حسم الرجاء البيضاوي بصعوبة بالغة بطاقة التأهيل إلى الدور القادم من مسابقة كأس العرسدش، وذلك في ظل المستوى الذي ظهر به فريق الوداد الفاسي الممارس ببطولة الدرجة الثانية. تجربة الفريق الاخضر تفوقت على طموح شباب الفريق الفاسي الذي جر النسور الى الاشواط الإضافية و لم يستسلموا الا في نفاس الأخيرة.
المهاجم محمود بنحليب منح التقدم مبكرا للنسور، بعدما أنهى في الدقيقة الخامسة هجمة منسقة بقدفة قوية مركزة من داخل معترك العمليات. وفي الوقت الذي كانت الجماهير الرجاوية تنتظر أهداف أخرى، عجز الخضر عن تجاوز الدفاع المتكتل لفريق الوداد الفاسي. واكتست كل الحملات التي شنها الخط الأمامي لفريق الرجاء البيضاوي، طابع غياب الفعالية وافتقاد اللمسة الاخيرة على مشارف معترك الحارس الفاسي عمر شيبا. وليظل الضغط الخفيف الذي مارسوه طيلة هذا الشوط، سلبيا و لم  يخلق متاعب كبيرة لدفاع فريق وداد فاس. فيما نجح لاعبو هذا الاخير، الدخول في أجواء المباراة تدريجيا بعدما لم يتأثروا بالهدف المبكر. ومع توالي دقائق المباراة استطاعوا امتصاص الضغط الرجاوي، وبدأوا يخلقون متاعب لدفاع الرجاء البيضاوي.
ومع بداية شوط المباراة الثاني ارتفع ايقاع المواجهة، وزاد الضغط الرجاوي للبحث عن هدف ثاني لتأمين النتيجة. وقابله اللعب بحماس أكبر للاعبي الواف للدفاع عن مرماهم و الوقوف امام الهجومات الخضراء، و القيام بحملات هجومية لزعزعت الدفاع الرجاوي ودفع لاعبيه للإرتباك.
وفي الدقيقة 61 سيعلن الحكم محمد النحيح عن ضربة جزاء لصالح الزوار، بعدما عاد الفار للتأكد من تدخل المدافع عبد الإله مدكور في حق المهاجم الفاسي الزرع. والتي انبرى لها بنجاح المهاجم انور العزيزي، ليعيد زملائه في النتيجة ويقوي حظوظهم للمنافسة على بطاقة التأهيل إلى الدور القادم.
و خلال ما تبقى من دقائق هذا الشوط، كان فريق الرجاء البيضاوي الاقرب لتسجيل الهدف الثاني في ظل الفرص الكثيرة التي اتيحت للاعبيه والتي يحسنوا استغلالها. و خصوصا المهاجم الكونغولي بين ملانغو، الذي لوحده لم يحسن التعامل مع التمريرات التي توصل بها داخل معترك العمليات. الانتشار الجيد للاعبي الوداد الفاسي داخل المستطيل الاخضر و النهج التكتيكي الذي إعتمده المدرب عبد الرحيم اشكيليط، ساعد الزوار على امتصاص اندفاع أصحاب الأرض والحفاظ على النتيجة المرسومة وجر النسور للأشواط الإضافية. وذلك بعدما نابت العارضة عن عن الحارس شيبا في الوقت الضائع، بعد قدفة المهاجم سفيان رحيمي الذي لم يحالفه الحظ لحسم التأهيل بهدف قاتل.
لاعبو فريق الرجاء البيضاوي عجزوا عن بلوغ مرمى الحارس شيبا، ليستمر التفوق الفاسي على المستوى الدفاعي. لتظل النتيجة على حالها ويتأجل الحسم الى الشوط الاضافي الثاني، بالرغم من فرض النسور لضغط كلي على دفاع الوداد الفاسي الذي حافظ على استماثته في إبعاد الخطر عن مرماهم وجر الخضر للضربات الترجيحية.
و في الدقيقة 118 سيعفي ملانغو زملائه من دخول ضربات الترجيح، و ذلك بعدما تمكن من هزم الحارس عمر شيبا و يسكن الكرة في مرماه. وينهى الحظ العاثر الذي رافقه منذ دخوله احتياطي، بعد سلسلة من الفرصة الحقيقية للتسجيل التي اتيحت له.