يملك جولين لوبيتيغي مدرب إشبيلية رؤية تقنية وتكتيكية رائعة يعتمد خلالها على "أسلحة" البدلاء التي يحقق من خلالها الانتصارات سواء على صعيد "الليغا" أو على صعيد "العصبة".. وهو ما يجعل من يوسف النصيري ومنير الحدادي أهم أسلحة الطوارئ التي يكسب بها المباريات.

الانتصارات الثلاثة في الليغا.. إضافة إلى التأهل إلى الدور الموالي من منافسات عصبة الأبطال بعد الفوز على كراسنودار الروسي، كلها نتائج رفعت فريق لوبيتيغي إلى القمة وجعلته واحدا من المدربين الذين يسيرون هذا الموسم بخطى ثابتة.. وقد أثبت أنه يستطيع أن يُدبّر ويستثمر قاعدة "التبديلات الخمسة" في المباريات التي فرضتها جائحة كورونا على أحسن وجه بحيث يحقق بها نتائج باهرة ويذهب بعيدا في أية منافسات.

لوبيتيغي واحد من المدربين الذين يعرفون جيدا كيف يستفيدون من كرسي الاحتياط.. ولديه لاعبين احتياطيين يملكون المفاتيح والحلول لكثير من العقد ويمنحونه الامتياز المطلوب باستمرار، ويكسبونه نقاط الانتصارات.. وقد وجد ظالته دائما في كرسي الاحتياط.. وبهذا الأسلوب يريح اللاعبين ولا يرهقهم كثيرا، وفي نفس الوقت يحفزهم ويشحنهم ويدفعهم لمزيد من العطاء.. لذلك يعتمد في كل مباراة على 16 لاعبا يعرفون دورهم جيدا ويحفظون عن ظهر قلب ما عليهم فعله، بالرغم من الاستعصاء الذي يعاند بعضهم أحيانا. 

وفي 5 مباريات فقط تمكن الثنائي النصيري والحدادي من تسجيل 6 أهداف، كلها من كرسي الاحتياط.. فأمام قاديس في الجولة الثالثة تمكن الحدادي من التسجيل بعدما دخل في الدقيقة 61. وفي الدورة الرابعة أمام ليفانطي انتفض النصيري بعدما دخل في الدقيقة 71 وسجل هدفا.. وتمكن الحدادي مرة أخرى في الدورة 10 من تسجيل هدف في مرمى سيلطافيغو بعدما قدم من كرسي الاحتياط، حيث دخل في الدقيقة 68.. وهو ما كرره يوسف النصري مرة أخرى في الجولة 11 أمام هويسكا حيث سجل بعد دخوله في الدقيقة 74.. وكانت قمة الانتفاضة بالنسبة للنصيري في الجولة 3 من منافسات دور المجموعات بعصبة الأبطال أمام كراسنودار الروسي حيث سجل هدفين بعدما دخل المباراة كاحتياطي في الدقيقة 60.

وقد أثبتت التغييرات التي يجريها لوبيتيغي خلال الدقائق العشرين الأخيرة من زمن المبارايات مدى أهميتها ومدى أهمية "أسلحة الطوارئ" التي يعتمدها ومن ضمنها طبعا ثنائي الأسود النصيري والحدادي.