ندرك جيدا ما يعانيه وحيد خاليلودزيتش على مستوى الرواق الأيسر لدفاع الفريق الوطني، في ظل تذبذب أداء حمزة منديل نتيجة غيابه شبه التام عن التنافسية مع ناديه شالك الألماني، وفي طل غياب بديل بالمقاسات الفنية التي يتمناها وحيد، إلا أن ما أقدم عليه الناخب الوطني في مباراة إفريقيا الوسطى، وضعنا أمام مشكلتين لا أمام واحدة.
أولها أنه دفع بغانم سايس ليلعب طهيرا أيسر، والحقيقة أن لم يشعرنا بتحسن الأداء في هذا الرواق قياسا بما كان يقدمه منديل، وثانيها أنه وهو يبعد سايس من متوسط الدفاع، أدخل زهير فضال الذي سيلعب لأول مرة إلى جانب سامي مايي، والنتيجة أن المنظومة الدفاعية ساءت بخاصة في الحلقة الأهم فيها والتي هي خط الدفاع.
فلا غانم سايس أفلح في إعطاء الرواق الأيسر الكثافة المطلوبة على مستوى الدعم الهجومي لمحدودية غانم سايس، الذي يجد راحته كثيرا في اللعب في مساحات رحبة وبأدوار متمثلة في افتكاك الكرة و"لرولانس"، أكثر منها في المراوغة والإختراق وسرعة التنقل على طول الرواق، ولا زهير فضال أقنع في كثير من تدخلاته، ليكون بذلك هو الحلقة الأضعف في المنظومة الدفاعية للفريق الوطني.