الحوار مع السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو سفر إن عرفت له بداية فأنت لا تعرف له نهاية، لأن محطات السفر كثيرة وغزيزة غزارة الينبوع الرياضي والفكري المتدفق منه.
"المنتخب" تدعوكم إلى سفر جديد لفكر الربان الأول لكرة القدم المغربية، اربطوا الأحزمة:

ــ المنتخب: من القرارات القوية التي كشفتم عنها في اجتماع المكتب المديري الأخير، أن البطولة الإحترافية بات لها مستشهر جديد (إنوي للإتصالات) بعد أن انتهى العمل مع منذ سنة كاملة مع المستشهر السابق (اتصالات المغرب)، الواضح أن هذا التعاقد الجديد ارتقى مردوده المالي قياسا بالتطور الذي شهدته النسخ الأخيرة للبطولة؟ 
فوزي لقجع: الشيء البديهي أن ينعكس تطور المنتوج الكروي الوطني على طلبات عروض الإستشهار، ويمكن أن أقول لك أن السيناريو الجميل والمثير الذي انتهت به البطولة في الموسم الماضي، وقرار الجامعة الجريء باستئنافها برغم الجائحة، سمح بتسويقها بأفضل طريقة ممكنة، وسأقول لك أننا تلقينا عروضا على «النيمينغ»، وطبعا فتحنا باب المفاوضات، وسأكون أمينا معك، فنحن داخل العائلة الكروية الوطنية نفضل أن نفوت «نيمينغ» البطولة لشركة مغربية، أيضا نحن في مراحل متقدمة من المفاوضات مع شركتين أو ثلاث شركات لنتعامل معها بالطريقة المعمول بها في بطولات أوروبية، أن تحتضن مجموعة ملاعب أو مجموعة فرق أو أن تحتضن منافسة كمنافسة كأس العرش، وبمشيئة الله سنوثق هذه التعاقدات متم السنة الحالية وستضخ مبالغ مهمة.

ــ المنتخب: أنا أحترم فيك شيئا مهما، ما فتئت أذكره في حواراتي معك، وهو أنك تجعل لك طموح سقفا، وما هو السقف الذي تضعه لهذه العائدات المالية من النقل التلفزيوني ومن الإستشهار، التي ستنتفع بها البطولة الإحترافية والأندية؟
فوزي لقجع: بالنسبة للعقد المبرم مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أعتقد أنه يحقق الفائدة الفنية والجمالية والمالية المرجوة منه، وما تبذله الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كل سنة من مجهودات على مستوى النقل والإخراج يساعد على تسويق البطولة.
إذا إلى جانب عائدات النقل التلفزي و«نيمينغ» البطولة والتعاقدات المرتقبة مع نهاية السنة، سنصل إلى الغلاف المالي الذي يسمح للبطولة الإحترافية بأن تسير نفسها بشكل جيد، خلافا لما كان معمولا به إلى وقت قريب، حيث كنا نشتغل بما يمكن أن أسميه «وحدة الصندوق» لطالما أن عائدات النقل التلفزي و«النيمينغ» السابق لم يكن ليسد الرمق.
بحسبة سريعة أستطيع القول أن ما ينفق على البطولة الإحترافية بأنديتها، وكافة المتدخلين فيها يصل إلى 200 مليون درهم، إذا ما استطعنا توفير عائدات مالية توازي النفقات للعصبة الإحترافية، فسنكون قد حققنا المراد وبعدها سنهتم بأشياء مهمة للغاية، وفي مقدمتها البطولة الإحترافية للإناث والتي نريدها أن تكون علامة فارقة في منظومة الإشتغال، وقد نبهت الجميع إلى أن هذا الورش يتمتع اليوم بالحظوة وبقصب السبق.

ــ المنتخب: لطالما فلت في مداخلات سابقة أن إنشاء مركز محمد السادس لكرة القدم ستكون له فوائد تقنية واقتصادية، اليوم وقد اشتغل هذا المركز، ما الذي حققه من عائدات؟
فوزي لقجع: مركز محمد السادس لكرة القدم أعتبره نقلة نوعية في مسارنا الكروي، فهو على جماله وتفرده ومضاهاته لكبريات المراكز والأكاديميات العالمية، مكن منتخباتنا الوطنية 13 لكل الفئات العمرية ولكرة القدم الذكورية والنسوية والمتنوعة من الإستعداد في ظروف احترافية وأعفاهم من التنقل بين الفنادق، كما أنه ساعدنا في تنظيم المعسكرات الخاصة بالحكام وبالأطر التقنية، ومكننا أيضا كجامعة من توفير ما لا يقل عن 80 مليون سنتيم، فما كان يكلفنا كل هذا سابقا هو 130 مليون درهم، اليوم التكلفة السنوية لإدارة المركز لا تزيد عن 50 مليون درهم.
هذا الفائض سيتم تحويله لكرة القدم النسوية ولكرة القدم القاعدية.