروفة، في حين تعاقد الفريق قلب الدفاع البوركينابي باتريك بيهتوي مالو، الذي سيدافع عن ألوان الفريق لمدة موسمين. 
الأسماء التي غادرت حسنية أكادير لها قيمتها، وعلى المكتب المسير أن يبحث عن قطع غيار جديدة من شأنها أن تعوض رحيل هؤلاء والذين حملوا ألوان الحسنية لسنوات ودافعوا عن ألوانها باستماتة كبيرة حتى لا يجد نفسه أمام معضلة جديدة تجاوزها بشق الأنفس في الموسم الماضي.

الحسنية بأي حال يعود؟
إن كان حسنية أكادير قد وجد حلا مؤقتا للأزمة المادية التي عاشها ببيع بعض لاعبيه فإن الأمر سيكون صعبا عليه في البطولة في حال لم يجد البديل المطلوب خاصة وأن البطولة هذا الموسم ستكون قوية وشديدة المنافسة، ولاحظنا كيف كانت الدورات الأخيرة للبطولة عندما إشتعلت على مستوى المقدمة بين الأندية التي تنافست على اللقب الذي حسمه الرجاء البيضاوي لصالحه وبين أندية أسفل الترتيب العام حيث نزل كل من رجاء بني ملال وأولمبيك خريبكة للقسم الثاني. 
لذلك فإن حسنية أكادير أصبح مطالبا بتصحيح الوضعية في الموسم الجديد حتى لا يعاد سيناريو الموسم المنتهي الذي كان قاسيا حتى على مستوى المنخرطين الذين كانوا قد إحتجوا على الوضعية وطالبوا بتغيير جذري للفريق، وفي كم من مرة تم تأجيل الجمع العام لظروف قاهرة. 

موسم جديد بأي إمكانيات؟
حتى وأن المكتب المسير لحسنية أكادير يقوم بتفويت لاعبيه لأندية أخرى فإن الأزمة المالية مازالت خانقة بالنظر لقيمة لصفقات التي توصل بها والتي بالكاد سيصرفها على المترتبات الخاصة بالأجور الشهرية ومنح التوقيع ومنح المباريات في البطولة وكأس الكونفدرالية، لذلك على المكتب المسير أن يجتهد لإيجاد موارد مالية جديدة خاصة وأن الموسم الكروي الجديد على وشك الإنطلاقة، ولحسن حظه أنه مازال بالفريق لاعبين من العيار الثقيل الذين سيحملون عبء الموسم الجديد.