لا أحد ينكر أهمية الفوز الذي انتزعه المنتخب الوطني بدوالا الكامرونية على حساب منتخب إفريقيا الوسطى في الجولة الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021، خصوصا أنه قرب الأسود من حسم التأهل للبطولة الإفريقية.. لكن لا أحد أيضا ينكر أن الطريقة التي فاز بها المنتخب الوطني، والأداء الذي قدمه بعض اللاعبين يثيران الكثير من القلق والريبة والشك!

صحيح أن للمباراة ظروفها الخاصة تَحَكّم فيها المناخ وأرضية الملعب وشراسة الخصم وحسابات الحذر خشية تعرض اللاعبين للإصابات.. وغيرها من العوامل الأخرى.. لكن الطريقة التي قدم بها بعض اللاعبين أداءهم لم تكن مقنعة على الإطلاق، كما أن قناعة المدرب بتغيير مراكز بعض اللاعبين لم تكن في محلها، إضافة إلى أن الكيفية التي تعامل بها أغلب اللاعبين مع المباراة لم تكن حازمة بتاتا وسادها الكثير من الإرتخاء إن جاز التعبير! وفي نهاية المطاف فإن السلاسة في الأداء وتليين طريقة اللعب، غابا كليا خلال المباراة!

ولو أن فريقا آخر لعب بجرأة أشد وبحماس أكبر وبفاعلية أقوى، لتجرعنا معه المراراة، ولوجد المنتخب المغربي صعوبة بالغة حتى في الخروج بالتعادل.. وقد اتضح جليا كيف أن العديد من لاعبي "الأسود" ظهروا بارتجال واضح، ولم يستطيعوا أن يقدموا نفس الأداء السلس الذي اعتادوا عليه سواء الأداء الفردي أو الأداء الجماعي، وهو ما يقود بالتأكيد إلى بعض القلق، ويؤكد أن وضع المنتخب المغربي، حتى في ظل حسمه للتأهل بنسبة مائوية كبيرة، لا يطمئن بعد، وما زال المدرب كما اللاعبين في حاجة إلى مزيد من العمل لإيجاد الآلية الملائمة لتليين طريقة الأداء الجماعي خصوصا، مهما تغيرت التشكيلة البشرية للفريق بين مباراة وأخرى.