نسي تاعرابت كل أدائه الجميل، وكل تحركاته الدقيقة ولمساته الساحرة وتمويهاته الرائعة.. وظهر أمام منتخب إفريقيا الوسطى بالكامرون تائها وحائرا وكأنه فقد الذاكرة!

لم نشاهد من تاعرابت، وعلى نحو غير مسبوق، ما تعودنا أن نشاهده منه، وهو الذي اعتاد أن يكون الممول والداعم والسقاء لخط الهجوم.. وقد صبر عليه المدرب وحيد كثيرا لعله يستعيد "ذاكرته" وتوهجه ويقدم أداءه المعهود، لكن دون جدوى!

وليس تاعرابت وحده الذي قدم أداء باهتا فيه الكثير من القصور أمام منتخب إفريقيا الوسطى حتى نكون محايدين، لكن تاعرابت مع كل ما راكمه من خبرة وتجربة السنين، ما كان له أن "يختفي" وما كان له أن يقدم أداء "ضبابيا" أثار من خلاله الكثير من الاستغراب، لو لم تكن هناك ظروف ما أجبرته على ذلك.. وقد يكون أهمها ما يخشاه كل اللاعبين في مثل هذه المباريات القوية، وهي لعنة الإصابات، خصوصا أمام ما أظهره لاعبو إفريقيا الوسطى من تدخلات قوية ارتقت لحد العنف أحيانا كان الغرض من ورائها الحد من خطورة الأسود.