الحوار مع السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو سفر إن عرفت له بداية فأنت لا تعرف له نهاية، لأن محطات السفر كثيرة وغزيزة غزارة الينبوع الرياضي والفكري المتدفق منه.
"المنتخب" تدعوكم إلى سفر جديد لفكر الربان الأول لكرة القدم المغربية، اربطوا الأحزمة: 

ــ المنتخب: وأنت في منتصف ولايتك الثانية، هل تعتقد على أنك تقدمت خطوات على درب إعادة الهرم الكروي إلى وضعه الطبيعي؟
فوزي لقجع: في تصوري أن الهرم الكروي الوطني يتشكل من 3 مستويات، ونحن في نهاية المستوى الثاني.
المستوى الأول الذي هو قاعدة الهرم مرتبط بالنيات التحتية من مركبات ومرافق، وفي تصوري أن هذا الورش بلغنا فيه نسبة 80 بالمائة والعمل متواصل كما قلت لك، مبرمج هذا الموسم الإشتغال على تحيين ثلاثة ملاعب لأندية البطولة الإحترافية، المركبات الجهوية، هناك تكسية 40 ملعبا جديدا بالعشب الإصطناعي لفائدة أندية الهواة، وهناك بناء مقرات جديدة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية والعصبة الوطنية لكرة القدم الهواة والعصبة الوطنية لكرة القدم، أتصور أن نهاية الأشغال بكل هذه المقرات في مركز محمد السادس لكرة القدم ستكون شهر غشت القادم، وهذا الأمر سيمكننا من بيع المقر الحالي بما لا يقل عن 70 مليون درهم لنربح حوالي 40 مليون درهم بعد أن كنا قد اشتريناه ب30 مليون درهم، من دون أن ننسى أن المقر الجديد للعصبة سيعفينا من أداء سومة كراء سنوية للمقر الحالي تصل إلى 8 ملايين درهم.
لكن الأجمل من كل هذا أن الطابق الأرضي لمجمع المقرات، سيكون متحفا لحفظ ذاكرة كرة القدم الوطنية بمعايير ومواصفات أكبر المتاحف العالمية، وقد أحدثنا لجنة علمية للسهر على إخراج هذا المتحف لحيز الوجود. 
نأتي للمستوى الثاني وهو المرتبط بالبناء المؤسساتي، والذي يهم هيكلة الجامعة والعصب الوطنية والجهوية إداريا، والإدارة التقنية الوطنية والأندية، بمعنى أن هناك ثلاثة أوراش العمل فيها يسير بشكل متواز.
ما يتعلق بهيكلة الجامعة نحن نتقدم خطوات على درب رقمنة الإشتغال وتخزين المعطيات وخلق الجسور مع كل الفاعلين.
ما يتعلق بالأندية، أنجزنا الخطوة الأولى المتمثلة في خلق الشركات الرياضية وعلينا أن نشتغل على ما يلي عملية الإنشاء وهذا أمر أفضت فيه سابقا، أما الإدارة التقنية الوطنية، فنحن في مستوى متوسط من الإشتغال، بمعنى أنه ينتظرنا عمل شاق في علاقة مع القاعدة والعصب الجهوية وتطوير الممارسة، وإذا كان لابد وأن أتحدث بلغة الزمن، فأمام الكرة المغربية ثلاث سنوات من الإشتغال بجدية لنكون قريبين من كثير من الدول الأوروبية، ولا أعتقد أننا اليوم بعيدين جدا.
ولأنني أستند في تحليلاتي للأرقام والمؤشرات، فإن ما يدعم رأيي بأننا لسنا بعيدين عن المستويات العالمية الكبرى، أن فريقنا الوطني مرشح لكي ينتقل خلال شهر نونبر الحالي إلى المركز 35 عالميا، وهذا ترتيب لم نصله منذ سنة 2007، بمعنى أن فريقنا الوطني أفضل من 180 منتخبا في العالم، منتخبنا لكرة القدم داخل القاعة انتقل للمركز 23 عالميا، منتخباتنا النسوية تتطور بشكل مضطرد وسريع وأنا أتوقع بمشيئة الله أن يتأهل المنتخبان الوطنيان لأقل من 17 و20 سنة أو أحدهما إلى كأس العالم في سابقة تاريخية، المنتخب الوطني لأقل من 17سنة ذكور، سيلعب نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب وهذا يعطيه الفرصة ليتأهل لكأس العالم. 
المتوقع أن تظل الأندية الوطنية محتفظة بنفس الحماس لكي تتصدر مشهد المسابقات القارية، لأن هذا أصبح في جيناتها، التمثيلية المغربية في المؤسسات الدولية والقارية هي في «الطوب»، لم يعد لدينا أي إشكال، أكرر أننا إذا واصلنا الإشتغال بنفس الوثيرة فسنكون خلال ثلاث سنوات لن نكون بعيدين عن «السطندار» العالمي. 
وحتى نظهر الدينامية التي نشتغل بها لتطوير كرة القدم الوطنية، فأنا أفكر في إقامة كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة في مدن الزمامرة وآسفي والجديدة وخريبكة..

ــ المنتخب: لماذا اختيار هذا المحور بالذات؟
فوزي لقجع: لأظهر أن المغرب ليس هو محور الدار البيضاء الرباط أو محور مراكش وأكادير، وأن هناك محاور أخرى لا تقل جاذبية، دليلا على أن المغرب ولله الحمد يتنمى ويتطور بوتيرة سريعة من طنجة إلى الكويرة، إن شاء الله سنبهر الجميع بمباريات تقام شهر مارس القادم فوق ملاعب بأرضيات جميلة في ملاعب جذابة وراقية، وهذا الأمر مثلا ما كان ليكون ممكنا قبل أربع سنوات.